تقنيات الخدع السينمائية.. صراع الحركة الأمريكاني
5-4-2021 | 18:38
ضياء حسنى
كان الإسباني (سجوندو دي شومون) يعمل لصالح شركة (باتيه) الفرنسية للإنتاج السينمائي في بدايات القرن العشرين، من أجل صناعة بعض الخدع السينمائية على طريقة (جورج ميليه).
استخدم سجوندو أسلوب توقيف الكاميرا وتصوير الأشياء صورة بصورة(stop motion) ، بمعني تصوير سيدة بلا قبعة مثلا، ثم يوقف التصوير، وتضع السيدة على رأسها قبعة، ليتم تصويرها من جديد وهي ترتدي القبعة. عند عرض الفيلم تظهر القبعة فجأة فوق رأسها، ويبدو الأمر كأنه سحر. استخدم سجوندو هذا الأسلوب لتصوير صاروخ يبحر في الفضاء متجها نحو القمر (في إعادة لفيلم جورج ميليه “رحلة إلي القمر”). وكان هذا عبارة عن مجسم مصغر لصاروخ يتم تحريكه على سبورة سوداء ويتم تصويره صورة بصورة من بعد إيقاف الكاميرا وتشغيلها.
من أهم أعمال سجوندو في 1908 فيلم: “الفندق الكهربائى” و”فن النحت الحديث”، حيث نرى الأشياء تتحرك بمفردها دون أن يحركها إنسان. وقتها كان أسلوب (stop motion) مستخدما في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1906 من قبل “جيمس ستيورت بلاكتون”. وسمى أسلوب توقف الكاميرا عند استخدامه في فرنسا باسم (الحركة الأمريكاني)، ومع ذلك لم يستطع المؤرخون أن يسندوا أسبقية لأي من مستخدمي أسلوب (stop motion)، سواء كانوا الأمريكين أو الفرنسيين (من قبل سجوندو دي شومون الذي كان يعمل لصالح شركات فرنسية). وكان هذا الأسلوب هو بداية لصناعة أفلام التحريك والتي تم ابتكارها على أيدي (إيميل كول و وينسور ماكاي).
تقنيات الخدع السينمائية
رابط الفيلم: shorturl.at/bhDS8
تقنية تحريك الكاميرا
وفي عام 1914 تم إنتاج واحد من أوائل الأفلام ضخمة الإنتاج في تاريخ السينما. لم يكن الفيلم في هوليود بل في روما الإيطالية، وهو فيلم “كابيريا” من إخراج “جيوفاني باسترون”، والذي استخدم فيه الديكورات الضخمة، والمجاميع، مع ابتداع تقنية تحريك الكاميرا لأول مرة في تاريخ السينما. لكن بجانب هذا كله لجأ المخرج للاستعانة بخبرات المخرج الإسباني، العامل لصالح شركة باتيه الفرنسية سجوندو دي شومون، والذي لم يذكر اسمه في عناوين الفيلم، بالرغم من صنعه العديد من الخدع في الفيلم.
أول لقطة متحركة في تاريخ السينما
من تلك الخدع، مشهد حلم أحد شخصيات الفيلم مع ظهور يد ضخمة داخل الحلم، وكذلك حركة الكاميرا التي اعتبرت في ذلك الوقت من الخدع، حيث ابتكر أول حركة للكاميرا من بعد وضعها على لوح مزود بعجلات، لتكون بذلك أول لقطة متحركة في تاريخ السينما، مستخدما ما عرف بعد ذلك باسم: “الترافلينج”، وهو ما لجأ إليه جورج ميليه متأخرا في آخر أفلامه.
السينما ناطقة لأول مرة
تخصص سجوندو دي شومون في صناعة الخدع في الأفلام الروائية الكبرى، وتوقف عن صناعة الأفلام الخاصة به، حيث عمل بعد فيلم كابيريا في العديد من الأفلام الروائية، حتى شارك في صنع الخدع في فيلم “نابليون” الشهير من إخراج (أبل جانس) عام 1927، والذي كان من آخر الأفلام الصامتة، حيث دخلت تقنية الصوت في نفس العام لتصبح السينما ناطقة لأول مرة.
وبهذا يعد سجوندو دي شومون أول متخصص في الخدع يعمل في أفلام الغير، مؤسسا بذلك لأقسام الخدع السينمائية التي ستلعب دورا مهما بعد ذلك في تاريخ السينما.
