بهدف الحفاظ على الصرح الوطني والمعماري للقصر
مهرجان قصر الحصن 2016 يشهد الكشف عن تطورات أعمال الترميم الجارية
شهد “مهرجان قصر الحصن 2016″، المقرر إقامته خلال الفترة من 3-13 فبراير في أبوظبي، الكشف عن تطورات أعمال الترميم الجارية للحفاظ على “قصر الحصن”، رمز نشأة أبوظبي، والمقر السابق لأسرة آل نهيان الحاكمة.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز الفخر بالهوية الإماراتية، وتكريم القيادة الحكيمة ورؤية الآباء المؤسسين لدولة الإمارات العربية المتحدة، مع الاحتفاء بـ”قصر الحصن” باعتباره صرحاً وطنياً ومركزاً للحياة الاجتماعية في أبوظبي، و”المجمع الثقافي”، أحد معالم العمارة التراثية المعاصرة، والذي ساهم في صياغة واحتضان الحركة الثقافية والفنية.
ويسلّط المهرجان، الذي تنظمه سنوياً “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”، الضوء على التراث والهوية الإماراتية، ومبادرات المحافظة على الحصن و”المجمع الثقافي”، وإحياء دوره كمحور للحياة الثقافية في أبوظبي، واستدامته إرثاً للأجيال المقبلة. وسيتعرف زوار “مهرجان قصر الحصن” على مدى التقدم في أعمال الترميم، التي تكشف جوانب كثيرة من ماضيه العريق.
وقال مارك كيفين، مدير قسم الهندسة المعمارية في “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”: “يجري حالياً تنفيذ أعمال ترميم مهمة على أيدي فريق من الخبراء متعددي التخصصات. وسيلمس الزوار هذا العام تغيرات كبيرة في “قصر الحصن”، عقب إزالة المزيد من الطبقات التي أضيفت إلى جدران القصر الخارجي في ثمانينيات القرن العشرين. وسيتمكن الزوار من رؤية المواد التي تم استخدامها لبنائه في الماضي، بالتزامن مع استعادة الحالة الأصلية لواجهته الخارجية. ونسعى إلى تحقيق التوازن بين اعتماد المواد التقليدية والتقنيات الحديثة لإعادة القصر إلى صورته في الفترة من 1939-1945”.
ويجري كذلك تجديد مبنى “المجمع الثقافي”، بالتوازي مع ترميم “قصر الحصن”.
وأوضحت أمل شابي، أخصائية ترميم مبان في إدارة البيئة التاريخية، “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”: “نقوم بإزالة المعدات الميكانيكية والكهربائية وغيرها من أنظمة الخدمات القديمة في مبنى المجمع الثقافي، وذلك لتحديث مرافق ووظائف المبنى مع الإبقاء على طابعه المعماري الفريد، وهو ما يتماشى مع خطة إدارة الترميم التي اكتملت مؤخراً”.
وسيحظى الزوار هذا العام بجولات يقودها مرشدون في أجزاء من المبنى، إلى جانب الاستمتاع بتجربة تفاعلية في الحصن يصاحبها سرد شامل يؤرخ لمراحل مشروع الترميم.
وقالت أروى النعيمي، مديرة مشاريع في “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة”: “ستأخذ هذه التجربة الزوار إلى مركز قصر الحصن، حيث يمكنهم القيام بجولة في المعرض الذي تم تحديثه مؤخراً ويقدم صورة عن الحياة اليومية لمجتمع أبوظبي في الماضي، ويستمعون إلى شرح عن أهمية “قصر الحصن” عبر القرون حتى اليوم، ومدى تأثير السياق التاريخي عليه لصياغة المخطط الرئيس لتطوير المنطقة المحيطة به في المستقبل”.
وستعود مجدداً مناطق الصحراء والبحر والواحة وجزيرة أبوظبي، حيث ستقدم كل منها ورش عمل تفاعلية وأنشطة تُعيد تجسيد تلك البيئات، وذلك بالإضافة إلى منطقة قصر الحصن الجديدة في هذا العام. وسيستضيف مسرح قصر الحصن سلسلة من العروض الفنية والفعاليات العائلية التي تركز على موضوعات تعكس الأهمية الثقافية للمكان، ودوره في تطور إمارة أبوظبي، ومجتمعها.
وسيحتضن مبنى “المجتمع الثقافي” مجدداً تجربة “قهوة” للاحتفاء بفن وتقاليد القهوة التي سجلتها اليونسكو مؤخراً ضمن قائمتها لعناصر التراث الثقافي غير المادي. وسيتم كذلك إعادة افتتاح أجزاء من مبنى المجمع الثقافي مجدداً للجمهور خلال فترة المهرجان، والذي سيضم معارضاً وأنشطة تعليمية وثقافية مفتوحة للزوار.
وسيتضمن المهرجان أيضاً عروضاً بصرية حية وفنون الأداء وورش عمل الفنون التراثية والحرف التقليدية وتجارب تعليمية وثقافية تفاعلية تحت إشراف خبراء متخصصين.