محمود الدسوقي
رحل عن عالمنا، في ساعات متأخرة من مساء أمس، الشيخ بيومي تهامي، شيخ طائفة الرسم والنحت علي النحاس، وآخر حرفي ينقش الرسم المصري القديم علي النحاس، عن عمر ناهز الـ 69 عامًا.
كان الشيخ بيومي يمثل ظاهرة ثقافية مصرية في عالم الحرف التراثية، وهي الظاهرة التي جعلته يلقب بعدة ألقاب منها: الخبير، والشيخ، والسفير، وغيرها من الألقاب، خاصة بعد ابتكاره لأشكال جديدة والتوسع في استخدام اللغة الهيروغليفية.
وعمل بيومي، وهو ابن محافظة الشرقية، في مهنة النقش علي النحاس والفضة في حي الجمالية العتيق بالقاهرة، منذ أن كان عمره 12 عامًا حيث كانت تطاوعه القطعة النحاسية مستسلمة لأدواته الحرفية القديمة التي يوظفها بمهارة فائقة، وهي المهارة التي جعلته يشارك في المعارض الدولية ويعجب بها الرؤساء والملوك، وقد تشرب المهنة من أسطوات المهنة القدامي، وقد ابتكر في النقش وأتقن الخط الهيروغليفي رغم أنه لم يكن يعرف القراءة ولا الكتابة.
ويقول مصطفى كامل، صاحب مبادرة “يلا علي الورشة”، المهتمة بتوثيق الحرف التراثية المصرية، في تصريح لــ”بوابة الأهرام”، إن الشيخ بيومي من أمهر الأسطوات، حيث كان يمتاز بالطيبة والتدين، مؤكدًا أن موهبته لم تقتصر موهبته على النحاس ولكن امتدت للنقش على الفضة والذهب، والرسم المصري القديم والقبطي والإسلامي، مؤكدًا أنه لكونه ظاهرة فريدة في مهنة النقش علي النحاس كان نجما دائما علي الصحف والقنوات الفضائية التي أجرت معه الكثير من الحوارات عن هذا الفن المصري الأصيل.
وأوضح كامل أن ورشة الراحل الشيخ بيومي، والتي وثقتها المبادرة، حيث أتقن الراحل صنع ورسم حاشية الملوك القدامي مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني وغيرهم، وابتكر هرمًا من النحاس ويتم فكه وتركيبه، بالإضافة للكثير من الأعمال الفنية في حرفة النقش على النحاس التي تواجه الانقراض وكذلك رحيل الجيل الذي كان يتقن الصنعة بدون أي تكنولوجيا.