انترفيو |محمد رافع ….حوار مع المصور الفوتوغرافي الشاب أديب السيد
تمنح عينيك للصورة فتذهب بك بعيداً، وكأنك تريد أن تمسك بالأشياء، وكأن ثمة قصة تتشكل بين يديك من خلال مشهد بسيط، هذا ما يمنحك إياه الفنان والمصور الفوتوغرافي أديب السيد عبر مجموعة من الصور جامعاً بين جمالية الإبداع والجودة والحرفية، يأنس بالأشياء فيصورها هكذا بكل بساطة تعينه طبيعة الموضوع ويترصد الإحساس في كل شيء فيلتقط الصورة، .يعايش الناس فيلخص صوره بمقولة يفتحون لك قلوبهم فتصورهم …….
س / منذ متى بدأت علاقتك بتصوير ؟
في البداية دعني أشكرك على مقدمتك الراقية الملمة , علاقتي بالتصوير علاقة إدمان مزمنة , نشأت في منزل فني والدي كاتب وفنان تشكيلي وجدي رحمه الله مؤرخ وكاتب دراما أيضاً , علاقتي مع الكاميرا قوية وقديمة تعود إلى أيام أفلام التحميض (التصوير الضوئي ) تطورت مع مرور الوقت ومع تطور أساليب التصوير وتبلورت تلك المراحل المستمرة في آخر ..سنتين بشكل احترافي وبأرشيف صور يحتوي القديم والحديث
س / بمن تأثرت ؟ وكيف ترى نظرة الناس والمحيط الاجتماعي لهذا المجال ؟
بشفافية وصدق لم أتأثر بأي شخص فالموضوع بحد ذاته يأسرني منذ الصغر ما قبل الحرفية والفن , كونت بمفردي في سبعة أعوام مجموعة خبرات على مرور الزمن شكلت لي منهج ومحور مستقل , نظرة الناس لهذا المجال نظرة سطحية ولكن في حقيقة الأمر هو أعمق وبشكل مخيف لربما هو غير مألوف عند الكثير من الناس هنا , فهم يعتقدون بأن الصورة التقطت وحسب ,, ولكن ليس لديهم أي فكرة عن جوهر هذا المجال في عصرنا هذا
س / التصوير له مجالات واسعة أي المجالات ترى نفسك فيها ؟
بالفعل , مجالات التصوير ضخمة لكن لا يمكنني الجزم بأي عمل سأقوم به غداً
هنالك تشعبات فنية تعطي قيم لفن التصوير الفوتوغرافي كتصوير الطبيعة والأماكن والتفاصيل الغريبة التي تسقط يوميا عليها أعيننا دون تمعن وهنالك أخرى تضيف قيم للمناسبات واللحظات الخاصة وبفروع أعمق كالتوثيق بشتى أشكاله ومجالات العمل الحرفية كالتلفاز الرسمي والقنوات والمواقع والمجلات وغيرها
س / الخبرات العالمية في مجال التصوير , أين أنت منها كونك عضو في نادي فن التصوير الضوئي في سورية ؟
الخبرات لا تأتي بمفردها في يوم وليلة , لابد من تعب وسهر وعشق للعمل الذي نقوم به , و الحمدلله في السنتين الأخيرتين تمرست على يد فنانين عالميين وأساتذة لديهم الكثير من المعارض الدولية والجوائز العالمية
س / طموحك إلى أين في مجال التصوير ( الفوتوغرافي أو الفيديو ) ؟
العلاقة بين الصورة والفيديو علاقة أمومة فالمصور الاحترافي ( الفوتغرافر ) صاحب المنظور والعين النظيفة بإمكانه تصوير الفيديو بشكل جيد , برأيي الشخصي الفيديو هو مجموعة صور متلاحقة ومركبة , فالمصور يستطيع أن يأخذ صورة واحدة أو مجموعة متتالية بعدة زوايا ومن خلال منظوره الخاص
س / حدثنا عن مشاركتك في مهرجان الأفلام السينمائية الذي أقيم في مدينتك حلب ؟
نعم , شاركت بلوحة افتتاح المهرجان ( موطني ) على خشبة المسرح مع مجموعة رائعة من فنانين من كافة المجالات عبرنا بها بطريقة إيمائية عن ما تشهده مدينتنا المنكوبة تحت ظروف مأساوية غير أمنة أطلاقاً , وكنت مصوراً رسمي ضمن مجموعة ( عالم نوح ) المتمثلة بـ طريف مغامس – وسام كوسا والفضل يعود للفنان المخضرم و الفوتوغرافر نوح عمار حمامي وإلى المخرج المتميز حسام حمود
س / أيمكننا القول بأن كل من يحمل آلة تصوير فهو مصور فوتوغرافي ؟
سؤال جميل وذكي للغاية , بطبع لا ليس كل من حمل آلة تصوير فهو مصور , والدليل سهولة التصوير بكاميرات الموبايل وغيرها من الوسائل , يمكن لأي شخص شخص أن يبتاع كاميرا احترافية باهظة الثمن ولكنه من غير المعقول أن يصبح مصوراً فوتوغرافيا , فتلك الآلة تحتاج للكثير من الخبرات والدراسات
لاستعمالها كضبط مثلث التعريض اليدوي والمنظور والزوايا المختلفة من موضوع إلى آخر مع انتقاء الإضاءة والوقت في الزمان والمكان الواحد ، فتلك الآلة بيد المصور الاحترافي قادرة بإعدادات ممنهجة بجعل صورة ما تختلف جذرياً ، لتبسيط الفكرة أكثر سأعطيك مثالاً عن صورة لمنظر طبيعي وسماء بوقت الظهيرة ، فكما تراها عينك ليس بالضرورة كما ستراها على منظارك في الكاميرا ، فتغير إعدادات ما قد تعطيك بأن وقت الصورة فجراً وبإعدادات أخرى تصبح صورة شفق وغروب دافئ !!