تقنيات الخدع السينمائية
رابط فيلم كابيريا كاملا: shorturl.at/bgySZ
العصر الذهبي الأول للخدع السينمائية
تعد الفترة ما بين سنة 1920 و 1950 الفترة الذهبية لفن الخدع البصرية في السينما، حيث بدأت صناعة السينما في تنظيم نفسها متضمنة مكانة معترفا بها لفن الخدع والمؤثرات البصرية بها، حيث بدأ تسجيل حقوق ابتكار الخدع السينمائية الجديدة في فرنسا وألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية. وظهر لأول مرة في ستوديوهات هوليود قسم مختص للخدع السينمائية والمؤثرات البصرية وبالتحديد matte painting، من أجل التجويد والتطوير في الخدع السينمائية.
الكثير من الخدع
في عام 1930، أصبحت الخدع السينمائية حاضرة في الأفلام الأمريكية الهوليودية، وذلك لتعدد المؤثرات غير الملاحظة من قبل الجمهور داخل الأفلام، كما أن الديكورات أصبحت نماذج مصغرة يتم تصويرها عن بعد، وذلك بغرض التوفير في التكاليف، أو بسبب ظهور الصوت في السينما منذ عام 1927، مما أجبر الجميع على التصوير داخل الأستوديو، كما توسعت السينما في تقديم الأعمال الخيالية، وهو ما استلزم الكثير من الخدع السينمائية.
في الفترة من 1930 إلي 1950 استقرت الخدع السينمائية في عالم السينما، حتى من بعد ظهور الألوان في عالم السينما (المعروفة بالتكني كلر). لم يستلزم الأمر سوى بعض التكييفات البسيطة للخدع التي كانت مستخدمة قبل ظهور الألوان. واستمرت السينما في استخدام الخدع، وإن تفوق النموذج الهوليودي.
ميلاد قسم الخدع
بدأت الأستوديوهات الكبرى في العالم منذ عام 1920 في إنشاء قسم خاص للخدع السينمائية بها، فقامت شركة فوكس للقرن العشرين بإنشاء إدارة مختصة أطلق عليها (إدارة فن المشاهد) Scenic Art Department تجمع داخلها فنانين متخصصين فى خلق التأثيرات عبر الفوتوغرافيا، وأخصائيي التصوير عبر حائل matte paintings. تبعتها في عام 1928 شركة (ركو RKO)، والتي أغلقت عام 1959، بإنشاء قسم خاص تحت مسمى (إدارة التأثيرات الفوتوغرافية).
أما شركة مترو جولدن ماير الشهيرة، فقد أنشأت إدارة الخدع والـ matte paintings في عام 1925. ونظرا لأهمية الخدع والتأثيرات البصرية منذ ذلك الحين، وضعت الشركة اسم: “وارن نيوكومب” رئيس إدارة الخدع في مقدمة كل الأفلام التي شاركت فيها إدارته، حتى لو لم يشارك هو بشكل شخصي في الفيلم. وقد ظلت أسرار تنفيذ خدع ستوديوهات مترو جولدن ماير سرية، وكان ممنوعا على أي مختص يعمل داخل مترو التصريح للصحف. وظل هذا النظام ساريا حتى إغلاق الإدارة في أوائل السبعينيات.
*******
تقنيات الخدع السينمائية
شاهد كيف يتم خداعك في الأفلام خدع سينمائية ستبهرك
حيل مدهشة لمكياج الخدع والمؤثرات الخاصة في السينما
أفلام شهيرة قبل وبعد المؤثرات والخدع السينمائية
11 طريقه لتهريب سناكس للسينما
10 طرق طريفة لإدخال الطعام خلسة إلى السينما خدع للتجسس بالطعام
خدع الافلام
لا تصدق كل ما تراه عيناك خدع سينمائية
6 أفلام قبل و بعد التأثيرات الخاصة
Now You See Me 2 2016 Disappearing Card Trick Scene 6 11 Movieclips
كيف ت دخل التسالي إلى السينما خلسة أفكار مضحكة من تيك توك
اسهل طريقه لعمل خدعة الاصبع المقطوع مكياج سينمائي
خدع سينمائية مكياج سينمائي جروح سطحية للجسم
5 حيل بسيطة للكاميرا لأفلام الحركة
هكذا يتم صناعة الأفلام واللقطات الخارقة
شاهد كيفية عمل خدعة رصاصة الرأس في أفلام الأكشن لا تفوتكم
7 طرق غريبة لتسلل الطعام الى الأفلام 2 نصائح عبقرية وحيل مضحكة مع الطعام من
شغل سيما حكاية خدع عرابي
كيف تصنع الخدع السينمائية التي اذهلت العالم الجزء الثاني
خدعة سينمائية اضافة طائرة بطريقة واقعية
كيف تتعلم المونتاج وعمل الخدع السينمائية Filmmaker Amro
****************************
فن الخدع السينمائية
بقلم سلوى الطريفي
الحوار المتمدن- 2016 / 7 / 8
نشاهد كثير من الأفلام السينمائية الحربية والاجتماعية والعلمية القديمة والحديثة قد تصدق أو لا تصدق ما تراه بحيث يثير لديك الحيرة بحقيقة المشاهد التي يحتويها الفيلم من حركات وتطاير الفنانين، وقوع الممثل من أماكن عالية على الأرض اصطدامه بسيارة حمله لوحوش في الغابات ركوبه بالطائرة والقطار وتنقله بين الناس والمشي في الشوارع إن كل ما تراه في هذه الأفلام ما هو إلا خدع وحيل سينمائية.
