الصورة بوصفها اتهاماً
مصورون تجمّعوا في دائرة صغيرة ضمن تظاهرة ضدَّ السلطات في بغداد، بسبب التعسِّف الذي يواجهونه من عناصر الأمن العراقية، بينما البنادق تتوجَّه إليهم، بنادق بدت متأهبة لإطلاقة قد تخترق صدر أحدهم أو تقلق سماء بغداد. هذا ما التقطه سعد الله الخالدي ورفعت رئاسة الوزراء تهمة ضدَّه، بأنه يشوَّه صورة الحكومة «نشرت عدداً من الصور، وعلى إثرها طالبت رئاسة الوزراء بمحاكمتي في محكمة الكرخ (قصر العدالة)، لكن تمَّ إخلاء سبيلي لعدم كفاية الأدلة»، هكذا حُوكم الخالدي على صورٍ بيَّنت ممارسات أمنيَّة تخلّ بالقوانين، أما أحمد محمود، فيبدو أكثر جرأة. استفاد من الدعايات التي تعلنها أحزاب الاسلام السياسي قبيل كل انتخابات، صوَّر في البصرة، إحدى اللافتات التي تتحدَّث عن ثورة الإمام الحسين. اللافتة تبدو أنيقة، وقد ثبِّتت على الحائط بحرفيَّة جيَّدة، غير أن المشكلة، أن اللافتة التي تشير إلى ثورة الامام الحسين ينام تحتها أحد الفقراء، بملابس رثَّة «أظهرت التناقضات الصارخة بين الشعارات البراقة والواقع العراقي المرير، إنه الفقر القاسي المهمل تحت لافتات الحكومة وإعلاناتها البراقة». هذه هي المفارقات في الصور التي التقطها والتي «سبَّبت استياء بعض الجهات الحكومية»، لكن محمود يؤكد بإصرار: «استياؤهم هذا لا يعنيني». هاتف فرحان يواجه صعوبة في نشر صوره اللاذعة، فيلجأ إلى نشرها على صفحات التواصل الاجتماعي «في آخر محاولة منا لكشف حقيقة ما يجري».
بمقابل هذا أسَّس محمَّد عبّاس قناة متواضعة على اليوتيوب يحمِّل عليها ما يوثّقه من ملفات فيديو تحتوي بعض الأحيان على «مواضيع تختص بالتظاهرات المدنية» التي «تثير حفيظة من هم في هرم السلطة».