Osama Silwadi
قبل ايام اتصلت بي مصممة ازياء اوروبية قالت لي رأيت كتابك ملكات الحرير ورأيت كم هي الازياء الفلسطينية جميلة ، ولأن كتابك اعجبني كثيرا بحثت عنك في جوجل حتى توصلت اليك واريد ان اسألك بعض الاسئلة لاني عندي مشروع وقد تساعدني ، فقلت لها تفضلي ، قالت كنت اتمنى ان يكون خلف كل هذا الجمال مصممة ازياء ، فقلت لها ان خلف كل قطعة او رسمة او تشكيل او لون يوجد حكاية ولم يخلق من فراغ ، قالت هذه الملابس اصلية وحقيقية ام انها مقلدة ، فقلت لها بل هي اصلية وهي ملابس جداتنا وهذه التصاميم والالوان التي ابهرتك انما هي نتاج عصور طويلة ، سألتها ما هو مشروعك ، قالت اريد تصميم أحذية عليها تطريز فلسطيني حتى اسوقها في أوروبا ، فقلت لها لا استطيع مساعدتك فهذا يتناقض مع مشروعي وافكاري ولا اقبل ان أرى تراثناعلى احذية ويهان فهو هوية شعبنا وليس فقط ملابس وهذه الرسومات هي الهة اجدادنا القديمة ومقدسها وطيورنا الوطنية وزهورنا الوطنية ، فقالت لماذا تقول لي هذا الكلام اذهب للسوق عندكم وسترى مصممين فلسطينين يسوقون احذية تحمل تطريز فلسطيني ، فقلت لها هم تجار وانا موثق وباحث وعاشق لهذا التراث ، انتهى النقاش عند هذه النقطة . ما أريد ان اقوله هو ان تحويل التراث الى سلعة رخيصة يسيء لنا ولتراثنا ولا يحافظ عليه كما يدعي البعض ، وإن قيام بعض المصممين المحليين تقليد ما يقوم به الاسرائيلين من جعل التراث الفلسطيني ملابس بحر وملابس اغراء واحذية مثل ما حصل للكوفية العربية يضر ولا يفيد ، فهذه الكوفية التي لبسها الفدائي الفلسطيني وتحولت لرمز عالمي للنضال والحرية اصبحت ملطشة للمصممين الاسرائيليين وبعض العالميين والعرب ، انا الوم مؤسساتنا الرسمية التي تسارع في كل مناسبة دولية ومشاركة في معرض عالمي الى فرش بسطة تطريز فلسطيني فيها كل ما هب ودب من قطع التطريز حتى اصبح التراث الفلسطيني ملطشة ، هذا التراث ورثناه عن اجدادنا ولم نحافظ عليه كما يجب كمن ورث ثروة عن ابيه وبددها في توافه الامور