(عدسة/ عمر عبدالعزيز)
عمر عبدالعزيز: الاعتناء الفني هو الاهتمام باللوحة من المجتمع والفنان والإعلام
إعداد: سلافة الفريح
يرى عمر عبدالعزيز؛ أن: “الاعتناء الفني هو كل شيء يُعنى بالاهتمام باللوحة الفنية منذ بدايته وحتى انتشاره. وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
١- الاعتناء الاجتماعي للفن
٢- الاعتناء الفردي من الفنان للفن
٣- الاعتناء الفردي والجماعي للإعلام للفن
أولا الاعتناء الاجتماعي للفن:
يعتبر المجتمع من الروابط المهمة لرفع قيمة الفن والاهتمام به، وذلك ليس في توفير الدورات والمحاضرات والمعارض للفنان وحسب بل في تطوير المجتمع نفسه ليتقبل الفن ويعطي للفن أهمية وقيمة تضاهي القيم الأخرى. فالفن نشاهد من خلاله كل شيء بشكل أفضل وأجمل؛ اللوحات، الإعلانات، المعمار، المقطوعات، التعامل والتجارة، الرياضة إلخ . كل شيء يتطلب منا أن نتفنن به ونظهره بأفضل حلة ليكون أكثر جمالا في المجتمع ولن نصل إلى تلك الأمور إلا إذا تقبل المجتمع فكرة الفن وقيمته وأنه شيء ليس بالسهل. ففي المناسبات الدينية تظهر الفنون الإسلامية بأصالتها من ألوان وخطوط ومخطوطات وآيات، وعن طريقها نظهر ثقافتنا التي تخاطب مجتمع العالم أجمع. فالاعتناء الفني هنا يساوي الترغيب. وحين نمشي في بيئة معمارية لا تهتم بتطاول البنيان بل بإخراج تحفة فنية فريدة من نوعها. وبهذا فهي ترفع من مستوى التغذية البصرية لدى المشاهد. فالأمر ليس مجرد مبنى يصل طوله آلاف الأمتار بل لوحة ثلاثية الأبعاد صنعت لتلهم المجتمع بالفن. هذا هو الاعتناء الفني الحقيقي هدفه إلهام المجتمع بإنتاج حديث ومبتكر
ثانيا – الاعتناء الفردي من الفنان للفن اللوحة الفنية هي مزيج بين الجمال، الفكرة، الرسالة. وهذه الثلاثة لا تصبح ذات تقبل بشكل قوي إن لم يتم تطبيقها بشكل متوازن. قد تصور الجمال فقط دون رسالة؛ وهذا الفن يعجب الكثير من العامة والجمهور لكنه يفتقر للرسالة وهذا ما يفقدك الاعتناء الفني. حيث يستمر نجاح اللوحة الفنية الجميلة لفترة محدودة ثم تختفي! أما ذات الرسالة فهي تلامس القلوب وترسخ في الوجدان.
الجمال والفكرة والرسالة لابد من تطبيقها بشكل متوازن
لكن ماهي الرسائل الفنية داخل اللوحة؟ كل شيء يلامس أفكار المشاهدين ويجعلهم في نقاش مع أنفسهم ذلك يعد رسالة. لا يجب أن تكون الرسالة عميقة. مثل القضايا الاجتماعية، المناسبات المفرحة، الأحداث العالمية المؤلمة، جمال صنع الخالق كصور الطبيعة والخيول والحشرات.. إلخ كل ذلك يدخل ضمن الرسالة. والسؤال هو كيف نجعلها داخل إطار الاعتناء الفني؟
الاعتناء الفني من الفنان هو إشعار المتلقي بأنه ثمة اهتمام من جميع جوانب الصورة في الضوء والظل، والحدث والاقتناص، الرؤية والرسالة لتخرج بصورة ملهمة تلامس المهتمين والعامة معا. فمثلا حين تقوم بتصوير رالي السيارات تأكد أن هناك من يفهم أكثر منك في أمور السيارات لذلك حين تلتقط صورا عشوائية جمالية قد يغيبك فعلا أن هناك لحظات لا يمكن التقاطها بعشوائية مثل لحظات الانطلاق والاستعداد والوصول.. إلخ. ومن ناحية أخرى صور الطبيعة مالذي يميز صور الطبيعة؟ في السفر مثلا تجد هواة يصنفون أنفسهم محترفي تصوير الطبيعة لأنهم صوروا مناطق جميلة ولبي صورا جميلة! تصوير الطبيعة ليس سهلا البتة وهناك اعتناءات كثيرة تحدث في تصوير الطبيعة بكل أنواعها منها: اختيار الزاوية.. وقت التصوير.. موضع الشمس.. المكان الذي يستحق التصوير . وكذلك في تصوير طبيعة الحيوانات الجميلة مثل الخيول مواطن كثيرة لا يمكن للفنان العشوائي أن يظهرها. باختصار الاعتناء الفني جزء منه يعتمد بداية على تجهيز اللقطة ونهاية بإشعار المتلقي بأن اللقطة ناجحة وليست عشوائية.
ثالثا: الاعتناء الفردي والجماعي للإعلام للفن..
البعد عن العشوائية يجعل للفن رسالة
لا يقتل الفن إلا المجتمع ولا يخفيه إلا الفنان؛ والفنان مقيد من قبل المجتمع لكنه حر طليق داخل لوحته. الكثير من الأمور والتفاصيل التي نفقدها في الإعلام عن الفن من جميع النواحي؛ يجب آن نشارك كفنانين مع الجمهور في الإعلام عن الفن” محاضرات، معارض، مناسبات فنية.. شارك صديقك؛ حببه في الفن؛ وضح له قيمة الفن. كذلك جزء من الإعلام عن الفن هو
البعض يصنف نفسه مصور طبيعة لأنه صوَّر منطقة جميلة وليس صورة جميلة
الإهداءات فهي ترفع قيمة الفن. وأخيرا شارك الناس بموضوعات فنية اجتماعية تنشر الفن بشكل أسرع إعلاميا. في نهاية الأمر موضوع الاعتناء الفني هو مجال ذاتي أقرب إلى الاهتمام بكل شيء لأجل جمال كل شيء لتشعر الآخرين أن ما تقوم به ليس مضيعة للوقت وأننا نلهو بالكاميرا كما يظنون”.