إنتحار جورج إيستمان مؤسس شركة كوداك للتصوير
بقلم: سليم خليل
قدمنا في العدد السايق لمحة تاريخية عن تأسيس شركة كوداك التي أصبحت امبراطورية صناعية وتجارية يعمل فيها 86000 عامل وموظف ؛ ثم إعلان إفلاسها في مطلع هذا العام ؛ كما ذكرنا ان مؤسس الشركة جورج إيستمان إنتحر عام ١٩٣٢.
أول ما يأتي على ذهن القارىء أن سبب الإنتحار كان الضائقة المالية !!بالعكس كانت شركة كوداك عام ١٩٣٢ في أوج عزها ونشاطها وتوسعها وإدخالها إلى الأسواق منتجات جديدة متطورة في مجال التصوير .
سبب إنتحار المخترع الشهير جورج إيستمان كان عزة النفس ورفض كامل للألم وعذاب التفس من أن يصبح مقعدا بسبب مرض تكلس الفقرات في عموده الفقري .
والدته ماريا كيلبورن إيستمان أصيبت بمرض تكلس الفقرات وأمضت سنوات في الألم الشديد مقعدة عاجزة عن الحركة وكان وضعها مؤلما جدا ومحزنا .
عندما بدأ المرض يمتد في العمود الفقري لجورج ، أبى ورفض أن يصل إلى ما وصلت إليه والدته . لما تأكد من أن لا شفاء من المرض وقبل أن يصبح مقعدا كتب رسالة إلى أصدقائه قال فيها :
أكملت العمل! لماذا الإنتظار ؟
وصوب المسدس إلى قلبه وأطلق النار.
والده جورج واشنطن إيستمان كان مزارعا ناجحا جدا وأسس معهدا في روشستر – نيويورك – لتعليم إدارة الأعمال. توفي والده عام ١٨٦٢ بمرض في الدماغ وأضطرت الوالدة إلى الإستمرار في العمل لتأمين دراسة جورج ؛ الذي اضطر بدوره إلى ترك الدراسة والعمل لإعالة والدته المريضة وشقيقتيه المريضتين أيضا .
عام ١٨٨٤ وهو بعمر عشرين عاما فقط سجل جورج إختراع أفلام تصوير على بكرات ؛ وسجل عام ١٨٨٨ إختراع كاميرا تصوير فيلم على بكرة . منذ ذلك التاريخ تتابعت الإختراعات في شركة كوداك التي ازدهرت وحققت نجاحات هائلة .
أما إسم – كوداك – كان من إبتكار جورج الذي كان يعتبر أن حرفK يرمز إلى القوة؛ كما أراد أن يكون الإسم سهل اللفظ والحفظ وهكذا كان الإسم سهلا ومحاطا بحرف -K- رمز القوة .
أما عن إمبراطورية كوداك وأسباب تراجعها في الأسواق الذي بدأ عام ١٩٨٤كانت رفض الشركة شراء الدعاية في أولمبياد لوس أنجلوس عام ١٩٨٤وإعطاء الفرصة لشركة فوجي اليابانية للتصوير لشراء الدعاية في الملاعب والتلفزيون.
أعطت هذه الدعاية لشركة فوجي الفرصة لدخول الأسواق العالمية وخلال سنوات معدودة إحتلت شركة – فوجي 2% من المبيعات في السوق الأميركية.
عام ١٩٧٥ إخترع المهندس ستيفن ساسون التصوير الديجيتال في مختبرات شركة كوداك . لم تعط الشركة الإهتمام الكافي لهذا الإختراع العظيم معتبرين أن فن التصوير التقليدي هو الأهم . بعد عقد من الزمن استفاقت كوداك على أثر إتخام الأسواق بالديجيتال من قبل شركة سوني اليابانية وغيرها، فتعاونت كوداك مع شركتي مايكروسوفت وآبل ماكنتوش في إنتاج كاميرات الديجيتال التي بيعت بخسائر كبيرة لمضاربة الشركات المنافسة وبدون جدوى.
دخل فن التصوير الديجيتال الهاتف الخليوي والأنترنيت والكمبيوتر وتقلص التصوير التقليدي لينحصر في مجالات محدودة وتراجعت شركة كوداك وتقلص عدد العاملين فيها من 000 ٨٦ إلى 000 ١٦ الآن تدفع أجورهم مجموعة مصارف.
بعد وفاته وخلافا لوصيته ؛ دفن جورج إيستمان يوم 14/3/1932 في حدائق شركة كوداك في روشستر الملوثة بالمواد الكيميائية المستعملة في الشركة ؛ وتبين أن جثة جورج إيستمان ما تزال محتفظة على وضعها بسبب التلوث في تربة الحدائق حول الضريح .
ساهم جورج إيستمان في أعمال خيرية كثيرة وفي بناء معاهد ومدارس عديدة في الولايات المتحدة وأوروبا ؛ وحصل على عدد كبير من الأوسمة تكريما لإنجازاته واختراعاته التي اعتبرت باكورة الثورة الصناعية والحضارة التي تنعم بها البشرية الآن .
George Eastman | |
---|---|
ولادة | 12 يوليو 1854 |
وفاة | 14 مارس 1932 (العمر: 77 سنة) |
مواطنة | أمريكي |
عمل | رجل أعمال، مُخترع، فاعل خير |
كان جورج إيستمان (من 12 من يوليو 1854م حتى 14 من مارس 1932م) مُخترعًا ورجل أعمال أمريكي، وهو الذي أسَّس شركة إيستمان كوداك واخترع الفيلم الملفوف، مما ساعد على تحقيق شعبية هائلة لـالتصوير الفوتوغرافي. وكان الفيلم الملفوف أيضًا الأساس لاختراع الفيلم السينمائي في عام 1888م من قِبل السينمائيين الأوائل في العالم إدوارد مويبريدج ولويس لو برينس، وبعد سنوات قليلة من قِبل أتباعهم ليون بولي وتوماس إديسون، والأخوة لوميير، وجورج ميلييس.
كان إيستمان فاعلاً للخير بشكل كبير ومؤسسًا لمعهد إيستمان للموسيقى، ومعاهد طب الأسنان والطب في جامعة روتشستر ؛ ومساهمًا في معهد روتشستر للتكنولوجيا (RIT) وتشييد الحرم الجامعي الثاني لـمعهد ماساتشوستس للتقنية (MIT) على نهر تشارلز؛ ومتبرعًا لجامعة توسكيجي وهامبتون. وبالإضافة إلى ذلك، وفَّر إيستمان الأموال لعيادات في لندن ومدن أوروبية أخرى لخدمة السكان ذوي الدخل المنخفض.
في السنوات القليلة الأخيرة من حياته، عانى إيستمان من ألمٍ مُزمن وانخفض أدائه الوظيفي بسبب مرض العمود الفقري. وفي 14 من مارس 1932م، أطلق إيستمان الرصاص على نفسه، تاركًا مُلاحظةً نَصُها، “لأصدقائي: تمَّ عملي. فلِمَ أنتظر؟”[1]
وقد تم تخصيص منزل جورج إيستمان الذي لا يزال موجودًا، باسم المتحف الدولي للتصوير والسينما، كمَعلَم تاريخي قومي.