تفتح Nina Ricci فصلاً جديداً في روايتها العطرية. امرأة جريئة وُلدت مجدداً كان قد التقط صورها دايفيد هاميلتون في الثمانينات. امرأة حالمة وصاحبة خيال خالٍ من رجل واقعي. «لها» اقتربت أكثر من هذا الحلم مع صانع عطر Extase ووجهه. ثمة أحلام لا تتحقّق لكنها تبقى طفولية بمذاق السكّر وشاعرية الورد. إنها أنوثة جديدة تتفتح مع البتلات الطبيعية وظلال المسك والعنبر وبنزوين سيام وأرز فيرجينيا …
فرانسيس كوركدجيان يغلّف الورد المسك، كما يغطي الوشاح الجسم …
كم هو صريح صانع العطور الفرنسي الأرمني فرانسيس كوركدجيان الذي لا يعتبر عطر Extase صورة جديدة لامرأة Nina Ricci بل عودة إلى الماضي الذي صوّر امرأة جريئة دون مبالغة …
–اسمك الوسطي نورهان؟
نعم، وهو يعني النور … أنا من أصول فارسية وأرمنية. وصل جدّي إلى باريس منذ قرن مضى، وأراد أن نحفظ جزءاً من جذور العائلة.
–كيف تختصر قصة عطر Extase من Nina Ricci؟
الفكرة الأولى التي طرأت في بالي يمكن اختصارها بثلاث كلمات، الأنوثة التي كانت مفتاحاً لهوية هذا العطر والجاذبية والخيال بين العتمة والنور… فالحلم ليس مسألة متعلقة بالظلام بل بالوهج والإشراق أيضاً. لقد سألت الدار أكثر من صانع عطور لتقديم تركيبة، وقد أقنعتهم بامرأتي التي جسدتها من خلال النفحات التي مزجتها.
–إلى أي مدى تعكس القارورة هوية العطر؟
تترجم القارورة المشاعر المرتبطة بهذا العطر، فهي شفافة ويتداخل فيها اللون الباذنجاني حتى يشتدّ تدرّجه في الأسفل.
–هل هي صورة جديدة لامرأة Nina Ricci؟
ليست صورة جديدة، لكن المرأة الرومانسية برزت مع عطريْ L’air Du Temps وNina … لكن حملات الدار في السبعينات والثمانينات مع المصوّر دايفيد هاميلتون David Hamilton كانت جريئة دون مبالغة. قد يكون عطر Extase قدّم المرأة نفسها بتفاصيل جديدة.
–ماذا عن نفحات هذا العطر؟
عبّرتُ عن الأنوثة والجاذبية بتوليفة الورد والمسك التي يغلّفها، كما يغطي الوشاح الجسم. يمكن رؤية القامة لكن دون تفاصيل أو ربما ظلال.
–ما هي المشاعر الأولى التي قد تنتاب المرأة حين تتدثر بهذا العطر؟
يصعب وصف المشاعر بالكلمات أحياناً، لكنني حاولت أن أذهب إلى ما بعد ابتكار عطر. حين نلبس أزياء مناسبة ننسى أننا نرتديها ونتحرك بحريّة، لم أفكر في أن هذا العطر نفحاته شرقية أو أوروبية بل يعرّف عن امرأة كالضباب.
–كيف تصف شخصية المرأة التي تتدثر بهذا العطر؟
أردت لهذا العطر أن يكون شعبياً وغير مرتبط بامرأة معينة بلون بشرة معينة أو لون شعر محدّد. لا يمكن لعطر أن يغيّر شخصية امرأة، بل يعزز هويتها أو يكون تفصيلاً إضافياً يعبّر عنها. فلا يمكن المرأة أن تتدثر بعطر لا يعجبها أو تختار عطراً لا يجذبها. هو جزء من كيانها.
–ما هو العطر الأكثر مبيعاً في العالم اليوم، وسؤالي غير مرتبط بتسمية معينة بل بالنفحات؟
كنت محظوظاً للغاية، لأنني ابتكرت عطري الأول Le Male من Jean Paul Gaultier وأنا في سن صغيرة. وقد حقّق نجاحاً كبيراً في كل العالم. وأقولها بصراحة، لا توجد توليفة محدّدة لتعريف العطر الأكثر مبيعاً … لكنني أظن أن التوقيت المناسب والمنسجم مع العصر تماماً كالموسيقى والتركيبة الفريدة أحد المكونات الأساسية لعطر مذهل. لمَ يحقق فاريل ويليامز نجاحاً مدوياً اليوم؟ لقد اكتشف ما يرضي الجمهور وما يتوقعه ببساطة.
–هل لا يزال عالم العطور مرتبطاً بالفخامة الفنية كما السابق، خصوصاً لناحية صناعة القوارير؟
سؤالك قاسٍ للغاية. بالنسبة إليّ، العطر غير مرتبط بمستحضرات التجميل. وليس شيئاً يمكن رؤيته أو إبداء الإعجاب بلونه … هو ليس ظلالاً للعينين أو أحمر شفاه. يرتبط بعالم الجمال لكنه ليس مستحضراً تجميلياً بل يمنح المرأة إحساساً إيجابياً. وأنا موجود في عالم العطور لأعزز هذا الشعور الجميل. أما العطر الفاخر، فهو ليس مرتبطاً بقارورة مترفة اليوم. لقد رسم بيكاسو لوحة Guernica وهي عن الحرب والألم والموت، وإن فكرنا في عالم الأدب فثمة روايات سوداوية وحزينة، خلفها فنانون عظماء. وأعتبر أن العطر داخل قارورة ليس شكلاً فنياً بل ابتكار ما يعبّر عن النفس بحرية إيجابية. منذ 3 أشهر، تعاونت مع فنان سوري من دمشق. فكرته كانت أن الفن وجد في العالم ليمتص الألم وصناعة الجمال لنسيان الحزن. طلب مني أن أبتكر رائحة شبيهة بالدم والتراب والياسمين. هذا ما يمكن اعتباره فناً. لكن داخل قارورة، يجب أن يدور الحديث عن الأنوثة والجمال والجاذبية …
–هل أردت أن تكون صانع عطور من البداية؟
لا، بل راقصاً استعراضياً.
