بعدما توجت بطولة فزاع للصيد بالصقور، عبر طريقة «التلواح» التي تؤشر إلى وجود أهداف ثابتة تتنافس الصقور لالتقاطها في توقيتات قياسية، انطلقت مساء أمس في منطقة سيح الدحل في دبي فعاليات بطولة فزاع للصيد الحي، التي يتنافس فيها أكثر من 400 صقر من فئتي «الشاهين الوحش» و«الشاهين التبع»، لالتقاط الهدف المتحرك الذي يكون في هذه الحالة طيور حمام، ما يضفي جواً من الإثارة التي يترقبها الجمهور بشغف.
البطولة التي تقام تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، ويتوقع لها أن تمتد حتى غد، مثّلت مناسبة للمصورين لالتقاط صور مثيرة للحاق الصقور بالطرائد «تتطلب احترافية ومهام فنية خاصة»، حسب المصور عبدالله الحبسي، الذي قال «توقيت التصوير وزاوية التقاط الصورة، وتوقع حركة الصقر المفاجئة أثناء عملية القنص، هي بعض المقدمات التي تسهم في التقاط صورة نموذجية، لكن التطبيق على أرض الميدان رغم ذلك يبدو مختلفاً».
بانوراما تراثية
وصف مدير إدارة بطولات فزاع التراثية، عبدالله حمدان بن دلموك، تواصل بطولات فزاع المختلفة، بالاستراتيجية التي تسعى إلى صياغة «بانوراما تراثيةعلى مدار العام على نحو يترجم توجيهات سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، راعي بطولات فزاع، بنسج علاقة حقيقية بين مختلف فئات المجتمع، خصوصاً الشباب، وبين الموروث المحلي على اختلاف أنماطه». ووصف بن دلموك البطولات التراثية بأنها «منظومة متكاملة لصون التراث ودعم الهوية الوطنية»، مضيفاً أن «منافسات ومهارات الصيد بالصقور سواء بالتلواح او الحي، والصيد بالسلق، والغوص الحر، والرماية، وغيرها من المهارات، لا تتعلق برفع المستوى الفني لتلك المهارات فقط، بل ترمي إلى تمتين الوصال مع إرثنا المحلي». |
الفكرة ذاتها أكدها المصور فايز منصور، الذي غطى بطولات الصقور لدورات متعاقبة: «البطولة فرصة لالتقاط صور استثنائية في أرشيف أي مصور، ومن الممكن عبر تفاصيل صورة واحدة أن تنبئ المشاهد بالكثير من وقائع الحدث الذي ربما قد لا تستوعبه التقارير المكتوبة»، مضيفاً ان «التعامل مع حدث عناصره من مفردات الطبيعة، يبدو بالنسبة لعدسة المصور أكثر صعوبة، ليس فقط لأن العنصرين الأساسيين متحركين، بل لأن المعادلة بينهما تربطها علاقة صراع، والسرعة فيها هي المعيار الحاسم».
وأكد مدير بطولات «فزاع» التراثية عبدالله حمدان بن دلموك، أنه لا تعارض بين بطولة فزاع للصيد بالصقور بنظام «التلواح»، وهذه البطولة التي يبقى الهدف فيها حياً ومتحركاً، مضيفاً لـ«الإمارات اليوم» ان «بطولة الصيد الحي تسهم بشكل إيجابي في تنامي الاهتمام بهذا الموروث الذي كان بالنسبة للأجداد سبيلاً أساسياً لتوفير القوت اليومي».
وقال بن دلموك «اهتمام معظم الباحثين انصبّ على مهنة الغوص ورحلة البحث عن المحار واستخراج مكنونه من اللؤلؤ، وكذلك الصيد البحري، وهي نشاطات ترتبط بالبيئة البحرية، في حين بقي الكثير من ملامح نشاطات أهل البادية يحظى باهتمام أقل في هذا الجانب، لذلك فإن بطولات فزاع التراثية لفتت اهتمام الجمهور والمتنافسين والمهتمين باستقراء النمط المعاش في البيئة الإماراتية».
وكشف عن ان بطولة «فزاع» للصيد بالصقور الحي استقطبت اعدادا كبيرة من المتسابقين، سواء من داخل الدولة او خارجها، من بينها مشاركات من دول خليجية وعربية اخرى، متوقعاً ان تكشف عن مستويات رفيعة بين المتسابقين، خصوصاً ان هذه البطولة تشارك فيها مجموعة من الطيور التي تحظى بمهارات استثنائية قام بتدريبها مالكوها تدريباً جيداً استعداداً للبطولة.
واعتبر رئيس اللجنة العليا المنظمة لبطولة فزاع للصيد بالصقور الحي، سيف بالكديدا، ان بداية البطولة، أمس، مع منافسات فئة «شاهين الوحش» كانت «إيجابية وعكست تطور المستويات الفنية لتدريب الطيور المشاركة». ومن المقرر أن تشهد منافسات اليوم مشاركة فئة «الشاهين تبع»، بعدما تم تسجيل المتسابقين واعتماد جداول خاصة للمنافسات، لافتاً إلى أن الهدف من إعداد خيمتين منفصلتين على أطراف ساحة السباق، هو تخصيص الأولى للجمهور، والأخرى لأصحاب الطيور المشاركة، موضحاً أنه تم تزويد الخيمتين بشاشات تلفزيونية.
وقال بالكديدا ان عملية التسجيل شهدت إقبالاً كبيراً، حيث ان التسجيل كان يتم عبر الموقع الرسمي لسمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، وقد وصلت اعداد المسجلين في فئة «الشاهين الوحش» الى اكثر من 250 طائراً، أما فئة «الشاهين التبع» فقد بلغ عدد المسجلين اكثر من 150 طائراً.
واضاف ان سمو الشيخ حمدان بن محمد، وجّه بتخصيص يوم لفئة «الشاهين الوحش»، ويوم اخر لفئة «الشاهين التبع»، وذلك لقوة المنافسة، وأوضح ان البطولة هذا العام شهدت إقبالاً كبيراً من الشباب المواطنين، بالإضافة الى اشقاء من بعض الدول العربية والخليجية مثل قطر والسعودية والعراق والكويت.