آية صلاح أصغر مصورة أفراح فى مصر
بحركات خفيفة تتسارع قدماها بين زحام الفرح.. تنطلق من طاولة لأخرى بجسدها الصغير، وتضبط عدسات كاميرتها التى تحول كل لحظات الفرح إلى ذكريات لا تنسى.. تتجاهل النظرات التى تستغرب وجود فتاة فى هذا العالم، والتى تحاول تخمين سنها الصغيرة الذى يبدو على ملامحها ولكن فى نهاية الفرح تكون قد حجزت لنفسها جمهورًا جديدًا، وأجابت على كل الأسئلة من خلال صور لا يقدمها إلا المحترفون.
آية صلاح، هى أصغر مصورة أفراح فى مصر، اخترقت بكاميرتها أقفال للرجال فقط الموضوعة أمام تصوير الأفراح، قبل أربعة أعوام من الآن حين كان عمرها 17 عامًا فقط، وحتى الآن لا تزال هى الأصغر فى هذا العالم الذى تعد فيه صاحبات الجنس الناعم على أصابع اليد الواحدة ولم يتجاوز عمرها الـ21 عامًا.
بابتسامة تعود إلى بداية الرحلة وتقول لـ”اليوم السابع”: “كانت صدفة بحتة، رحلتى مع التصوير بدأت من وأنا صغيرة جدًا كنت حاسة التصوير بيجرى فى دمى، تقريبًا وراثة لأن جدى كان مصورًا، وعشان كدة هدية نجاحى فى الثانوية العامة كانت كاميرا، ومن وقتها ما بطلتش تصوير لحد ما بالصدفة جدًا حضرت فرح لواحدة صاحبتى وصورت.
وتتابع: “عشان أسهل على الناس أنهم ياخدوا الصور نزلتها على صفحتى وفوجئت بناس كتير معجبة بالموضوع، ولأنى أصلا عايشة فى الزقازيق ومفيش مصورين أفراح كتير بدأوا يطلبونى للأفراح فى أفراح أصحابى وأصحاب أصحابى، وبعدين بدأ يوسع لحد ما بقى عندى مكتبى الخاص ومصورين بيساعدونى وبنزل أصور فى القاهرة وإسكندرية وكل مكان تقريبًا.
دخول فتاة لم تتعد الـ17 عامًا فى هذا العالم الذى يحتاج لمجهود بدنى كبير، والذى لا تعمل فيه الفتيات سوى على نطاق محدود للغاية لم يكن بهذه السهولة بسبب تطلبه للعمل حتى أوقات متأخرة لحين انتهاء حفلات الزفاف إضافة للتعامل مع مختلف أنواع الشخصيات مثلما تحكى “آية”: “أهلى فى الأول كانوا مستغربين، وكانوا بيسألونى على كل فرح بتاع مين ويقولولى ما تطلعيش برا الزقازيق والمناطق القريبة مننا، لكن محاولوش يوقفونى وده المهم، ومع الوقت قدرت أكسب ثقتهم زى ما كسبت ثقة الناس اللى بيستأمنونى على أهم يوم فى حياتهم، والحمد لله كنت على مستوى ثقتهم وصورى بتعجبهم وبيرشحونى لأصحابهم ومعارفهم ومن هنا الدائرة بدأت توسع”.
الفتاة الصغيرة لها فلسفة خاصة فى تصوير الأفراح تحكى عنها قائلة: “بحس أنى مسئولة أنى أحتفظ للناس بأهم ذكرياتهم، ومش بس كدة أنا بصنعها وبشارك فيها وبحولها للحظات أجمل.. ولحاجات ما تتنسيش.. وده سحر التصوير اللى بيخلى العالم كله يهتم بالفن ده.. واللى بالنسبالى ليه أهمية خاصة جدًا”.
آية صلاح التى تملك الآن مكتب تصوير وعددًا من المساعدين ما زالت فى عامها الرابع فى كلية الحقوق، ولكنها حددت خطة حياتها بوضوح: الحقوق بالنسبة إلى مجرد شهادة مش أكتر لكن خط حياتى بقى وأضح أنى أبقى أهم مصورة أفراح فى مصر وعندى ثقة فى ربنا إنى هقدر هوصل للحلم ده فى وقت أقرب من اللى أنا مخططة له”.