فوتوغرافيا
صوّر لكي تستمتع
سحر الزارعي – الأمين العام المساعد لجائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية
للتصوير الضوئي
فوتوغرافيا صوّر لكي تستمتع
وبالتالي وجهة نظرهم تختلف شكلاً وموضوعاً عمّن يعرف خبايا هذا العالم من قريب أو بعيد. ردود الفعل تكشف بعض طرق التفكير الغريبة والخاصة بأصحابها، فهناك من يرى أن التصوير هو أداة «تشويه للواقع» لأن انطباعه عن التصوير في الوقت الراهن سلبي تماماً، وحسب تعبيره يقول «النسخة الأصلية من أي شئ أو أي شخص تتعرّض للظلم بسبب عشرات النسخ المعدّلة بفضل التكنولوجيا الحديثة» هو شخص يرفض أن يرى شيئاً لم يألفه في السابق ..
وبالتالي بنى حكماً طويل الأجل مرتكزاً على هذا السبب. أسباب عديدة ومتنوعة وراء اتخاذ مواقف سلبية من التصوير أذكر منها على سبيل المثال تلك التي تستعيد من ذكريات الماضي سخرية صديقاتها من صورها، فتكاثفت لديها مشاعر النفور من أي صورة تظهر هي بها إذ إن عقلها الباطن يوحي لها أن هناك سخرية لاذعة قادمة لا محالة ! لكن بعيداً عن ذلك هناك بعض الشخصيات التي تحمل توتراً إبداعياً عالياً..
فمنذ بداية تجربتها للكاميرا تستشعر حساسية النتائج وتغرق في مستنقع المقارنات مع أروع الصور التي تسكن ذاكرتها، بعض طرق التفكير لا صبر لديها للوصول لمستوياتٍ عالية من الناحية الفنية، لكن من هذه الزاوية نعود مجدداً لسؤالٍ جوهري يجب أن يقف أمامه كل من يرغب في استخدام الكاميرا ..
ماالذي تريده من الكاميرا ؟ لست مع الرأي الذي يرى أن مرحلة الهواية يجب أن تتحوّل يوماً ما للاحتراف بالضرورة ! التصوير فن واسع كريم بالمتعة وليس من شروط التنعّم بجمالياته أن تدخل غمار المنافسة مع محترفيه، بإمكانك أن تكون مصوراً ترصد المشاهد الجمالية من منظورك الخاص وتنتج مجموعة مميزة من الصور التي يسرّك النظر إليها ومشاركتها مع محيطك
. التصوير الضوئي في الأصل هواية نمت مع الوقت لتصبح من أهم المهن الاحترافية حول العالم، لكن هذا لا يعني فقدانك للقيمة الفنية أو الجمالية أو البصرية لو بقيت مصوراً هاوياً ! فقط حدّد مايمكنك فعله من خلال الكاميرا وابدأ في تنفيذه والاستمتاع به ولا تتأثّر بأية مقارنات طالما أن بعدك عنها يُشعرك بالارتياح.
فلاش
الكاميرا أداة تخصّك، أخبرها عن أهدافك ولا تهتم بأهداف الآخرين
سحر الزارعي
الأمين العام المساعد للجائزة
@SaharAlzarei