ماهو العمر الافتراضي لكاميرات التصوير الرقمية؟
بقلم : يونس التمايتي
من مواليد 1983 بمدينة الناظور – المغرب – مؤسس مدونة المصور – مصور فوتوغرافي – تقني متخصص معلوميات ,الشبكات وإدارة الأعمال – مدون عربي.
ماهو العمر الافتراضي لمستشعر كاميرا التصوير الرقمية؟
هل سبق لك أن فكرت أو تخيلت جنازة الكاميرا الخاصة بك؟ لا شك أن تفكيرك بهذا الأمر يجعل بدنك يصاب بقشعريرة او منا يطلق عليه النتوء الجلدي. ربما يظهر هذا الأمر مبالغ فيه، لكن في الواقع بعض المصورين سواء كانوا هواة أو مهنيين تربطهم علاقة وطيدة وحميمية مع الكاميرا الخاصة بهم.
كاميرا ريفلكس أو أي كاميرا رقمية تعتبر بمثابة صديقة أو امتداد لنفس المصور، يفهمها وتفهمه، ويوفر لها أكبر قدر من الرعاية والتدليل. بالإضافة إلى دفع مبلغ باهض من أجل شرائها، فمع مرور الوقت تنضاف إليها قيمة عاطفية لا تحصى بعد القيمة المالية.
في الحقيقة الكاميرات تموت يا صديقي، نعم نعم كما هو حال البشر وباقي الكائنات الحية الأخرى. كل كاميرا تعيش من أجل إسداد خدمة نبيلة لصاحبها، من قبيل تصوير جمالية الأشياء التي تحيط بنا وكذا جانبها الحزين عبر إعطائها الشكل واللون الذين يسمحان لنا بفهم العالم من حولنا. لكن بمجرد انقضاء متوسط عمر الكاميرا، تبدأ في تغيرات في سلوكها أو بالأحرى في طريقة عملها والتقاطها للصور، أي انتاج صور بجودة سئية لا ترقى لمستوى وتطلعات المصور، في تلك اللحظة بالذات تكون قد وصلت الى مراحلها الأخيرة في انجاز مهمتها التي صممت من أجلها ألا وهي التقاط صور مذهلة ورائعة. تعتبر هذه المرحلة أصعب ما يمكن أن يتوقع أو يعيشه المصور بعد فترة لابأس بها من الزمن قضاها بجانب الكاميرا الخاصة به.
لكن في الأخير هذه المسألة تعتبر عادية ولا يجب أن تشغل بالنا أكثر مما تستحق، فمثلا لا أحد يفكر مرحلة شيخوخة أي مولود في مراحله الأولى من الحياة. من خلال مقال اليوم سوف نحاول أن نشرح لك بعض التفاصيل عن العمر الافتراضي للكاميرا وكيف يتم معرفته وقياسه.
- كيف يتم قياس متوسط العمر الافتراضي للكاميرا؟
يتم قياس متوسط العمر الافتراضي للكاميرا بعدد اللقطات التي يتم مستشعرها بالتقاطها، يعني أننا هنا نتحدث عن العمر الافتراضي لمستشعر الكاميرا بالضبط وليس الكاميرا بكاملها، حيث أن يمكن أن تتلف الكاميرا لسبب من الأسباب قبل أن تصل لعمرها الافتراضي أي أن مستشعرها يبقى سليما، فهو شبيه بعداد الكيلومترات في السيارة الذي يمكننا من معرفة الحالة العامة لها وكذا ومتوسط عمرها. نفس الشيء نجده في الكاميرات الرقمية، حيث أن حياتها مقرونة بعدد الصور التي تقوم بإنتاجها خلال فترة عملها.
- كم هو عدد اللقطات التي يمكن للكاميرا أن تلتقط؟
يتراوح عدد اللقطات للكاميرا الرقمية بشكل عام ما بين 100000 و 150000 لقطة. في الحقيقة أن معظم الشركات المصنعة للكاميرات تضبط مستشعرها على 100000 لقطة التي تعتبر متوسط العمر الافتراضي لها. هناك بعض الاستثناءات من شركة كانون canon التي قامت بتصميم بعض النماذج من كاميراتها الاحترافية المتطورة يصل فيها عدد اللقطات إلى 150000 لقطة. العمر الافتراضي للكاميرا له علاقة أيضا بكيفية التصوير الذي يختاره المصور، حيث أن الاعتماد على التصوير التسلسلي في الكاميرا بكثرة يمكن أن يقلل من عمرها الافتراضي ويجعلها أقل فاعلية بالمقارنة مع التصوير العادي أي التقاط صور منفردة.