ما هي الخدع السينمائية؟
في البداية لم تمكن برامج الجرافيك متواجدة لذا كانت الخدع السينمائية تتم من خلال الكاميرا والماكياج السينمائي.
أما الآن مع ظهور برامج الجرافيك والكروما أصحبت عملية الخدع السينمائية أسهل واقل كلفة ووقت وجهد.
من هذه البرامج
Autodesk 3D studio Max
Autodesk Maya
Softimage
Adobe Aftereffects
Houdini
كيفية عمل الخدع السينمائية
يتم تصوير المشاهد في استوديوهات خاصة تحتوي شاشات الكروما ذات اللون الأزرق أو الأخضر بحيث يقوم الممثلين بأداء الأدوار والحوار وتصوير المشهد ثم يتم إجراء المونتاج لهذه المشاهد من خلال برامج الجرافيك ودمج هذه المشاهد بلقطات ثلاثية الأبعاد أيضا يتم إضافة الشاشات والمشاهد الحقيقية ويتم دمج التصوير الأصلي للفيلم مع هذه المشاهد أو الفيديوهات.
الكروما
هي شاشات ذات لون ازرق أو اخضر تستخدم في تصوير الأفلام والمسلسلات السينمائية
واللقطات التي تحوي أمور صعبة كطيران الممثل بحيث يتم دمج التصوير للفيلم أو المسلسل مع فيديو أو صور لتحل مكان الخلفية ذات اللون الأخضر أو الأزرق التي تم التصوير بوجودها مما يؤدي إلى اختصار الوقت والجهد على المخرج في تصوير الفيلم لأنه لن يضطر للسفر أو التنقل بحيث ينجز التصوير في مكان واحد وهو الأستوديو الذي يحتوي على شاشات الكروما
يتم اختيار اللون الأزرق والأخضر لأنها لا تشبه لون الإنسان، كما أنها تصبح شفافة بعد تسليط الأضواء عليها ودمج صور، خلفيات أو فيديو وشخصيات ثلاثية الأبعاد، تختفي هذه الشاشة و تستبدل بما تم دمجه مع اللقطات الثلاثية الأبعاد عبر الوسائل والتقنيات الحديثة وبرامج الجرافيك، كما يمكن إضافة المؤثرات البصرية والسمعية كأصوات الضباب والمطر.
أمثلة على الخدع السينمائية
من أشهر الأفلام التي تم إنتاجها باستخدام تقنية الكروما
Final Destination
Spiderman
Superman
Avatar
Titanic
الماكياج السينمائي
من المعروف أن الماكياج يستخدم زينة للنساء لتبدو بمظهر أجمل في المناسبات والأفراح لان الماكياج يضفي جمالا ويغير في وجه المرأة ويجعلها جذابة وأكثر نظارة أما في التمثيل السينمائي يستخدم الماكياج لعدة إغراض منها تزيين الممثلين والممثلات بما يتناسب مع الإضاءة والتصوير كما يستخدم في أفلام الرعب لتغيير الشكل ليبدو مخيفا كأنه وحش أو حيوان مفترس، كما يستخدم في أفلام الكوميديا لتمثيل دور مهرج، يستخدم لتزيين الفنانات لتبدو أكثر جمالا أو تبدو شاحبة في حالة الحزن أو أن تنقل أدوراها ما بين الشباب والكهولة، كذلك يستخدم للرجال
أو أفلام القتل والجرائم لرسم الجروح والتشوهات.
