جورج عشي العين البشرية أفضل كاميرا في العالم ..
من الجائز القول أن جورج عشي فنان متعدد الإنجاهات والمواهب …بين الشعر والرسم والعزف والغناء وحتى الأعمال الأوبرالية ..لكن إلى جانب كل ذلك يضع العشي التصوير في طليعة إهتماماته خصوصاً وأنه حائز على العديد من الجوائز وقد سبق لقراء فن التصوير سماع الكثير عنه والآن نقدمه في لقاء موسع..
جورج عشي فنان سوري يحمل إنتماءه في خلفيته الثقافية ويطرحها في مقولاته الفنية
أجرى اللقاء مندوب مجلة فن التصوير اللبنانية
فريد ظفور – دمشق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جورج عشي
– ولد جورج عشي في طرطوس، عام 1940.
– في عام 1972 تخرّج من المدرسة الدولية بلبنان- قسم الديكور.
– يعمل في التصوير الزيتي.
المجالات: فنان تشكيلي
تاريخ الميلاد: 1940
الفنان جورج عشي..
خلاصات الموسيقا والتصوير الضوئي في التشكيل!
ربما هو من الفنانين القلائل المشتغلين في أكثر من اختصاص أو فن، فجورج عشي خريج المدرسة الدولية في لبنان قسم الديكور.
يحترف التصوير الفوتوغرافي إلى جانب التصوير الزيتي، وهو من مؤسسي نادي فن التصوير الضوئي في سورية، وإضافة إلى أنه عضو في نقابة الفنون الجميلة واتحاد التشكيليين العرب، فهو عضو في جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين في باريس بصفة شاعر أغنية، كما يدرس مادة التصوير الضوئي في كل من معهدي الآثار والمتاحف والفنون التطبيقية، وقد درس العزف على الكمان على يد الأستاذ ميشيل كونستانتنيدس في اللاذقية وميشيل بوبيونكو في حلب كما صدرت له مجموعتان شعريتان باللغة المحكية السورية هما «كلمتين زغار» 1964 و«الجوع والحب»1970.. وله أغنيات وأعمال درامية ودرامية موسيقية وبرامج منوعات في كل من تلفزيون وإذاعة دمشق وبيروت..
هذه المحصلة الغنية لمسيرة الفنان عشي، تتطلب بالتالي قراءة مختلفة ومستعدة سلفاً لتجربته التشكيلية التي تبدو متأثرة بالعديد من الفنون الأخرى المنضوية في معطف اللوحة الواحدة، فالمتابع للتجربة اللونية التي يشتغل عليها عشي، يلاحظ عشقه للتصوير الضوئي الذي يعني فيما يعنيه تثبيت اللحظة والقبض على المشهد بشكل لا يسمح للزمن بالتسرب، هنا تبدو الحركة في أعماله كأنها مستقرة لوهلة يسمح فيها للعين بالتمتع بصرياً باللقطة، حيث يميل أحياناً إلى رسم الطبيعة في مختلف ألوانها وحالاتها، أو إنه يرسم بورتريهات لأشخاص يحتلون مكاناً ما في الذاكرة، لكنه ورغم عشقه لتلك اللحظات التي تبدو مألوفة، فإن الفنان كثيراً ما يتورط في اللعبة اللونية منساقاً مع إغراءات المزج والتداخل بين التدرجات المختلفة ليبدو وكأنه يرسم غابات لونية تكون عبارة عن أشكال هندسية أحياناً تشبه قطع الفسيفساء المتجاورة والمتباينة جراء الاختلاف باللون.. تلك الورطة اللونية إذا صح التعبير، تبدو مغرية كثيراً للفنان المولع أساساً بالتصوير والموسيقا والشعر، لدرجة أن المتابع يمكن أن يكتشف أين كان الفنان ميالاً للشعر أكثر منه للتصوير، وفي أية لوحة حضرت الموسيقا بشكل واضح إلى جوار الخط واللون!. رغم اشتغال عشي على البساطة، إلا أنه مرات كثيرة، يبدو أكثر تعقيداً مما ألفناه في أعماله الأخرى، فتأخذ اللوحة لديه منحى متشابكاً ومتداخلاً جداً من الخطوط والالتواءات المتقاطعة المليئة بالأشكال الهندسية التي تشبه النوافذ، في هذا النوع من الأعمال يبدو الفنان أكثر تأملاً وإيغالاً في النفس الإنسانية ومجموعة الماورائيات المجهولة داخل الشخص، كأنه يرسم صورة بورتريه بشكل مختلف عن العادة، يمكن وصفها بالجوانية والعميقة التي تسبر داخل النفس بدقة وتحاول قراءة الوجوه الأخرى الغامضة التي تجلس مستقرة خلف العينين وتقاطيع الوجه!. يفعل عشي الشيء نفسه مع لوحات الطبيعة وتصوير السماء في مختلف حالاتها، فمرة تبدو اللوحة بسيطة تدون لقطة بديعة لألوان السماء والغيوم والضوء، وفي لوحات أخرى تأخذ السماء بعداً أكثر دلالة عندما يحاول رسمها من الداخل فهو يشبهها بالإنسان عندما يثور أو يفرح، في محاولة منه لأنسنة الأشياء والمشاهد الصامتة وتحميلها الكثير من المعاني التي تتقاطع مع الحالات الإنسانية في نهاية الأمر!.
أقام جورج عشي الكثير من المعارض الفردية وشارك في المهرجانات الجماعية كما نال العديد من الجوائز في أكثر من اختصاص.