(1)
في ختام زيارته التاريخية إلى ألمانيا، جلس الزعيم الضرورة على مقعده المفضل بجانب شباك الطائرة العائدة إلى عرينه.
وبعد أن وضع يده على خده، والتقط له المصورون عدة صور عاطفية، فكّر ثم فكّر وبعدها طلب من مساعديه إحضار ورقة وقلم لكتابة خطاب إلى المستشارة الألمانية، عن أجواء زيارته. أتوا له بما طلب، وجلس يكتب الخطاب باللغة الألمانية وسط دهشة وإعجاب فريق عمله بمدى عبقريته وإلمامه بتلك اللغة، خلال أيام الزيارة فقط.
بعد انتهائه من الخطاب، الذي استغرق كل ساعات رحلة العودة، أرسله إلى المترجمين لترجمته إلى العربية، وتوزيعه على الصحف ووكالات الأنباء، ليعرف العالم مدى المجهود الذي يبذله لخدمة «الوتن العازيم» بحسب تعبيره الدائم.
وفيما يلي نص الخطاب:(2)
السيدة الأستاذة المستشارة: أنجيلا ميركل..
زعيمة وكبيرة ألمانيا العظيمة
تحية طيبة.. وبعد:
لقد سعدت بزيارة بلدكم الصديق أيّما سعادة. وقد غمرتني خلال وجودي في قصوركم الفرحة التي وصلت إلى حد النشوة خاصة بعد الهجمة الشرسة التي شنتها ضدي قوى البغي والظلام والإرهاب، وشماتتها في شخصي الرقيق، بعد رفض رئيس برلمانكم غير الموقر -الرئيس وليس البرلمان- استقبالي وترديده نفس الهلاوس التي يرددها الإرهابيون في بلادي، لعنهم الله وأخذه وأخذهم أخذ عزيز مقتدر.
(3)
سيادة المستشارة..
أولا: أبدي إعجابي الشديد بلقب المستشارة. هذا اللقب الغالي الذي يذكّرني بالسادة القضاة والمستشارين الأفاضل في قضائنا الشامخ، والذين يلعبون دورا بطوليا في التصدي للإرهابيين، والحكم عليهم بشكل جماعي بالإعدام، وذلك من منطلق مهني وليس سياسيا، كما يروج الإرهابيون لعنهم الله وأذلهم.
ثانيا: أنا أعرف أن عندكم ذلك الشيء السفيه المسمى ديمقراطية، وأنك ستتركين الحكم قريبا، ولذلك أطمئنك أنه بعد انتهاء عملك كزعيمة لألمانيا العظيمة، لا تحملي أي هم بالنسبة للشغل والمستقبل، فعملك محفوظ عندنا في قضائنا الشامخ شموخ طلة وزير عدلنا فخر الأمة و «زندها». وستأكلين من عملك هذا شهدا و «رزا». فنحن كما تعكلني نعشق الرز بكل أنواعه. عليك فقط أن تشاوري بأصغر أصابعك على أية محكمة تعجبك عندنا وستجدين نفسك فيها على المنصة قاضية لك من المخصصات والمزايا ما لم يتحقق لحضرتك كزعيمة لألمانيا، حتى تكون نفسك مفتوحة لتحكمي بالإعدام على أي كلب يحاول أن يوقف «عجلة الوتن».
(4)
سيادة المستشارة..
بمناسبة «العجلة».. تذكرين سعادتك أني في أول أيام توليت فيها المسؤولية، ركبت «عجلة» وتعمدت أن تصورني الكاميرات والفلاشات، ليس حبا في الشهرة، فأنا بفضل الله أشهر من حسين فهمي، ومعلومة صغيرة بيني وبينك أن الست سعاد حسني غنت لي خصيصا «يا واد يا تقيل»، لكن المدعو حسين فهمي خطف الست سعاد عنوة وجعلها تصور الأغنية معه، حتى ينشل مني هذا المجد، لكن الآن حصحص الحق وعرفت الدنيا كلها أني أكثر منه وسامة، وأني بطل الأغنية الأصلي وليس الممثل سالف الذكر.
أعود لموضوع «العجلة» التي ركبتها حتى أعلم الشعب الرياضة، ويتخلى عن السيارات الفارهة. تخيلي أن عدد شعبنا 90 مليون بني آدم، وعندهم 500 مليون سيارة، أي بمعدل أكثر من 5 سيارات للمواطن الواحد، ولكن لأن شعبنا يخاف من الحسد، فهو يدعي الفقر ويخفي هذه السيارات، ويحشر نفسه في أوتوبيسات النقل العام وسيارات الأجرة، حتى يداري «العين» عن ثرائه.
