نبذة عن الموسم الخامس للجائزة
ما زالت جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي في هذه الدورة وعبر محاورها الأربعة تستقطب إبداعات آلاف المصورين من كافة أرجاء المعمورة، لاستكمال ما بدأته من رحلةٍ استقل فيها هؤلاء المبدعون سفينة الصورة ليمخروا بها عباب بحر مشاعر العالم بأسره ليحدّثوا عن قصة ساحرة، مستغلين عنصري الحقيقة والجمال لنقلها إلى عيون الملايين من البشر.
تحلّق المحاور الأربعة في الدورة الخامسة بين مدارات الزمن وتتسلّل إلى نبض حياتنا اليومية وتسبر عميقاً لاستشراف شخصية الإنسان وانعكاسها في مرآة الصورة، حيث تكشف الأخيرة عن ثناياها وتفاصيلها التي تمنحها الفرادة والتميّز.
وازن التغيير الذي طرأ هذا العام بين المتطلبات العامة واحتياجات المصور المبدع المتمكن من عدسته التي جعلها طوع بنانه لتلتقط ما يدور في خلده ويعصف في وجدانه من أفكار وتخيلات تسافر في فضاءات المُحال لتحطّ على أرض الواقع بأجمل تصوير كما لم ترى عين ويستوعبها عقل، تراقب مسيرة البشر خلال بحثهم عن السعادة وتوصيفهم لها وتعبيرهم عنها وفق أفكارهم وثقافاتهم. لذا كان المحور الرئيسي هذا العام هو مطلب البشرية الأول “السعادة”.
كعادتنا في كل دورة، نشجع المبدعين على إطلاق العنان لعدساتهم وعدم كبح جماحها لتصوير ما يجول في بالهم للمشاركة به، إيماناً منّا بأن الفنان والمبدع يملك الحرية المطلقة أكثر من سواه للتعبير عمّا يخالج صدره بطريقته الخاصة التي لا تشبه أحداً سواه.
أما محور “الحياة البرية” فهو هدية قيّمة لكل عشاق المغامرة والتقاط الصور التي يصعب تكرارها، وتصوير أحداثٍ مفعمة بالحماس والإثارة والخطورة أيضاً، في البر والبحر والجو هناك حياةٌ لا ندرك حتى الآن كل أسرارها، لكن مع كل سرٍ نكتشفه منها هناك حكاية مشوّقة.
وأخيراً نعرج على علاقةٍ بشريةٍ غاية في الجمالية والتعقيد، علاقة تتداخل مع فلسفة الخلود من حيث المفهوم، إنها علاقة الأب بابنه، والتي قلّما استهدفتها عدسات المصورين رغم أنها مساحة إنسانية ثريّة بالتعابير والمعاني والرسائل المتبادلة. يأتي محور “الأب والابن” ليفتح المجال للجميع لاكتشاف هذه المساحة الخاصة.
وبذلك، تكتمل محاورنا لهذه الدورة التي نناشد من خلال محاورها الأربعة أحاسيس المصورين لتقديم ما تجود به عدساتهم لتحقق أهدافنا وأهدافهم في نشر فن التصوير في مختلف أصقاع العالم والارتقاء به عالياً.