كشف أسرار الطبيعة لأكثر من 30 عاما
تعرف على زعيم «التايم لابس» لويس شوارتسبيرغ
في السنوات القليلة الماضية انتشرت طريقة التصوير بتقنية التايم لابس وظهرت العديد من الفيديوهات تظهر معالم المدن من غروب الشمس إلى طلوعها في مدة لا تزيد عن دقيقة أو اثنين. ومع تزايد عدد المختصين في هذا النوع من التصوير الاحترافي نكاد لا نتعرف على رواده الذين عكفوا على تطويره خلال عقود من الزمن.
في مقالنا اليوم سنسلط الضوء على شخصية استخدمت هذه التقنية لأكثر من ثلاثين عاماً كشفت من خلالها أسرار وجماليات الطبيعة كما لم تراها العين المجردة من قبل هذه الشخصية هي “لويس شوارتسبيرغ” المصور السينمائي الوحيد في العالم الذي صور أفلاما بطريقة التايم لابس التي تعتمد على تصوير المشاهد لساعات طويلة وعرضها في فترة زمنية قصيرة جداً.
لويس شوارتسبيرغ هو مخرج ومنتج ومصور سينمائي أميركي من مواليد 21 فبراير 1950، وهو رائد في تقنية التايم لابس في مجال السينما والمصور السينمائي الوحيد في العالم الذي صور أفلاما بطريقة التايم لابس على مدى 24 ساعة في اليوم، و 7 أيام في الأسبوع طوال أكثر من ثلاثة عقود.
شوارتسبيرغ هو مصور فنان يركز على الاتصال بين البشر والأبعاد الخفية للطبيعة والبيئة. إذ يصحب أفلامه المذهلة بكلمات قوية من كبار الحكماء والروائيين لتدفع الإنسان على التأمل في الحياة من حوله والامتنان على كل يوم يعيشه.
ويتعاون شوارتسبيرغ لتصوير فيديوهاته مع فريق من الفنانين والعلماء والأطباء والمستكشفين الذين تضافرت جهودهم من أجل تصوير أفلام روائية للطبيعة بشكل دقيق ومميز حتى يتمكن الأشخاص من متابعة مراحل تطور الحيوانات والنباتات التي لا يمكن للعين المجردة مشاهدتها وهي تحدث، بشكل واضح وسريع مما سيزيد من وعيهم حول خفايا الكون وجمالياته.
وقد انتشرت العديد من المقاطع الصغيرة لأفلام لويس على يوتيوب منها “Gratitude أو العرفان و“Beauty of Pollination” أو “جمال التلقيح” والتي حققت أكثر من 44 مليون مشاهدة عبر العالم وصدر منها نسخ مطبوعة في كتب وبرامج تلفزيونية كما يمكن مشاهدة هذه الفيديوهات أيضا في أماكن الضيافة الراقية في جميع أنحاء العالم.
مقاطع من أفلام لويس استخدمها أيضا كبار السينمائيين الأميركيين في أضخم أعمالهم السينمائية مثل فيلم “مان إن بلاك” و”تويستر أو الإعصار” و”كراش” و”أميريكان بيوتي” وغيرها الكثير.
فيديوهات لويس متوفرة أيضا للتحميل كخلفيات شاشات لأجهزة ماك وآيباد وآيفون وآبل تيفي ويقول لويس أنه فكر في مشاركة فيديوهاته الحاصلة على جوائز عالمية مع الجمهور كونهم يقضون ساعات طويلة على أجهزتهم الذكية وصور الطبيعة ستلهمهم وتبعث الشعور بالهدوء والسكينة ووصفها على أنها علاج بصري إذ أن مشاهدة الطبيعة تحسن التركيز وتقلل التوتر وتجدد النشاط.
ومن أعماله، إنتاج مشاريع أفلام لشركة والت ديزني بيكتورز. إضافة إلى مسلسل من 26 حلقة لقناة هولمارك بعنوان. “أميريكا” وفيلم وثائقي بعنوان “مطاردة الضوء” “Chasing the Light” بثته قناة PBS والعديد من القنوات الأخرى.
لويس شوارتسبيرغ هو أيضا متحدث ملهم وشهير في جميع أنحاء العالم إذ أنه عضو في مؤسسة “تيد TED” التي تعقد سلسلة من المؤتمرات العالمية التي تهدف لتعريف ونشر الافكار الجديدة والمتميزة للعالم. كما أنه عضو في كل من نقابة المخرجين الأمريكيين وأكاديمية “موشن” للفنون والعلوم. وأسس شركته الخاصة “بلاك لايت للأفلام” المتخصصة في تصوير الأفلام الوثائقية وبرامج الأطفال.
خلال تجربته الطويلة في التصوير بتقنية التايم لابس، حصل لويس على العديد من الجوائز بما فيها جائزتين “كليو Clio ” عن أفضل إعلانات لخدمة البيئة، وتم ترشيحه للفوز بجائزة إيمي لأفضل تصوير سينمائي عن فيلم “Oceans of Air” الذي بثته قناة ديسكفري)، كما تم تكريمه مؤخراً بجائزة حامي البيئة NAAPC.
من أشهر أفلامه الفيلم الوثائقي Mysteries of the Unseen World بثته ناشيونال جيوغرافيك وفيلم Wings of Life أو أجنحة الحياة، في هذا الفيلم الأخير الذي أطلق عليه أيضا اسم “الجمال الخفي للتلقيح” ” The hidden beauty of pollination صور لويس قصة حب تغذي الأرض في المملكة المتحدة تظهر مشاهد لنمو الحيونات وجمال عملية التلقيح التي تبدأ منها حياة جديدة لمختلف الكائنات.
صدر هذا الفيلم الوثائقي في دور السينما في فرنسا عام 2011 عن شركة ديزني مع رواية ملهمة كتبتها الروائية الفرنسية ميلاني لوران وعام 2013 في أميركا بسرد كتبه ميريل ستريب. ويقول لويس أنه عاشق للطبيعة ويعمل على تصويرها بطريقة تصل مباشرة إلى نفوس المشاهدين حتى يشجعهم على التأمل فيها وحمايتها.