عبد الهادي العاني
7 يوليو، 2020
صناعة الأفلام, مواضيع حوارية
كل ماتود معرفته للبدء في عالم صناعة الأفلام، أهم الخطوات التي أنصحكم بها.
بداية : هل أنت بحاجة إلى شهادة جامعية لدخول عالم صناعة الأفلام؟
في الحقيقة لا لست بالضرورة بحاجة لشهادة جامعية، فحديثنا هنا عن مجال فني إبداعي بحت كالرسم، مايجعلك رساماً هي لوحاتك الفنية التي تبدعها فتدل على إبداعك، لا شهادة دورة الرسم التي لن تغير من حقيقة أنك لاتجيد الرسم! كذلك الأمر هنا.
في مقابلة جرت مع المخرج كوينتن تارانتينو تم طرح ذات السؤال عليه وكان جوابه على الشكل التالي :
“عندما يسألني الناس هل ذهبت إلى مدارس صناعة الأفلام أقول لهم : لا لم أذهب إلى مدارس صناعة الأفلام، بل ذهبت إلى الأفلام ذاتها.”
Quentin Jerome Tarantino
والمقصود بما ذكره في كلامه أنه لم يلجئ إلى مدارس ومعاهد وكليات السينما وصناعة الأفلام، إنما إعتمد على القراءة وتحليل الأفلام، وإلتقاط الكاميرا والتصوير والوقوع في الأخطاء مراراً وتكراراً حتى تعلم، كذلك ينبغي أن يكون التعلم، فبقرائتك عن مجال صناعة الأفلام في المدونات والمواقع، ومحاولة تحليل الأفلام ومشاهدتها مشاهدة متمعنة مليئة بالتدقيق ومحاولة فهم القواعد التي بنيت عليها المشاهد والحوارات وترتيب القصة هنا تكون قد إجتزت سنين من ما يحاول غيرك دراسته في كلية السينما.
لايعني هنا أنني أقلل من أهمية الشهادة الجامعية والدراسة الأكاديمية، أبداً !
إنما أحاول القول أنه بالإمكان العمل على فكرة التعليم الذاتي للدخول إلى مجال وعالم صناعة الأفلام، فبالطبع، في حال القدرة على دخول كلية السينما والتلفزيون فهذا عظيم، لكن إذا لم تستطع فتلك ليست نهاية الطريق.
حدد هدفك
في الحقيقة، ليس هنالك صانع أفلام يقوم بكل مهن صناعة الأفلام، فلا يوجد كاتب سيناريو ومصور سينمائي ومهندس صوت ومسؤول إضاءة وغيرها من التخصصات في شخص واحد فقط، بل تنقسم المهام في مجال صناعة الأفلام إلى وظائف وتخصصات تعتني كل منها بجزء معين ليتشكل في النهاية عمل فني متكامل.
لذا عليك تحديد هدفك أولاً وماهو التخصص الذي تود العمل فيه، إذا لا تعرف ماهي التخصصات الموجودة في عالم صناعة الأفلام فالموضوع بسيط وسأساعدك على معرفتها عن طريق المقالة التالية : أهم المسميات الوظيفية في عالم صناعة الأفلام.
تعلم قواعد وأساسيات التصوير
إقتن كاميرا، تعلم كيفية التصوير وفهم آليته، تعلم ماهي الزوايا الصحيحة للقطات وكيف تتخذ كادراً صحيحاً خالياً من العيوب، تعلم كيف تحرك الكاميرا ولو نظرياً، حاول أن تتخذ من الأفلام التي تشاهدها، أمثلة وحاول فهم وتخيل مكان الكاميرا وزاويتها، وحاول أن تفهم كيف أسهمت الكاميرا وحركاتها وزواياها في تعزيز القصة والسيناريو الخاص في الفيلم، فعند معرفتك لكل تلك المواضيع السابقة، سيكون من السهل عليك تطبيقها على فيلمك الخاص.
تعلم القواعد الإخراجية الأساسية و أساسيات كتابة القصة والسيناريو، فمعرفتك لكيفية كتابة القصة وكيفية تحويل قصة ما إلى سيناريو فيلم سيساعدك بالطبع في فهم آلية العمل التي تتم في المجال، مجدداً أسقط ماتتعلمه على ماتشاهده، من الممكن ذلك أن يتم عن طريق متابعتك لمدونات ومواقع أجنبية وقنوات تهتم بالتحليل والتعليم، بالطبع أتكلم في جميع اللغات وليس فقط العربية.
قلد لكن لاتنسخ
لاتوجد فكرة لإختراع ما أو لعمل فني ما لم يكن متأثراً بعمل سابق، وهنا نستطيع أيضاً تحليل ما نشاهده ومحاولة التقليد دون النسخ لما شاهدناه في أعمالنا الصغيرة، النسخ هو أحد أسوء وأخطر الأدوات التي يخطئ الكثيرون في إستخدامها وهي كتسديد فوهة مسدس محشو إلى الرأس، لذا حاول أن تكون ذكياً هنا، شاهد بذكاء حلل بذكاء، وحاول أن تسقط ما تحلله على مخزونك العلمي والمعرفي في مجال صناعة الأفلام.
