لماذا المصورون المحترفون يفضلون صيغة الخزن RAW بدلا من صيغة JPG لحفظ الصورة الفوتوغرافية ؟.
يوجد في معظم الكاميرات أكثر من صيغة لخزن أو حفظ الصورة في الذاكرة التي نستخدمها مع الكاميرا الرقمية, والصيغتان الأكثر شيوعا هما صيغة الخزن JPG وصيغة الخزن RAW. إلا أن معظم المصورين المحترفين غالبا ما يختارون الصيغة RAW بدلا من الصيغة JPG في حفظ الصورة, فما هو السبب وراء ذلك ؟.
الكلمة RAW وان كانت تعني باللغة الإنكليزية ( المادة الخام ) إلا أنها كمصطلح علمي مأخوذ من الكلمة اللاتينية التي تعني ( الفلم المعرض قبل التحميض ), أي الفلم الذي تم استخدامه من قبل المصور لكنه لم يحمض بعد. عليه ماذا تقدم هذه الصيغة من امتياز إذا ما تم اعتمادها لحفظ الصورة الرقمية في ذاكرة الكاميرا ؟.
احد أهم النقاط في هذا الاختيار أن بيانات الصورة سيتم حفظها داخل الذاكرة بدون أية معالجة من قبل الكاميرا نفسها, وسيترك للمصور موضوع معالجة الصورة وتحويلها لصيغة JPG ليقوم به مستقبلا وعلى حاسبته وبالطريقة التي يراها مناسبة ومن خلال البرنامج الذي يفضله. ربما يكون هذا الكلام مفهوم من جانب وغير مفهوم من جانب آخر, لذلك اعتقد انه يحتاج لعض التوضيح.
أولا : قبل سنوات كانت استخدام الصيغة RAW في حفظ الصورة تتطلب برنامج يعرف بـ RAW Converter يزود من قبل الشركة المصنعة للكاميرا نفسها ويتم من خلال هذا البرنامج حصرا معالجة وتحويل الصورة إلى الصيغة JPG. في الوقت الحاضر وبالإضافة للبرامج التي تقدمها الشركات المصنعة للكاميرات مثل شركة نيكون وكانون وسوني, توجد برنامج كبيرة وعملاقة قادر على التعامل مع ملفات RAW بغض النظر عن نوع الكاميرا والشركة المصنعة لها منها على سبيل المثال :
– برنامج Photoshop
– برنامج Lightroom
– برنامج ACDSee Pro
– برنامجDxO
– برنامج Capture One Pro .. الخ
ثانيا : في الواقع واحدة من النقاط المهمة هي أن الصيغة RAW تعمل على حفظ بيانات الصورة بشكل غير معالج. والملف RAW سيبقى كما هو وبدون تغير حتى وان تم معالجته لمرة أو مرتين وتحويله إلى صيغة JPG . أي سيبقى بمقدور المصور معالجته الصورة مرة أخرى بشكل مختلف.
بمعنى آخر.. عندما يتم اختيار الصيغة JPG لحفظ الصورة, فالمصور قد آمن بما ستقوم به الكاميرا في عملية تحويل البيانات وحفظها, ولا يمكن الرجوع عن ذلك. في حين مع الصيغة RAW يبقى الباب مفتوح أمام المصور بمعالجة الصورة مرة وأخرى وحسب ما يتعلمه من جديد في كل مرة.
ثالثا : عندما يتم الخزن بالصيغة RAW تقوم الكاميرا بتسجيل جميع البيانات الأساسية التي تم اعتمادها عند التصوير ( نوع التوازن اللوني, حرارة اللون, مستوى التشبع, مستوى التباين, مستوى الحدة .. الخ ), علما أن هذه البيانات لا تؤثر على الصورة وطريقة معالجتها مستقبلا, لذلك بمقدور المصور اعتمادها أو تغيرها إلى ما يريد ويرغب. في حين مع الصيغة JPG ستعتمدها الكاميرا عند عملية تخزين الصورة ولا يمكن الرجوع عنها. وهذه مسالة مهمة أخرى.
رابعا : عمق اللون في الملفRAW أفضل من عمق اللون في الملف JPG, لذلك سيكون حال الصورة افصل عند المعالجة وهي بالصيغة RAW بدلا من أن تعالج وهي بعمق لوني اقل.
خامسا : المتحسس لا يصنع اللون, وإنما يتم تحديد الألوان في الصورة عن طريق فلتر يوضع أما متحسس الكاميرا يعرف بـ ( Color Filter Array), بعد ذلك تقوم الكاميرا بإتباع صيغ رياضية معقدة لتحديد لون كل Pixel تمهيدا لخزن الصورة بصيغة JPG. في حين هذا التحويل سيترك لاحقا مع الصيغة RAW, لذلك ملف RAW يكون خالي من الفقد ( Lossless ) وبحجم اكبر.
سادسا : يتوفر في برامج معالجة الصورة وهي بالصيغة RAW إيعاز خاص يسمح ولو جزئينا باسترداد التفاصيل المفقودة للمناطق ذات الإضاءة العالية وهو الإيعاز (Highlight Recovery ). هذا الإجراء ربما يوفر فرصة جيدة للمصورة قي إنتاج صورة بتوزيع ضوئي أفضل.
طبعا هذا لا يعني أننا يجب أن نترك إلى الأبد استخدام الصيغة JPG, فالصور التي نحتاجها سريعا مثل صور المعاملات اليومية والصور الصحفية والصور الجنائية وحتى الصورة العائلية فمن الأنسب أن تكون بالصيغة JPG, لأنها صور لا تحتاج إلى معالجة كبيرة وعميقة بسبب عامل الزمن المهم. أما الصور الفنية التي يراد معالجتها بشكل كبير ( ربما قلبها رأسا على عقب ) فمن الأفضل أن تكون بالصيغة RAW .
بقلم الدكتور مصيب محمد جاسم.