لا شك فيه أن إسم الموضوع من الغرابة بحيث أن أحد لم يفكر به أو يتطرق له بهذا الشكل … قد نتفق أو نختلف في التسمية أو المضمون .. ولكن للموضوع أبعاد لن ندركها حتماً في بداياتها ولكن حين تستشري فينا سنشعر جميعاً أنها أحد أسباب تخلفنا كما تعمل المخدرات في تفتيت وتفكيك روابط أي مجتمع .. مع المخدرات ليس هناك قانون وحتى مع مكافحة المخدرات ستنتشر الجريمة أكثر في سبيل الحصول على المطعوم بكل الطرق المتاحة وغير المتاحة وسيكون هناك دائماً تحايل على النظام والقائمين عليه للوصول إلى حالة النشوة ..
المخدرات الفوتوغرافية لها اكثر من نوع ولكن جميعها تهدف إلى خلق ذائقة حسية مشوشة للعقل والإحساس بالجمال .. لا يدرك متعاطيها انه يقع بفخ سيوهمه بالنجاح وعدم الإحساس الحقيقي بالجمال والذائقة البصرية السليمة .. فستصبح أعماله مهما كان مستواها هي الأعلى مرتبة ولا يعلوها شيء .. فكيف لا وهي الأعمال التي تفوز وترتقي على أغلفة المجموعات وتحصد أعلى التعليقات واللآيكات .. وكيف لا والتي ستدفع المصور الذي أدمنها لجميع أساليب التحايل للحصول على مطعومه الخاص من علامات الإعجاب حتى أو اتبع كافة الوسائل والخداع لعمل صورة جاذبة ؟ وقد يلجأ البعض لدفع النقود للغير أو أي شيء في سبيل أن يقوم الغير بعمل تعديلات وتقنيات على عمل لا يصلح للنشر مقابل تغيير معالمه ليشكل إبهاراً بقالب جديد .. هذا إذا لم يصل الحال لشراء صور من الغير مقابل إدعاء البعض أنها لهم .
صورة اليوم والصورة الحاصلة على علامات الإعجاب الأكثر .. والصورة الفائزة بهذا المحور أو ذلك على المجموعة .. والصورة الفائزة لتكون غلاف للمجموعة … أساليب بدأت تنتشر بشكل ملفت للأنتباه… عدا عن أسلوب مخاطبة الجميع بلقب أستاذ صغيراً أم كبيراً مبتدأً أم محترفاً .. وأسلوب المجاملات الزائف في سبيل جذب الأعضاء ولا أدري ما هي الأهداف والغايات التي تنشأ مثل هذه المجموعات عليها وخاصة أنها لا تقدم أي نوع من الخدمات ذات الفائدة للمصورين عدا نشر أعمالهم وعمل المسابقات الوهمية وإعلان نتائج وهمية أيضاً. والإحساس بالأهمية للقائمين عليها وأن لهم دولة خاصة بقوانينها … كل هذا لن يقدم شيء للمصور العربي بل وسيزيد الفجوة لنتخلف عن المستقبل أكثر كما كان الوضع في السابق .. أتذكر الحال قبل ثلاثة سنوات كيف كان … وها هو الزمن يعود كموضة .. ولكن وللأسف نحو الإنحدار من جديد. من وراء ذلك وما الوسيلة للتخلص من هذا المرض قبل إستفحاله وتخليص الصغار من براثنه قبل القضاء عليهم فكرياً وزرع الغرور فيهم … فالفائزيعتبر نفسه فائزاً بجائزة الأوسكار .. والقائمون على المجموعة يقررون النتائج حسب ما وردهم من أعمال لتقييمها حتى لو لم يكن ما وردهم من مشاركات يتعدى أصابع اليدين من صور .. فأي مستواً للصور الفائزة بالمراتب الأولى الثلاث .. وما هو تقييمها الحقيقي.. هل تصلح لتتعدى أي مسابقة رسمية من المرحلة الأولى ؟ .. قد يأتي البعض ويقول أن الساحة تتسع للجميع .. وأقول نعم ولهذا هناك عصابات تهريب مخدرات وهناك جهات متخصصة لمكافحة المخدرات .. وكل واحد لديه القدرة ليكون مع جهة ما ولكن العواقب ستنعكس على الجميع في حال الإخلال بدور المكافحة والتقاعس عن عملها؟ .. فهل على الجميع الإنتظار وإخفاء الرؤوس بالرمال على إعتبار أن هذا الأمر لا يعنينا ؟ لنتذكر جميعاً دور المخدرات وإنعكاسها السلبي في بناء المجتمعات الصحية .. فلكم القرار بأن تكونوا مع المهربين أو المكافحة فهذا مجتمعكم وليس مرهون بأحد والساحة تتسع للجميع ولكن حتى في المجتمعات التقليدية يكون هناك دائماً ثواب وعقاب في القانون وكذلك عيادات خاصة تقوم بعلاج المدمنين وتقدم لهم المطعوم وفي بعض الأحيان قد يلجأ أصحاب القرار للسجون في سبيل إيقاف إنتشار هذا الوباء فما بالنا بعالم إفتراضي هو في الحقيقة إنعكاس لعالمنا التقليدي أو سينعكس عليه ؟.. اللهم إني قد بلغت فاشهد.
يحيى مساد