************************************************
ضياء حسنى
كان الإسباني (سجوندو دي شومون) يعمل لصالح شركة (باتيه) الفرنسية للإنتاج السينمائي في بدايات القرن العشرين، من أجل صناعة بعض الخدع السينمائية على طريقة (جورج ميليه).
هل القهوة السوداء تنحف؟ مسبارhttps://cdn.speakol.com/widget/html/speakol-appends.html
استخدم سجوندو أسلوب توقيف الكاميرا وتصوير الأشياء صورة بصورة(stop motion) ، بمعني تصوير سيدة بلا قبعة مثلا، ثم يوقف التصوير، وتضع السيدة على رأسها قبعة، ليتم تصويرها من جديد وهي ترتدي القبعة. عند عرض الفيلم تظهر القبعة فجأة فوق رأسها، ويبدو الأمر كأنه سحر. استخدم سجوندو هذا الأسلوب لتصوير صاروخ يبحر في الفضاء متجها نحو القمر (في إعادة لفيلم جورج ميليه “رحلة إلي القمر”). وكان هذا عبارة عن مجسم مصغر لصاروخ يتم تحريكه على سبورة سوداء ويتم تصويره صورة بصورة من بعد إيقاف الكاميرا وتشغيلها.
من أهم أعمال سجوندو في 1908 فيلم: “الفندق الكهربائى” و”فن النحت الحديث”، حيث نرى الأشياء تتحرك بمفردها دون أن يحركها إنسان. وقتها كان أسلوب (stop motion) مستخدما في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1906 من قبل “جيمس ستيورت بلاكتون”. وسمى أسلوب توقف الكاميرا عند استخدامه في فرنسا باسم (الحركة الأمريكاني)، ومع ذلك لم يستطع المؤرخون أن يسندوا أسبقية لأي من مستخدمي أسلوب (stop motion)، سواء كانوا الأمريكين أو الفرنسيين (من قبل سجوندو دي شومون الذي كان يعمل لصالح شركات فرنسية). وكان هذا الأسلوب هو بداية لصناعة أفلام التحريك والتي تم ابتكارها على أيدي (إيميل كول و وينسور ماكاي).
تقنيات الخدع السينمائية
رابط الفيلم: shorturl.at/bhDS8
تقنية تحريك الكاميرا
وفي عام 1914 تم إنتاج واحد من أوائل الأفلام ضخمة الإنتاج في تاريخ السينما. لم يكن الفيلم في هوليود بل في روما الإيطالية، وهو فيلم “كابيريا” من إخراج “جيوفاني باسترون”، والذي استخدم فيه الديكورات الضخمة، والمجاميع، مع ابتداع تقنية تحريك الكاميرا لأول مرة في تاريخ السينما. لكن بجانب هذا كله لجأ المخرج للاستعانة بخبرات المخرج الإسباني، العامل لصالح شركة باتيه الفرنسية سجوندو دي شومون، والذي لم يذكر اسمه في عناوين الفيلم، بالرغم من صنعه العديد من الخدع في الفيلم.
أول لقطة متحركة في تاريخ السينما
من تلك الخدع، مشهد حلم أحد شخصيات الفيلم مع ظهور يد ضخمة داخل الحلم، وكذلك حركة الكاميرا التي اعتبرت في ذلك الوقت من الخدع، حيث ابتكر أول حركة للكاميرا من بعد وضعها على لوح مزود بعجلات، لتكون بذلك أول لقطة متحركة في تاريخ السينما، مستخدما ما عرف بعد ذلك باسم: “الترافلينج”، وهو ما لجأ إليه جورج ميليه متأخرا في آخر أفلامه.
السينما ناطقة لأول مرة
تخصص سجوندو دي شومون في صناعة الخدع في الأفلام الروائية الكبرى، وتوقف عن صناعة الأفلام الخاصة به، حيث عمل بعد فيلم كابيريا في العديد من الأفلام الروائية، حتى شارك في صنع الخدع في فيلم “نابليون” الشهير من إخراج (أبل جانس) عام 1927، والذي كان من آخر الأفلام الصامتة، حيث دخلت تقنية الصوت في نفس العام لتصبح السينما ناطقة لأول مرة.
وبهذا يعد سجوندو دي شومون أول متخصص في الخدع يعمل في أفلام الغير، مؤسسا بذلك لأقسام الخدع السينمائية التي ستلعب دورا مهما بعد ذلك في تاريخ السينما.
