منذ بداية تأسيسها عام 1902 م، شهدت السعودية تطوراً ملحوظاً في كافة المجالات والأنشطة بداية من البنية التحتية، ووصولاً إلى التنمية الشاملة في كافة المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والمعمارية. وبالإدارة الرشيدة استطاعت السعودية أن تحجز مقعدها بين الدول المتقدمة، وأصبح المواطن السعودي ينعم بالازدهار والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.
فعلى مدى أكثر من مائة عام ازدهرت مدن البلاد، وتحولت تحول جذريا ًغير مسبوق، فشُيِّدت المصانع، وتم تعبيد الطرقات، وأقيمت الأسواق، وامتلأت بأحدث الماركات العالمية، وزوِّدت المنشآت والدوائر الحكومية بأحدث الوسائل والتقنيات، كما أقيمت المطارات، وتم مد السكك الحديدية.
وتلقي “سيدتي” فيما يلي الضوء على تاريخ بعض تلك المدن السعودية التي شهدت تطوراً ملحوظاً في الأعوام الماضية:
الرياض:
تقع مدينة الرياض في الجزء الشرقي من هضبة نجد، وهي عاصمة السعودية. ترجع أصولها إلى قبيلتَي طسم وجديس، وهما من القبائل التي لم تعد موجودة الآن، وبعد دخول الإسلام استوطنتها عديد من القبائل العربية، وفي عام 1902م استعاد الملك عبدالعزيز الرياض، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عاصمة البلاد، وشهدت تطوراً ملحوظاً ولا تزال حتى يومنا هذا.
جدة (عروس البحر الأحمر):
وهي من أقدم مدن السعودية، حيث يرجع تاريخها إلى 3000 سنة، وتُنسب تسميتها إلى أم البشر حواء، التي يقولون إنها دُفنت في هذه المدينة. تعتبر مركزاً للمال والأعمال في السعودية، ومرفأً رئيسياً لتصدير البضائع غير النفطية، واستيراد الاحتياجات المحلية، ويوجد في مدينة جدة ما يقارب 135 ناطحة سحاب تحت الإنشاء، كما توجد فيها مقرات لبنوك عالمية.
مكة المكرمة:
أقدس بقاع الأرض، ويرجع تاريخها إلى عهد أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام، تتميز بوجود الكعبة المشرفة قبلة المسلمين ومقصدهم، وقد اهتم ملوك السعودية بتطوير مكة وتوسعة المسجد الحرام، كما شهدت تنمية كبيرة في كافة المجالات.
المدينة المنورة:
يرجع تاريخها إلى 1600 سنة قبل الهجرة النبوية، ويقال إن أول مَن سكنها هم قبيلة عبيلة. تعتبر المدينة ثاني أقدس الأماكن بعد مكة المكرمة، ففيها المسجد النبوي الشريف، والروضة المباركة، تم ضمها إلى الدولة السعودية في الـ 19 من جمادى الأولى عام 1344 هـ، ومن أبرز ما قامت به الحكومة السعودية للمدينة المنورة توسعة المسجد النبوي وتطوير المدينة اقتصادياً وعلمياً وعمرانياً.
الدمام:
عاصمة المنطقة الشرقية، وأهم مدنها، فهي الميناء الرئيسي في المنطقة، وتعتبر مركزاً سكنياً وتجارياً، وتضم 3 مدن صناعية كبرى، لعب اكتشاف البترول فيها دوراً مهماً في ازدهارها، ولفت الأنظار إليها، فتم اتخاذها مدينةً صناعيةً كبرى للبلاد.
القصيم:
تقع القصيم في وسط هضبة نجد، وتسكنها عدة قبائل عربية عريقة، وتحتوي على عدة معالم أثرية بارزة، منها صخره عنترة وعبلة، التي كانا يتواعدان عندها. وقد اهتم بها ملوك السعودية ما أدى إلى زيادة الاستثمارات فيها وتنميتها.
الطائف:
من المدن ذات الأصول القديمة، حيث يرجع تاريخها إلى ما قبل الميلاد، وتحديداً إلى عصر النبي إبراهيم عليه السلام. تقع المدينة في منطقة مكة المكرمة غرب السعودية على المنحدرات الشرقية على ارتفاع 1700 م فوق سطح البحر، تمتاز بالبناء والتعمير منذ القِدم، وتثمر أرضها بكل أنواع الثمار من تين وعنب ورمان وغيرها من الثمار الشامية.
تبوك:
أكبر مدن شمال البلاد، والبوابة الشمالية للجزيرة العربية. تعد طريقاً حيوياً للتجارة والحجاج والمعتمرين القادمين من خارج الجزيرة العربية، وهي من المناطق الزراعية المهمة في السعودية.
أبها:
ترتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 2200 متر، وتحيط بها الجبال من أغلب الجهات، ما يكسبها طابعاً فريداً وجمالاً خلاباً، لذا تسمى عروس الجبل، وتعتبر مصيفاً ومدينة سياحية مهمة جداً في السعودية.
خميس مشيط:
كانت تسمى قديماً منطقة جرش، تمتاز بكونها رابع مركز تجاري على مستوى البلاد، وهي مدينة سياحية وتجارية مهمة في المنطقة حيث تتميز بجوها المعتدل صيفاً، وكثرة الأمطار، وقربها من المتنزهات.
جدير بالذكر أن السعودية تتميز بالتطور والتنمية السريعة في كافة مدنها ومناطقها، وتحرص حكومة البلاد على توفير أقصى سبل الراحة والسلام والأمان لكافة المواطنين والمقيمين على حد سواء، وتعمل بكل جهدها لتأمين راحتهم.