–هل تنصح المرأة بأن ترتبط بعطر واحد طوال الوقت؟
لا، فحتى العطر الأكثر جمالاً وملاءة لا يمكن أن يمثل المرأة طوال الوقت.
–ما هي شروطك إن طالبتك إحدى النجمات بأن تصنع لها عطراً خاصاً؟
لا أريد أن أدخل عالم المشاهير، وقد تلقيت العديد من العروض لكنني فضلت الابتعاد، لأن ذلك لا يمثل ثقافتي. ما معنى أن أكون مثل جورج كلوني أو لايدي غاغا؟
–هل لديك ذكريات عطرية مرتبطة بباريس؟
كبرت في باريس، وأتذكر الرائحة المنبعثة من متاجر الجبنة والمخابز. كما أتذكر رائحة المترو، وهذا تفصيل فرنسي للغاية.
–كونك صاحب أنف حسّاس، كيف تتجاوب مع رائحة الأطعمة الشهية؟
أنفي مثل عيون الناس. يمكنني أن أسمّي على الفور ما أشتم رائحته.
– لو أن عطر Extase لون …
أظن بأن القارورة المظلّلة بالباذنجابي هي اللون المثالي.
–لو أن هذا العطر موسيقى …
أبتكر عطري في بيئة هادئة، قد يكون كصوت اللمسة الناعمة على البشرة.
–ما هي مصادر إلهامك لصناعة عطر؟
من كل مكان، وتكون الدار مصدر الإلهام الأول أحياناً. أقوم بذلك منذ 20 عاماً، إنه ككتابة السيناريو.
–هل يرتبط العطر بالعمر أم بالشخصية أكثر؟
بالشخصية طبعاً ! يمكن المرأة أن تكون عجوزاً بتفكيرها وهي في العشرين من عمرها. كما يمكن المرأة التي تجاوزت السبعين أن تكون حيوية. رحلت جدّتي بعمر 102 عام، وكانت صاحبة تفكير يافع للغاية.
–هل تعتبرها إساءة إن مزجت المرأة عطرك مع عطر آخر؟
لا، أعلم جيداً أن المرأة تحب أن تحصل على عطرها الخاص على الدوام، لكن المزج قد لا يكون موفقاً أحياناً.
ليتيسيا كاستا: المرأة هي منبع الحياة… وتحملها في داخلها
في ذلك النهار الباريسي، كنت الأخيرة التي تلتقي بالجميلة ليتيسيا كاستا، وجه عطر Extase … العفوية والعميقة في آن واحد. الجدية والجريئة في إجابة واحدة.
–هل هو امتياز اختتام الأحداث والمناسبات؟
أود الحديث عن هذا الجانب، يحاول البعض وضعنا في صندوق. ونجد أنفسنا في صراع دائم للخروج منه. لكن إن أحببت التحرّر فهو خيارك … أظن أننا نضع أنفسنا إرادياً في هذا الصندوق. ولا أظن المسألة متعلقة بأن نكون في المقدمة أو في النهاية، بل بالتعبير عن أنفسنا بمعزل عن التوقيت. نقسو على أنفسنا أحياناً.
–كيف يمكن العطر أن يحرّر شخصيتنا حين نتدثر به؟
هذا العطر هو وسيلة للتعبير عن الحرية رغم أنه قد يعتبر مستحضراً تجارياً. رسالته أن تتجرأ المرأة على التعبير عما تحبّه حتى لو كانت بمفردها. أن تتحرّر حتى في الحلم. فالقدرة على الحلم مسألة مذهلة بحد ذاتها، ورحلة لا يمكن لأحد اعتراضها. عالم يخصنا وحدنا وفيه حميمية عميقة. وهذه المرأة التي أديت دورها في صور عطر Extase تنتمي إلى هذا العالم، دون حاجة إلى وجود الرجل في الواقع بالضرورة.
–أي امرأة تمثلين مع هذا العطر؟
لطالما كانت المرأة حاضرة في عطور Nina Ricci، لقد قدموا أفكاراً قوية متصلة بالشفافية والرقّة والأنوثة. وهي أبعد من أن تكون أداة.
–كيف تفاعلتِ مع هذا العطر حين تنشقته بواسطة الـMouliettes (قطع ورقية)؟
إنه عطر غني ومتفجّر رغم نعومة نفحاته الوردية والسكّرية الأنثوية للغاية. وأجد اسمه قوياً جداً.
–هل تُحبين الأزهار والحلويات؟
نعم، أعشق الحلويات خصوصاً قطع الشوكولا الداكنة. هذه هي الحياة، التلذذ بالطعام والنكهات. كما أحب تلقي الزهور، خصوصاً الفاوانيا الوردية Pivoine، البيضاء والحمراء رائعة أيضاً. بتلاتها كبيرة وتتفتح كانفجار.
كتابة : مايا بنّوت – باريس