تقنيات الخدع السينمائية
رابط فيلم كابيريا كاملا: shorturl.at/bgySZ
العصر الذهبي الأول للخدع السينمائية
تعد الفترة ما بين سنة 1920 و 1950 الفترة الذهبية لفن الخدع البصرية في السينما، حيث بدأت صناعة السينما في تنظيم نفسها متضمنة مكانة معترفا بها لفن الخدع والمؤثرات البصرية بها، حيث بدأ تسجيل حقوق ابتكار الخدع السينمائية الجديدة في فرنسا وألمانيا وفي الولايات المتحدة الأمريكية. وظهر لأول مرة في ستوديوهات هوليود قسم مختص للخدع السينمائية والمؤثرات البصرية وبالتحديد matte painting، من أجل التجويد والتطوير في الخدع السينمائية.
الكثير من الخدع
في عام 1930، أصبحت الخدع السينمائية حاضرة في الأفلام الأمريكية الهوليودية، وذلك لتعدد المؤثرات غير الملاحظة من قبل الجمهور داخل الأفلام، كما أن الديكورات أصبحت نماذج مصغرة يتم تصويرها عن بعد، وذلك بغرض التوفير في التكاليف، أو بسبب ظهور الصوت في السينما منذ عام 1927، مما أجبر الجميع على التصوير داخل الأستوديو، كما توسعت السينما في تقديم الأعمال الخيالية، وهو ما استلزم الكثير من الخدع السينمائية.
في الفترة من 1930 إلي 1950 استقرت الخدع السينمائية في عالم السينما، حتى من بعد ظهور الألوان في عالم السينما (المعروفة بالتكني كلر). لم يستلزم الأمر سوى بعض التكييفات البسيطة للخدع التي كانت مستخدمة قبل ظهور الألوان. واستمرت السينما في استخدام الخدع، وإن تفوق النموذج الهوليودي.
ميلاد قسم الخدع
بدأت الأستوديوهات الكبرى في العالم منذ عام 1920 في إنشاء قسم خاص للخدع السينمائية بها، فقامت شركة فوكس للقرن العشرين بإنشاء إدارة مختصة أطلق عليها (إدارة فن المشاهد) Scenic Art Department تجمع داخلها فنانين متخصصين فى خلق التأثيرات عبر الفوتوغرافيا، وأخصائيي التصوير عبر حائل matte paintings. تبعتها في عام 1928 شركة (ركو RKO)، والتي أغلقت عام 1959، بإنشاء قسم خاص تحت مسمى (إدارة التأثيرات الفوتوغرافية).
أما شركة مترو جولدن ماير الشهيرة، فقد أنشأت إدارة الخدع والـ matte paintings في عام 1925. ونظرا لأهمية الخدع والتأثيرات البصرية منذ ذلك الحين، وضعت الشركة اسم: “وارن نيوكومب” رئيس إدارة الخدع في مقدمة كل الأفلام التي شاركت فيها إدارته، حتى لو لم يشارك هو بشكل شخصي في الفيلم. وقد ظلت أسرار تنفيذ خدع ستوديوهات مترو جولدن ماير سرية، وكان ممنوعا على أي مختص يعمل داخل مترو التصريح للصحف. وظل هذا النظام ساريا حتى إغلاق الإدارة في أوائل السبعينيات.
