المعنى الدرامي لفتحه العدسة في صناعة الافلام
المخرج غسان البلبيسي
يتلاعب المصور السينمائي بواحدة أو أكثر من هذه الأدوات ( فتحة العدسة ، سرعة الغالق ، حساسية المستشعر ) للحصول على لقطة مميزة أو مشهد متميز من حيث الإضاءة و الأجواء الخاصة بالفيلم
و سنتحث هنا بالتحديد عن فتحة العدسة و دورها الكبير في التعبير الدرامي
من المعروف ان فتحة العدسة تتحكم في كمية الضوء التي تسقط على المستشعر و لكنها موجودة أيضا للتحكم في عمق المجال و هذا هو الجانب الذي يجب مراعاته في المشهد لما قد يكون له من أبعاد و معاني درامية
في صناعة الأفلام ، تلعب الاستمرارية دورًا كبيرًا ، ففي المشهد الواحد ، عند الإنتقال من لقطة إلى أخرى ، يجب أن يكون هناك استمرارية في عمق المجال ، لذلك نحتاج إلى الحفاظ على نفس عمق المجال في جميع أنحاء المشهد وإلا فإن اللقطات ستبدو مفككة وغير مترابطة .
إذا كنت تحب عمق المجال الضحل ، فالتزم بذلك طوال الوقت و إذا كنت تحب التركيز العميق في عمق المجال ، فالتزم بذلك أو إذا كنت تحب شيئًا ما بينهما ، وهو ما يفضله معظم الناس ، فالتزم بذلك ، راقب أي مشهد من فيلم و ستكتشف ذلك بنفسك
يحرص المصور السينمائي في العادة على أن تظل فتحة العدسة ثابتة في كل المشهد ، أو على الأقل قريبة منها بدرجة كافية.
معظم المصورين السينمائيين ينظرون إلى المشهد ويقررون فتحة مثالية، بعد ذلك ، تكون كل لقطة من زاوية و جميعها إما عند تلك الفتحة أو قريبة جدًا منها ، لذا يصبح هناك تقارب في عمق المجال بين جميع لقطات المشهد و يركز السينمائيون على هذه النقطة من باب الحفاظ على تجانس و استمرارية اللقطات في المشهد
و لا ننسى ان العدسات المختلفة تتصرف بشكل مختلف عند الفتحات المختلفة، بعضها أكثر حدة في فتحة واحدة وأكثر نعومة في فتحة أخرى ، أو يتوهج بعضها بشكل مختلف ، حتى أن البعض يظهر تغيرًا في اللون أو انحرافًا مختلفًا، فيجب مراعاه ذلك عند استخدام أكثر من عدسة في المشهد الواحد
من المهم معرفة الفتحة المناسبة لاستخدامها في مشهد ما ، والالتزام بها هو الأكثر أهمية.
المخرج غسان البلبيسي فيسبوك تويتر