س /نوح عمار حمامي ماذا يعني لك هذا الأسم ؟
الإنسان نوح عمار حمامي كما يحلو لي تسميته الأستاذ والأخ والصديق الرائع والمصور المبدع برصيد عشرات المعارض المحلية والعربية والعالمية , شاءت الأقدار وجمعتنا به صدفة أذكر حينها عندما وقفت أمام عدسته سائلاً إياه عن أعدادات صورة ما , لمشروع كنت على مشارف تقديمه لمسابقة على الصعيد العربي وهنا بدأت تتجلى أمامي حروف عطائه الخيرة وابتسامته الدائمة التي لا تفارقه , منذ قرابة الشهر غادر حلب معلنا عدم الرجوع , من المحزن جدا فقدان هؤلاء الفنانين المخضرمين ومن منبركم الوفي أرسل له بإسمي واسم أخوتي ( وسام وطريف ) شوقنا داعين له بالنجاح والتوفيق واللقاء القريب
س / علمنا بأنك عملت مصورا ومحرر صحفي في موقع عالم نوح كيف استطعت التنسيق بين كليهما ؟
الأمر هنا ليس معقد , كوّنا مجموعة رائعة ( مجموعة نوح ) وكوننا مصورين انطلقنا لتسليط الضوء على المناسبات والمعارض الفنية التي تقام في حلب ف تارة تراني محرر في مادة إعلامية وتارة تراني مصوراً لمادة أخرى , استطعنا بالتعاون والتنسيق فيما بيننا تقديم مواد لمناسبات رسمية وغير رسمية ولمعارض فنانين تشكيلين وغيرها من الأعمال والمقالات الفنية الموجودة في الموقع
س / من هم الفنانين والأعلاميين الذين التقطت لهم صوراً ومن تتمنى أن يكون أمام عدستك ؟
معظم فنانين حلب قد غادروها للأسباب التي باتت معروفة للجميع , التقيت بالكثير من الفنانين بشتى المجالات والإعلاميين لا أريد ذكر اسم أو أسماء لان القائمة تطول ، أتمنى أن يكون أمام عدستي أشخاص كثر ، لربما ليسوا فنانين أو إعلاميين بل أشخاص من العامة ودودين يشعرونني بالراحة عند اللقطة ليقدموا حالات نفسية جميلة تذكرك ببيت شعر من قصيدة أو مفردة ما تستقطبها من نظرة أو
حركة
س / لماذا اخترت لقب ….العراب
– Godfather ماذا يعني لك هذا اللقب ؟
هذا اللقب يعني لي الكثير من الأمور الشخصية خلافاً عن سلسلة الأجزاء للفيلم المشهور والقصة الحقيقية ومايتصف به العراب بمبادئه وحنكته ورعايته , مفهوم
( العراب – )
Godfather
بوجهة نظري الشخصية هو الشخص الذي يرعى ويربي بطريقة غامضة وبمسؤولية ليست علنية
س / حدثني عن أهم الشهادات و الجوائز التي حصلت عليها مؤخراَ ؟
الحمد لله ففي السنتين الأخيرتين استطعت أن أضف بصمة في مجالي من خلال كورس أكاديمي مع أستاذي وأخي هاني طيفور بشهادة أحترافية بالتصوير الفوتوغرافي , وشهادة خبرة في التصوير واللقاءات الصحفية من موقع عالم
نوح وشهادة شكر وتقدير من أدارة المهرجان وأخيرا مشاركتي في معرض الربيع في حلب لهذه السنة
س /الوضع الأمني في مدينتك حلب هل يسمح لك بممارسة نشاطك بحرية ؟
بطبع لا , فأنا والكثير نعاني من صعوبة التصوير والكثير من الأفكار والأعمال التي تتوقف فجأة بسبب وضع منطقة غير مستقر وغير ذلك من أمور المدينة ووضعها الأمني الصعب جدا ولكني دائما أحاول أن أنتقي المكان المناسب بظروفه الحالية وتقدير الوضع وإلغاء جلسة تصوير أو لقطة ما قد تسبب بمقتلي لربما ستستغرب من إجابتي ولكنني عندما وصلت لأجيب على هذا السؤال سقط شيء ما حول المكان الذي أنا فيه الآن
كلمة أخيرة
أخيراُ أتوجه بشكري الوفير لإدارة راديو صدى على ما لمسته من رقي في التعامل والمسؤولية ومتابعة الفنانين وأخص بالذكر طبقة الشباب والشكر الأكبر للإعلامي الرائع صاحب الأسئلة الملمة أخي محمد رافع الذي يسعى دائما لتسليط الضوء على الفن بجميع أشكاله ودعمه الدائم
انترفيو | حوار محمد رافع خاص موقع راديو صدى