********************************************
الخدع السينمائية هي عبارة عن مؤثرات بصرية تدهش أعيننا نصدق سحرها لأنه يأتي من عالم العلم الواقعي والخاضع لنظريات فيزيائية وتطبيقات إلكترونية مكنت تلك الأفكار من التحول لواقع يتم تصويره وعرضه عبر الشاشة؛ فالفيزياء والكيمياء والرياضيات كلها تلعب دوراً أساسياً في علم الخدع السينمائية والمؤثرات الخاصة لذا يمكننا القول باختصار أن العلم يقود الفن. غالبا ما لا تفهم المؤثرات الخاصة على حقيقتها فهي ليست مجرد رؤى مبهرة من صنع جهاز الحاسوب، كما أن المؤثرات العملية والعمل الجسدي في موقع التصوير الذي يقوم به فريق صناعة الفيلم تعد أيضاً من العناصر الهامة في صناعة الخدع السينمائية . أشهر الخدع السينمائية المستخدمة الكروما هي المفتاح السحري لتصوير كافة المشاهد التي يمكن تخيلها مع توفير الكثير من الوقت والمجهود والمال وهي الأبرز من بين الخدع السينمائية على الإطلاق، تعتمد فكرة الكروما بشكل أساسي على تصوير المشهد السينمائي المطلوب أمام خلفية خضراء اللون ثم يتم إدخال المشهد لبرامج الكمبيوتر وتحويل اللون الأخضر الموجود بالخلفية إلى الشفاف فلا يتبقى في إطار الصورة سوى الممثلون ثم يتم تركيب أي خلفية يريدها صناع الفيلم. ترجع فكرة الكروما إلى أكثر من 100 عام مضوا حيث كانت تستخدم قديماً لإضافة بعض الملحوظات الجانبية على الشاشة دون الحاجة لكتابتها خصيصاً أثناء تصوير المشهد ولكن كانت الخلفية المستخدمة زرقاء اللون وكان ذلك قبل اختراع الكمبيوتر بكثير. أما مع تطور تقنيات تصوير الأفلام وتعدد الخدع السينمائية وجد الصناع أن عين الإنسان حساسة بدرجة أكبر للون الأخضر عن بقية الألوان فعلى هذا الأساس تم تصميم عدسات الكاميرا بنفس الفكرة وبالتالي أصبح استخدام خلفية خضراء بدلاً من اللون الأزرق أفضل بكثير لأنه يضمن نقاء الخلفية في المشهد وبالتالي سهولة تحويلها للون الشفاف. وبالطبع مع ابتكار الكروما كواحدة من أفضل الخدع السينمائية أصبح تصوير أي مشهد مهما كان مكانه سهلاً للغاية كما اعتاد صناع السينما على تجنب التصوير الخارجي في الشوارع قدر الإمكان باستخدام الكروما ووضع خلفية تحتوي منظر الطريق العام المطلوب، كما استفاد صناع الديكور من فكرة الكروما في تجنب تحضير الكثير من الديكورات المرهقة والتي تحتاج لوقت طويل وميزانية بالغة. العيوب: ولكن لا يعيب فكرة الكروما كإحدى الخدع السينمائية سوى اشتراط الخدعة على عدم ارتداء الممثلين أو احتواء المشهد في صورته الأولية على أي شيء باللون الأخضر وإلا فستتم إزالته أثناء تعديل لون الخلفية وإذا كان من الضروري تواجد اللون الأخضر في المشهد فيمكن حينها الاستعاضة عن الخلفية الخضراء بأخرى زرقاء اللون. كذلك قد تمثل الإضاءة أثناء تصوير المشهد صعوبة في تعديل الكروما حيث تؤدي إلى إحداث ظل للممثل على الخلفية المحيطة به مما يؤثر على عملية تغيير اللون كما أن تداخل الظل والضوء في المشهد يؤدي إلى تغيير مستوى إشباع الألوان في الكاميرا مما يغير درجة اللون الأخضر إلى درجة داكنة أكثر أو على العكس باهتة أكثر من المطلوب. ومن أحد العيوب أيضاً بعض متطلبات المشهد التي تستلزم أثناء تصويره إدراك الممثل لشكل الخلفية المحيطة حيث سيطلب منه القفز مثلاً أو الإشارة لمكان ما أو الإمساك بسطح ما داخل المشهد، وحاول صناع العمل حل تلك المشكلة إما بتفادي ذلك الجزء أثناء كتابة النص السينمائي أو بوضع الهدف المطلوب مع تغطيته باللون الأخضر وتعديله لاحقاً عبر برامج الكمبيوتر أو الحل الأخير والأحدث وهو استخدام آلات العرض كتلك