استطاع أن يصل إلى العالمية في فن التصوير من خلال غوصه فى البيئة المحلية لوطنه “الإمارات”.. فقد التقط بعينه الثاقبة مئات الصور لمناظر خلابة، واقتنص لحظات مثيرة من الطبيعة البدوية ومن أعماق المياه، ورصدت عدسته اشكالا بديعة لكائنات بحرية رائعة.
إنه علي خليفة بن ثالث، مصور فوتوغرافى ومصور أفلام وثائقية من مواليد مدينة دبى فى دولة الإمارات العربية المتحدة، يحمل شهادة الدبلوم فى اللغة الفرنسية والأدب الفرنسى، خريج جامعة مونبلييه الفرنسية. بدأ رحلته التصويرية فى سنة 1995، وشارك فى العديد من الأنشطة والرحلات التصويرية فى الإمارات وخارجها، وهو الآن الأمين العام لأكبر جائزة تصوير عربية وهى جائزة حمدان بن محمد بن راشد الدولية للتصوير.
حصد الفنان على بن ثالث مؤخرا جائزة القيادة فى التصوير الاحترافى من المجلس الدولى للتصوير IPC، وهو أول عربى يفوز بجائزة للقيادات المؤسسية فى الأمم المتحدة.
كما أن نسبة كبيرة من المصورين العرب مقصرون فى تطوير أنفسهم وقدراتهم المهارية والمعرفية رغم أن المصادر عديدة ومتنوعة ومن يكون جاداً فى اكتساب المعرفة والمهارة سيجدها لا محالة.
أما عن الشروط اللازمة لنجاح المصور الفوتوغرافى فهو يرى أن أهمها شغف التصوير والقدرة على فهمه، لكن ذلك الشغف يحتاج إلى العمل الجاد والمثابرة، وللتكوين الذاتى بواسطة دروس تجعله يتعرف على التقنيات الجماليات الخاصة بهذا الفن وكذلك على الرواد وكبار المصورين.
وعن سبب اختيار كلمة (السعادة) كعنوان للدورة الجديدة لجائزة حمدان بن محمد الدولية يقول: إن السعادة كما ذكرنا هى مطلب البشرية الأول، ومن معجزات السعادة أن تعريفاتها لا تنتهى بل تزيد كل يوم، فكل إنسانٍ له رؤى خاصة للسعادة التى تتغيّر وتتبدّل مع متغيرات الحياة اليومية والنضج العقلى والفكري.
ويضيف: من ناحيتى السعادة ترتبط بعدة معايير أهمها الاستكشاف، وأعنى به اقتحام مناطق جديدة فى مجال التصوير والفنون والعلوم والجغرافيا وغيرها، الاكتشاف هو إنارة مناطق باهتة فى العقل قبل أن يكون الهبوط على أراضٍ جديدة. أيضاً السعادة مرتبطة بالتوازن بين الرضا والطموح بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.
وعن طموحاته لمستقبل الجائزة حمدان يقول إن طموحنا ليس محدوداً بالوطن العربى أو الشرق الأوسط، الجائزة بدأت دولية وخلال أعوامٍ قليلة لمع اسمها بين كبريات الأسماء فى مجال صناعة التصوير الضوئي. الصورة تداخلت فى حياتنا بشكلٍ غير مسبوق، هذه حقيقة لا يمكننا إيقافها لذا من الحكمة التكيّف معها. الصورة لاعب رئيسى وأساسى فى رسم خارطة المستقبل، نحن فى الجائزة نستلهم خططنا من رؤية راعى الجائزة، ولذا نحن لا نقبل بديلاً عن الرقم “1”.
وعن مدى نجاح الصور التى يلتقطها فى ترجمة أحاسيسه فإنه يؤكد ذلك ويقول: الصور قربتنى أكثر من فهم الكائنات الحية وإحساسها ببعضها البعض وبالحياة، كما أنها جرفتنى عميقاً نحو المشاعر الإنسانية المتباينة وطرق التعبير المختلفة لدى الشعوب والفئات العمرية.
ويرى بن ثالث أن الصورة صديقة للواقع ولا تعرف الكذب، المصور هو من يمكنه التحايل على الصورة وإجبارها على مخالفة فطرتها وطبيعتها الصادقة، ومثل هؤلاء سينكشفون سريعاً لأن الواقع المعاصر لا يتيح للكذب البصرى وقتاً طويلاً للعيش.
وعندما سألناه عن ظاهرة (السيلفى) التى اجتاحت الجميع مؤخراً وهل يراها ظاهرة إيجابية أم سلبية بالنسبة لفن التصوير قال: لا توجد ظواهر “سلبية” فى التصوير، من دواعى التطوّر المتسارع لهذا الفن ظهور “موضات وتقليعات” تنتشر فى كل دول العالم، انتشارها دليل أنها لامست اهتمام الناس وسعادتهم وهذا لا يمكن تصنيفه بالأمر السلبى سواءً أعجبنا أم لم يعجبنا.
ل