لما انطلقت بالدراجة كالرهوان سخر مني الأوباش، ورفضوا تقليدي، والنتيجة أن تفاقمت عليهم الأمراض، وبعدها من فرط ظلمهم يدعون ويزعمون ويكذبون أنني سبب سوء حالتهم الصحية لعدم اهتمامي بالقطاع الطبي، وأن اهتمامي فقط منصب على تخصيص الميزانية للأمن. طبعا هم كذابون ومن لا يصدق فليأتي إلينا وسيراني أسير بين الناس، من دون حراسة، وأجلس على القهوة مثل كل المواطنين، بل وأحيانا أحنّ لأيام الشقاوة وأقف في البلكونة لأتذكر كيف كنت أعاكس بنت الجيران، في فجر مراهقتي قبل نحو ثلاثة أعوام.
(5)
سيادة المستشارة الزعيمة..
لقد جئت إليكم في ظل ظروف محلية وإقليمية عصيبة، ووسط حملة تشويه لشخصي الغلبان، باستثناء صحافي نابه وكاتب مغوار قال عني إن قلبي رقيق، فعلا قلبي عاطفي وكفي رقيق وصغير كما الأخ بكار، لكن أعود وأكرر أن ما آلمني سيدتي وأطار النوم من عيني، هو موقف السيد رئيس برلمانكم الموقر، الذي رفض مقابلتي وسار على هوى الإرهابيين الأشرار. ألا يعرف أنه بهذا الموقف سيتسبب في وصف شعبكم العظيم كله بالبخل، بعدما رفض أن يستقبلني خوفا من أن يعزمني على «نسكافيه».
وبدون زعل سيادة الزعيمة أطالبك فقط أن تأخذي الحيطة والحذر من هذا الرجل، فقد طلبت من أجهزتنا الأمنية الفعالة أن تتحرى عنه، وللأسف جاءت النتائج كما توقعت، فهو قلبه أسود و «غلاوي» ناحية «ماسر»، والأدهى ما تبين أنه «إخواني» والعياذ بالله؛ لذلك يجب أن تطهروا ألمانيا من هذا الدنس، ولو جنابك تسمحين أن نضم اسمه إلى قضية اقتحام السجون، ووقتها نحيل أوراقه للمفتي وبذلك سيادتك تتخلصين من هذا العار التاريخي لألمانيا الغالية.
(6)
سيادة الزعيمة المستشارة..
لعل ما لفت الأنظار خلال زيارتي، أنني اصطحبت معي الفنانة المبدعة يسرا والفنانة المتألقة إلهام شاهين. وهنا أوضح لك حقيقة هذا الأمر حتى لا يكون أحد أولاد الحرام نقل لك الصورة خطأ.
أولا: أنا زعيم أقدر الفن، ولست مثل من سبقني إرهابيا أعادي الفن والرقص الهادف المحترم.
ثانيا: الفنانون هم قوتنا الناعمة، ولو لاحظت سيادتك أن درجة النعومة مختلفة بين يسرا وإلهام. لكن كل الفنانين نور عينينا.
ثالثا: يسرا فنانة عظيمة جدا يا سيادة المستشارة وتفهم في كل شيء. حتى الدين تفهم فيها ولها مقولة شهيرة: «عمرو العاص لم يكفر أقباط مصر وهو من أولياء الله الصالحين ومن الأربعة المبشرين بالجنة».
رابعا: أما إلهام فحكايتها حكاية. إنها نموذج للثائرة الحقة أمام جبروت الإخوان، وأقسمت أنها ستعلمهم الإسلام، وطبعا من المؤكد أن سيادتك تابعت كيف أنصفها قضائنا الشامخ في حربها ضد إرهابي كان يظهر في التلفزيون وتلسن عليها مع عرض بعض المقاطع لها، وهي الحرب الشهيرة بـ «الاعتلاء».
(7)
سيادة المستشارة..
ختاما أرجو أن تكون الصورة وضحت تماما أمام سيادتك، وأتمنى كما أكدت لك في المحادثات ألا تفشي سرها للرأي العام، وأن تفعلي مثلما أفعل، وترفضي الحديث بدعوى «الأمن القومي»، وألا تنسي الله يكرم أصل حضرتك أن تتخلصي من الإرهابي الإخواني رئيس برلمانكم الموقر. أشوف فيه يوم من دون ملامح قادر يا كريم.
عاش أممنا القومي المشترك
عاشت ألمانيا العظيمة
عاشت يسرا حرة مستقلة
عاشت إلهام ناعمة وقوية وكلها حنية
• [email protected]
@shrief_ghany