الموجودة في دور عرض الأفلام لتظهر الخلفية المطلوب وضعها في المشهد على الخلفية الخضراء ولكن بدرجة أقل وضوحاً بكثير بحيث يميزها الممثل أثناء التصوير ولكن في نفس الوقت لا تظهر على الكاميرا. قاذف الكرات في بعض الأفلام السينمائية والتي تتناول الحديث عن مواضيع ترتبط بكرة القدم أو أي رياضة أخرى مشابهة تستعمل فيها الكرة أو كالحديث عن سيرة أحد اللاعبين يحتاج فريق العمل أثناء التصوير إلى التقاط مشاهد عدة تحتوي على قذف للكرة لتصيب المرمى وتحرز هدفاً، وبالطبع لا يمكن الاعتماد على فريق التمثيل وحدهم في ذلك الأمر لأنه من غير المضمون بالمرة أن يحرز الممثل بالكرة هدفاً كالمراد تصويره في كل مرة حتى وإن كان محترف الأداء في تلك اللعبة. قديماً كان فريق التصوير والإخراج يلجئون للممثل البديل (الدوبلير) وهو شخص لا يشترط به سوى أن يشبه الممثل الحقيقي من الخلف تماماً وكذلك يحترف اللعبة المطلوبة بحيث يقوم هو نيابة عن الممثل الأصلي بتصوير مشهد إحراز الهدف مع الحرص تماماً على ألا تلتقط عدسة الكاميرا وجه ذلك الممثل البديل، أما عن بقية اللقطات داخل نفس المشهد كبداية اللعب أو الاحتفال بتسجيل الهدف فيقوم الممثل الأصلي بتصويرها بنفسه حتى يظهر وجهه أمام الكاميرا مع القيام لاحقاً أثناء عملية المونتاج بدمج اللقطات سوية بالترتيب الصحيح ليبدو المشهد كله من أداء الممثل الأصلي. ولكن حديثاً قام العلماء باختراع جهاز قاذف الكرات والذي يتم تعبئته بغاز النيتروجين لتحقيق أعلى ضغط ممكن ثم وضع الكرة في مقدمة الجهاز مع ضبط مقياس الضغط على القيمة المطلوبة تبعاً للمسافة التي ستقذف منها الكرة مع توجيه الجهاز ناحية المرمى ثم يطلق الجهاز فتقذف الكرة، ويعد قاذف الكرة أشبه إلى حد كبير بالبندقية ولكن مع تغير حجم الطلقة الصادرة فقط. إطفاء المشاعل من أشهر الخدع السينمائية أيضاً والتي تستخدم في الكثير من الأفلام هي الخدع المتعلقة بإشعال النيران عدة مرات؛ حيث أن المشهد السينمائي الواحد في معظم الأحيان يتم تصويره على عدة مراحل منفصلة وبالتالي فإن احتوى المشهد على حرائق أو اشتعال أو ما شابه فقط يتطلب الأمر من فريق التصوير أن يقوم بإطفاء النار في كل مرة ينتهي فيها الفريق من تصوير إحدى اللقطات. ولكن إذا تم استخدام المياه في إطفاء النار المشتعلة فعندها ستبتل الأدوات التي من المفترض أن تشتعل في المشهد وبالتالي يصبح أمر إشعالها مرة أخرى مستحيلاً إلا بعد جفافها مما يلزم بالانتظار فترة طويلة أو بإحضار عدة نماذج متماثلة لتلك الأدوات لاستخدامها كل مرة فيشكل ذلك عبئاً ضخماً على ميزانية الفيلم. ولتخطي تلك الأزمة ابتكر صناع السينما إحدى الخدع السينمائية البسيطة والتي تعد في غاية البساطة ألا وهي استخدام الجليد الجاف في إخماد النيران وهو عبارة عن غاز ثاني أكسيد الكربون ولكن في الحالة الصلبة، بمجرد تلامس الجليد الجاف مع البقعة المشتعلة يعمل على سحب غاز الأكسجين منها- وهو بالضروري وجوده لحدوث عملية الاشتعال- وبالتالي تنطفئ الشعلة مع الحفاظ على الأداة سليمة كما هي لإشعالها في وقت لاحق. الطلقات المزيفة تعد تلك الخدعة من أبسط وأشهر بل وأقدم الخدع السينمائية على الإطلاق، فحينما يحتوي النص السينمائي على مشهد يتطلب إطلاق أعيرة نارية على أحد الممثلين يتم حينها الاستعانة بطلقات مزيفة والتي تنقسم إلى نوعين: طلقات الصوت: يستخدم فيها سلاح خاص للصوت فقط بالضغط على الزناد يطلق صوتاً مماثلاً للصوت الصادر عن إطلاق رصاص بدون خروج أي جسم من السلاح ذاته، وتستخدم كإحدى الخدع السينمائية في حالة عدم الحاجة