بايج بيّو كوميدية أمريكية رائعة في الثالثة والعشرين من العمر وُلدت مع وحمة على خدّها الأيسر. بعد أن عاشت طفولة صعبة بين السخرية والإستهزاء تعلّمت أن تتقبّل نفسها وهي تحاول حاليًا تطوير العقليات حول الإختلافات في المظاهر الخارجية.
وقالت بايج “عشت الكثير من التهديدات والإهانات وأحيانًا كانت الأمور تصل إلى العراك الجسدي… كنت أشعر أنني معرَّضة للخطر. عندما كنت أصغر سنًا كان من الصعب عليّ أن أعيش مع وحمتي”
من أجل الدلالة على “الوحمة” كان المجتمع يستخدم كلمة “ورم”، هذه الكلمة غير الدقيقة تشمل “كل تشوّه ينتج عن الأوعية الدموية أو اللمفاوية المتوسّعة بشكل غير طبيعي. في أكثر الأحيان أصلها غير معروف وتطوّرها غير مفهوم” وذلك بحسب تعريف موقع ويكيبيديا.
وُلِدَت بايج في لوس أنجلس وأصبحت ممثّلة ومخرجة. وهي تعمل بالشراكة مع عدة مصوّرين فوتوغرافيين من أجل إنتاج أعمال فنيّة حول موضوع تقبّل الذات، وتقول: “أعرف أن الإهانة والإذلال لهما صلة وثيقة مع المجهول .. الآن إنها جزء لا يتجزّأ منّي ولا يمكنني أن أتخيّل نفسي من دونها”.
والمشروع التي تبنيه يومًا بعد يوم هو ألا يخفي الناس “عيوبهم” بل أن يقوموا بتقبّلها وتسليط الضوء عليها. مشروعها إسمه Flawless Affect ويقتصر على إعطاء قيمة لكل ما يسمّى بالـ”عيوب” من أجل ترقيتها ذهنيًا وجسديًا من خلال الاعتزاز بها.
وأضافت “أريد أن ألهم الأشخاص الآخرين. إذا تمكّنت من النجاح في مجال السينما سأتمكّن من المساعدة في إعادة تعريف الجمال”.
وتتمسّك الأعمال الفنيّة بتغيير نظرة الناس بطريقة إيجابية إلى الإختلافات الجسدية وكسر الأحكام المسبقة أو الإنتقادات التي يتلقّاها الناس بسبب ميزة ما. لم تكن تخفيها إلا في البداية. كان من الصعب أن تتقبّل نفسها، ولكن عندما كبرت راحت تكتسب ثقتها بنفسها شيئًا فشيئًا.
هذا ليس سهلًا عليها كل يوم في مهنتها في التمثيل ولكنها لم تكن تختبئ. لم تكن تخفي وحمتها بالمكياج عدا عن الذي كانت تضعه في النهار، وتابعت: “للأسف يتمتع الكثير من الناس بالعقلية نفسها. يريدون أن يكون لديهم وجه مثالي وجسم مثالي. إلا أن وجهي مختلف”.
من خلال هذا المشروع التقت بالكثير من الفتيات من كافة الأعمار لكي تتناقش معهنّ بقصصهنّ. وردود الفعل مشجّعة لأن كل واحدة منهنّ تشعر بأنها أقوى وقادرة على تجاوز الإحراج اللاحق بها ظلمًا لتفرّدها عن غيرها.
وقالت بايج: “أشعر بأنني قادرة على مساعدة أخريات كثيرات ومحاولة تغيير عقولهنّ لكي يتقبّلن أنفسهنّ. عليكم أن تفكّروا بأن عيبكم جميل جدًا. أنتم بحاجة إلى بعض الوقت ولكن المسألة هي مسألة وجهة نظر.”