Osama Silwadi
ذكرى عشر سنوات على اصابتي . أبوح بما لم اقل من قبل .. لا يمكن وصف ما نراه ونحن في الغياب بأنه مجرد أحلام .. إنها حياة اخرى يغيب فيها الجسد وتحضر الروح فلا تعلم ان ما تراه هو مخزون من عقلك الباطن ام هو الحياة الاخرى لروحك في زمن اخر … كانت الغيبوبة التي عشتها طويلة نسبيا وكانت ايضا قاسية شاهدت فيها بعض حياة من الماضي وبعض الحاضر وبعض المستقبل ، عشت في زمن بيتهوفن وعشت في زمن الملكية في مصر وعملت في فترة الثورة الايرانية وعودة الخمييني وعشت في زمن الاتحاد السوفييتي وعشت في زمن لم يكن بعد ، رأيت احياء جديدة تملأ رام الله وشارع بإسمي يفتتح في المدينة وعشت عذاب وتحقيق من الشاباك الاسرائيلي ورأيت جنة ونار وقبر وسير في شوارع لندن ورأيت نفسي ايضأ مقبورا في مقبرة للملوك الانجليز كنا نتسلى معا ، كَانت الملكة الام تاتي لزيارتنا … بأختصار هذا ما شاهدته وعشته في العالم الاخر وفي غياب جسدي عن الوعي .. بعدما افقت من الغيبوبة استمريت بالتعامل مع الناس المحيطين كانهم من كان في غيابي فظن البعض اني جننت وفقدت عقلي ولكن بعدها بدأت العودة للادراك وفهم ما يدور حولي … أن المرور بتجربة الغياب يجعلنا أشخاص أخرين ،، أكثر روحانية لاننا بصراحة اختبرنا الموت ونعرف الفرق بين عذاب الجسد وعذاب الروح ونعرف ان الله ارحم بنا من البشر وان الحياة هينة ولا يفصلنا عن الموت الا حبل ارفع من الشعرة … نرى الحب هو الحياة نتحول لعشاق لا تهمنا مغريات الحياة صوفيين روحانيين ، نعطي ونحب دون انتظار اي مقابل ، اكثر هدوء واقل كلام .