لظهور الإصابة الفورية أو النزيف على الشخص المصاب أو في حالة لا يشترط بها ظهور الممثل قبل وبعد الإصابة في نفس المشهد بحيث يقتصر تصوير المشهد على إطلاق العيار وصدور الصوت فقط. الطلقات المطاطية: طلقات صغيرة الحجم للغاية مصنوعة من مادة المطاط ويتم وضعها في سلاح ذو ضغط ضعيف نسبياً لاستخدامه في إطلاق العيار، وفي تلك الحالة يتم تركيب كيس به سائل أحمر اللون يشبه الدم على المنطقة المراد إصابتها مع تغطيتها بالملابس وعندما يتم الإطلاق تصيب الرصاصة المطاطية الكيس فينقطع ويخرج منه السائل الأحمر ليشابه النزيف تماماً، ولكن ضغط إطلاق الرصاصة في تلك الحالة لا يكون قوياً بالدرجة التي قد تسبب إصابة الشخص بحيث تكتفي الرصاصة باختراق الكيس والاستقرار بداخله وحسب. المطاردات لا يخلو الفيلم السينمائي من مشاهد المطاردات والحركات السريعة والتي قد يتم تصويرها باستخدام السيارات حيث تطارد بعضها البعض مما قد ينتهي بحادث مأساوي كارتطام السيارتين معاً أو انقلاب إحداهما، ولتنفيذ تلك المطاردة يتم اللجوء لبعض الخدع السينمائية والتي تشمل: مصمم المطاردات: وهو شخص قادر على قيادة السيارة بسرعة بالغة وفي نفس الوقت بحرفية شديدة بالنحو الذي يضمن تنفيذ المشهد كما هو مطلوب من دون حدوث أضرار للسائق أو للسيارة، وتستخدم تلك كواحدة من الخدع السينمائية بشرط خلو المشهد من حوادث الارتطام أو انقلاب السيارات. سيارات بدون سائق: وهو نوع خاص من السيارات يصمم خصيصاً لمثل تلك المشاهد أو يتم إضافة برنامج لنظام تشغيل السيارة يضمن التحكم بها عن بعد؛ فيقوم البرنامج بتحديد خط السير السيارة مع وضع الكاميرا في زاوية بعيدة بحيث لا يظهر عدم وجود سائق للسيارة من خلال المشهد، ويشيع استخدام تلك الخدع السينمائية في المطاردات الخطيرة كالتي تنتهي بسقوط سيارة من قمة جبل مثلاً. المحاكاة: وهي تعد من أقل الخدع السينمائية استخداماً، وتتضمن فكرة تنفيذها استخدام نماذج مصغرة من السيارات المطلوبة وصنع مجسم صغير يشبه تماماً الطريق المطلوب في المشهد ثم يتم التحكم بالسيارات عن بعد مع تقريب عدسة الكاميرا قدر الإمكان؛ فعند عرض المشهد يظهر الأمر وكأنها مطاردة حقيقية. ولكن بالطبع لا تنجح مثل تلك الخدع السينمائية دوماً ولذلك ومع تواجد حيل أخرى ابتعد صناع السينما عن تلك الخدعة مؤخراً. برامج الكمبيوتر لا تخلو صناعة أي فيلم من عمليات التعديل على جهاز الحاسب الآلي سواء على مستوى الصورة أو الصوت أو إضافة مؤثرات أو تعديل بعضها، ويتم ذلك من خلال برامج عدة مصممة خصيصاً لصناعة الأفلام والفيديوهات حيث توفر للمستخدمين مزايا عديدة مثل: مزايا الصورة: يمكنك دمج مشهدين معاً لعرضهما في نفس الوقت في حالات احتواء المشهد على شخصيتين يقوم بهما نفس الممثل، عندها يقوم طاقم العمل بتصوير المشهد مرتين مرة لكل شخصية مع الحفاظ على زاوية تصوير ثابتة في كلا المشهدين ثم يتم دمج المشهدين معاً فيظهر وكأن كلتا الشخصيتين تتواجدان بالفعل في نفس الوقت. كذلك يمكن استخدام تلك البرامج أيضاً لإضافة مجسم ما على المشهد إذا تطلب مثلاً وجود طائرة أو جبل كبير أو انفجار هائل. مزايا الصوت: في أغلب الأحيان لا تستخدم مثل تلك الخدع السينمائية إلا في الأفلام التي تحتوي على كائنات خارقة أو مخلوقات فضائية بحيث يرغب الصناع بتعديل صوت الممثلين ليظهر غريب وغير مألوف ومختلفاً بدرجة ملفتة عن صوت الإنسان العادي. أو تستخدم لإضافة صوت انفجار مثلاً.
هذا المقال منقول من موقع تسعة : الخدع السينمائية : كيف يتم تصويرها في الأفلام المختلفة ؟ https://www.ts3a.com/?p=28827