تعلم تحرير الفيديو
تحرير الفيديو أو المونتاج هو من الأمور المهمة في مجال صناعة الأفلام، بالطبع ليس من الضروري تعلمه بشكل كامل 100% لكي تكون محرر فيديو في المستقبل، رغم أنه ليس بالأمر السيئ ومايزال محرر الفيديو ضمن نطاق صناعة الأفلام، إنما من الضروري أن تفهم وتحلل آلية تقطيع وعرض الفيلم المراد تحليله.
فعلى سبيل المثال: إذا ماقمت بإدخال فيلم ما إلى برنامج التحرير وحاولت تحليل مشهد حواري ما عن طريق قطع كل مشهد ومحاولة فهم مكان الكاميرا في كل مشهد وفهم تأثير زاويتها والقطع على النص في المشهد الحواري فإن ذلك سيساعدك كثيراً على تعزيز فهمك للمعلومات التي تلقيتها.
قم ببناء شبكة معارف قوية جداً
هنا أتكلم عن محاولتك لبناء شبكة من المعارف مع الشباب المبدعين من حولك، ممن يعملون في المجال مسبقاً، من الجيد أن تحظى بأصدقاء يسهمون في تعلمك المجال ويسهمون أيضاً في دخولك إلى مشاريع أكبر وأكبر.
تطوع واعمل ولو بالمجان
جميعنا نحتاج فرص لإثبات قدرتنا الإبداعية صحيح؟ إذا ليس من الخاطئ أن تعرض على أصدقائك ومعارفك في المجال أن تساعدهم في أعمالهم أو أن تكون ضمن موقع التصوير والمشروع ولو دون مقابل فوجودك وإطلاعك على تفاصيل سير العمل هي واحدة من أهم الدروس.
لكن لايعني عملك دون مقابل أن يكون على حساب صحتك أو أن يتحول العمل إلى نوع من أنواع الإستغلال.
التجربة ثم التجربة ثم التجربة
أمسك كاميرتك وأخرج، قم بعمل فيلم قصير عن مدينتك التي تعيش فيها، كنت مبدعاً في السيناريو ولاتتعجل فمن الطبيعي أن يأخذ المشروع منك وقتاً لابأس به، أخطِئ وصحح خطأك وتعلم منه، التجربة هي أفضل معلم.
فريق
قم ببناء “فريق” وحاول أن تجري جلسات حوارية نقاشية، تستند إلى المواد العلمية التي تعلمتها من خلال قراءة التحليلات ومحاولة طرح النقاشات، إختر أنت وفريقك فيلم ما، ثم حضر لجلسة نقاشية بعد مشاهدته، جلسة تستند كما تكلمنا إلى تحليلات وقواعد إخراجية فنية حقيقة، ستجد الكثير من الفائدة في مثل هكذا جلسات.
الخطوة التالية
حسناً، أنت الآن قد تعلمت الكثير من القواعد في ما يخص صناعة الأفلام، عملت في الكثير من المشاريع كمتطوع وكسبت الخبرة الكثيرة، قمت بإلتقاط العديد من الأفلام القصيرة والمشاهد والمقاطع الإبداعية التي تظهر فيها إبداعك وقدراتك الفنية وإن كانت بسيطة، حسناً إبداً بعرض خدماتك المدفوعة كصانع إعلانات مثلاً، كإعلانات المطاعم والمحال التجارية ومحال المجوهرات، من الجيد أن تحظى بالفرصة بإظهار قدرتك على العمل ضمن مشروع حقيقي والكسب المباشر منه.
إعرض خدماتك كمصور كواليس
حسناً أنت الآن لديك الخبرة الكافية ولديك المعارف الذين يعملون في مجال صناعة الأفلام على مستوى أعلى منك، إعرض عليهم خدماتك كمصور كواليس، سيحبون ذلك، من الجيد لهم أن يقوموا بعرض كواليس أعمالهم بطرق إبداعية، كما من الجيد لك أن يقترن إسمك مع أسمهم في مشاريعهم الكبيرة.
دع العالم يكتشفك
قم ببناء حساباتك على مواقع التواصل الإجتماعي، وقم بطرح أعمالك عليها، لاتستهن أبداً بمواقع التواصل فهي صدقاً واحدة من أكثر الأدوات التي تجلب لك المشاريع والعملاء.
إذا ما قمت بسؤال أي مخرج أو مصور سينمائي أو صانع أفلام سيذكر لك (إن لم كل فسيكون بعض) هذه النقاط، كل من أعرفهم معي في مجال صناعة الأفلام قاموا بهذه النقاط ولو كانت مختلفة الترتيب، وأنا أيضاً كانت تلك النقاط هي وسيلتي للوصول لما أنا عليه الآن، وحالياً أقوم بمشاركة معرفتي مع من يودون دخول مجال صناعة الأفلام من جديد، ومن يودون تحسين خبراتهم فيه.
بالطبع دعني أذكر هنا أن الشهادات الجامعية ستضيف قيمة مضافة إلى ملفك أثناء تقدمك إلى طلبات التوظيف المطروحة، لكنها ليست شرطاً ملزماً كما ذكرنا في البند الأول.
إلى هنا أتمنى أن تكون هذه المقالة قد قدمت لكم معلومات جديدة ومهمة، إلى حين لقائنا في مقالة جديدة، أود تذكيركم أنه في حال وجدتم أي إستفسار، يرجى مراسلتنا عبر حساباتنا في مواقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، تويتر، إنستاغرام، كما بإمكانكم الإشتراك بقناة التلغرام ليصلكم المحتوى الحصري وكل جديد.