- ما هو عدد اللقطات التي يمكن أن تلتقطها الكاميرا الخاصة بي بالضبط؟
على أي حال العمر الافتراضي للكاميرا أو الحياة المقدرة لها لا يمكننا أن نجده بسهولة تامة بجانب مواصفاتها التي يتم الإشارة لها في دليل المستخدم الخاص بها أو كتابتها على العلبة الخارجية الخاصة بها. يبقى العمر الافتراضي للكاميرا قيمة تقريبية فقط، حيث أنه إذا كان عدد اللقطات التي يمكن أن تلتقطها الكاميرا هي 100000 هذا لا يعني طبعا أنها قادرة على التقاط أكثر من ذلك أو ربما أقل. فهذا الأمر يمكن تشبيهه بالعمر الافتراضي لعيش الانسان الذي يتغير حسب البلد والقارة التي يسكن فيها – طبعا هذا مجرد توضيح للفكرة فحياة الانسان عندنا نحن المسلمين هي بيد الله وحده فقط –
إذا كنت مصر على معرفة العمر الافتراضي الخاص بكاميراتك، هناك بعض المواقع على الأنترنت يمكن أن تساعدك في هذا الباب. على سبيل المثال موقع www.olegkikin.com يتوفر على قاعدة بيانات جيدة حول مجموعة من نماذج الكاميرات المختلفة من قبيل كاميرات كانون، نيكون، سيقما، سوني، وغيرها من الماركات المعروفة في هذا المجال. هذه الأرقام والاحصائيات تبقى تقريبية ولا تستند إلى مراجع قوية، بل تم جمعها من خلال تجارب الآخرين مع هذه النماذج الخاصة بهذه الكاميرات، لذلك وجب عليك التعامل معها بحذر.
- ما هو عدد اللقطات التي قامت الكاميرا الخاصة بي بالتقاطها لحد الآن؟
لو شخص فضولي تحب الاطلاع على كل التفاصيل المتعلقة بالكاميرا الخاصة بك، وتود أن تعرف حقا ما هو عدد اللقطات التي قامت الكاميرا الخاصة بك بالتقاطها لحدود هذه اللحظة، توجد طريقة بسيطة وسهلة يمكنك الاستعانة بها في هذا الأمر، ألا وهي زيارة هذه الصفحة www.myshuttercount.com وبعدها تقوم برفع آخر صورة قمت بالتقاطها بواسطة الكاميرا الخاصة بك إلى هذا الموقع الذي يقوم بتحليل معطاتها ويخبرك بعدد اللقطات التي قمت بالتقاطها لحد الساعة بواسطتها. الموقع يسمح لك برفع الصور بإحدى الصيغتين أما صيغة راو raw أو jpeg . التعامل مع الصفحة بسيط جدا ما عليك سوى اختيار الصورة من خلال مربع رفع الملفات والضغط على زر الرفع وتنتظر حتى يتم تحميل البيانات. من الأفضل رفع صورة أصلية غير معدلة لتحصل على المعلومات الكافية الخاصة بكاميراتك، فلو رفعت صورة معدلة مسبقا بأي برنامج متخصص في ذلك سوف تظهر لك رسالة خطأ لأن التعديل على الصور يعني فقدان بعض المعلومات الخاصة بها.
- 100000 لقطة أو صورة هو عدد قليل أليس كذلك؟
قد تعتقد أن 100000 صورة يعتبر عدد قليل، لكن لا تقلق أأكد لك أنه عدد كبير وكافي لتستمتع بالكاميرا الخاصة بك أطول مدة ممكنة. هذا العدد من الصور يبقى صغير بالنسبة لمن يمكن أن يلتقط 1000 صورة في اليوم بشكل دوري وهذا الأمر ناذر جدا، يمكن أن يقوم به المصور المهني فقط في بعض الحالات وليس يوميا. لكن المستخدم العادي أو المصور الهاوي الذي يستخدم الكاميرا لتوثيق بعض الأحداث من سفر، لقاءات وحفلات يبقى عدد مهم جدا من الصور. كن متيقنا أنك ستقوم بتغيير الكاميرا الخاصة بك قبل أن تصل لنصف عدد الصور التي تسمح بها، فمع التطور التكنولوجي السريع كل الأدوات الالكترونية تتحدث باستمرار وتحرص الشركات المصنعة لها في تقديم الإضافة والجديد اللذان يجعلان المستخدم يتخلى عن منتوجه السابق على حساب منتوج جديد بمواصفات أعلى تواكب تطورات العصر الذي نعيشه. أعتقد أنك وصلت لمعرفة أن عدد الصور التي يمكن أن تلتقطها الكاميرا الخاصة بك لا يعتبر أمر مهم جدا في حالة لو قمت بشرائها جديدة، أما في حالة لو كنت قررت شراء واحدة مستعملة فهذا الأمر يجب أن تعيره الأولوية كي تستفيد منها أكبر مدة ممكنة عبر التقاط صور بجودة مثالية.
- كيف يتم صيانة الكاميرا بعد نهاية عمرها الافتراضي؟
في الحقيقة هذا الأمر لا يعتبر شائعا بين أوساط المصورين لكن هناك من يقدم عليه. يقوم بعض الأشخاص بشراء مستشعر جديد ويتم تركيب على الكاميرا بهذا يضمن 100000 صورة أخرى وكأنها قام بشراء كاميرا جديدة. شخصيا لا افضل ولا انصح بهذه الطريقة لأنها في الواقع ليست الحل الأمثل، من جهة أن مستشعر الكاميرا هو أغلى جزء فيها، فهو شبيه بمعالج الكمبيوتر التي يعتبر أغلى قطعة فيه. من جهة أخرى التطور التكنولوجي يفرض علينا شراء كاميرا جديدة بمواصفات أحدث وخاصيات جديدة بسعر في الغالب يكون أقل أو مقارب لسعر المستشعر الخاص بالكاميرا التي تملكها.
كان هذا كل شيء عن العمر الافتراضي للكاميرا وما يتعلق به، وكذا كيفية صيانتها في حالة تولد رغبة لدى المستخدم. لو أهملنا جانب من الجوانب في هذا الموضوع المرجو ترك تعليق في الأسفل وسيتم مراجعة وتحديث الموضوع لو كانت ذلك ضرورة ملحة ويحمل فائدة أكبر..