ابدأ رحلة احتراف تصوير المناظر الطبيعية مع هذه القواعد الأساسية والنصائح المبدئية
Khaled Assem -24/05/2018
ما من شيء أمتع من تصوير المناظر الطبيعية على عهدة محترفي التصوير وعشاقه وهواته على حد سواء. فمن منا لا يعشق الخروج إلى حيث المناطق المفتوحة، حاملًا كاميراته الاحترافية على كتفه متأملًا ما حوله من مشاهد رائعة قادرة على إطلاق ابداعاته في التصوير.
كيف يمكنك نقل وضع تصوير الصور الشخصية إلى مستوى آخر من الاحترافية والإبداع
تكمن متعة تصوير المناظر الطبيعية في كونه مغامرة متكاملة تبدأ من اتخاذك لقرار الخروج من منزلك، وتنتهي عند استثمار اللحظة المناسب في التقاط صورة قد تشاركها مع أصدقائك أو تعرضها في أي من المسابقات العالمية المتخصصة. ولكن في الحالتين وأيًا ما كان غرضك من تصوير المناظر الطبيعية لابد أن تتسلح بمجموعة من المفاهيم والتقنيات والنصائح التي تساعدك على استثمار هذه اللحظات بأسرع وقت ممكن، وإنتاج أفضل صورة ممكنة من حيث التكنيك والإبداع.
وفي هذا المقال نساعدك على التعرف على هذه النصائح والمفاهيم من خلال رحلة نخوضها سويًا، هدفها تصوير المناظر الطبيعية بأفضل شكل ممكن، ونبدأها من التخطيط لهذه الرحلة وننهيها عند التقاط الصورة النهائية.
أساسيات تصوير المناظر الطبيعية (قبل الخروج من منزلك)
التخطيط كالمحترفين
تسبق هذه الخطوة، خطوة أولية طبيعية وهي تحديد المكان الذي ستتجه إليه لالتقاط الصور التي تريدها. ومن هنا يأتي دور التخطيط الذي يتلخص في جمع بعض البيانات المتعلقة بموقع التصوير.
أول هذه البيانات هي حالة الطقس في موقع التصوير، كما يفضل أن تعرف المواقيت المحددة لشروق وغروب الشمس، بالإضافة إلى معرفة موقع شروقها وغروبها أيضًا. وقد تبدو هذه البيانات معقدة بعض الشيء وقد يصعب على البعض منّا تحديدها. ولكن بفضل أداة تسمى The Photographer’s Ephemeris ستتمكن من تخطيط تصوير المناظر الطبيعية كالمحترفين وبسهولة.
يمكن استخدام هذه الأداة عبر المتصفح أو عبر تطبيق على نظامي تشغيل أندرويد وiOS، وتعتمد الأداء على تطبيق خرائط جوجل الذي يمكنك من خلاله تحديد موقع لتتلقى كافة البيانات والمعلومات المطلوبة حوله. استخدام الأداء عبر المتصفح مجاني، بينما يتكلف التطبيق حوالي 5 دولار أمريكي.
استخدام عدسة بزاوية رؤية عريضة
تصوير المناظر الطبيعية من بين أوضاع التصوير التي تسمح باستخدام نطاق واسع من العدسات المختلفة، بدءً من العدسات ذات زوايا الرؤية العريضة وحتى العدسات المقربة.
وسوف يرشدك المنظر الطبيعي الذي تود تصويره إلى أنسب عدسة يمكن استخدامها من حيث النوع والبعد البؤري أيضًا. ولكن لا يعني هذا أنه يمكن تحت أي ظرف من الظروف الاستغناء عن العدسات ذات زوايا الرؤية العريضة.
للكاميرات ذات مستشعر APS-C يمكن الاعتماد على عدسات ذات بعد بؤري بين 10-22 مم، بينما العدسات ذات بعد بؤري بين 15-30 مم هي الأنسب للكاميرات ذات مستشعر الإطار الكامل. لذا لا تخرج من بيتك في حالة رغبتك في تصوير المناظر الطبيعية دون واحدة من هذه العدسات.
تدريبات يومية تساعدك على فهم أفضل لطبيعة التصوير الفوتوغرافي وتمكنك من احترافه
قم بأخذ الضروري فقط
قد يحتاج تصوير المناظر الطبيعية إلى السير على الأقدام لعدة كيلومترات في بعض الأحوال، وهو ما يعني أنه عليك أن تتحمل مشقة هذا السير مع مشقة حمل حقيبة مثقلة بالمعدات من ناحية ومستلزمات الرحلة من ناحية أخرى. وبما أنك لا تعرف ما قد يحدث خلال هذه الرحلة فعليك إذًا أن تهتم بهذه المستلزمات، وهو ما يعني في الوقت نفسه أنه يجب ألا تحمل من المعدات ما قد لا تحتاجه بشكل مؤكد للتصوير. باختصار، إن كنت واثق من أنك لن تحتاج لأكثر من عدستين، فلا تأخذ معك أكثر من العدستين.
عند التقاط الصورة (بعد تحديد ما تريد تصويره)
إعداد الكاميرا للتصوير
الإعدادات المفضلة في تصوير المناظر الطبيعية بسيطة للغاية. أبسط السبل هو ضبط الكاميرا على وضع أولوية فتحة المستشعر Aperture Priority والتي تسمح لك بالتحكم في عمق الميدان Depth of field بينما تقوم الكاميرا بتحديد سرعة الشاتر المناسبة للصورة.
فمع فتحة مستشعر تبلغ f/16 التي تنتج عمق ميدان واسع وكبير، قم بضبط حساسية الضوء ISO حتى 100 من أجل الحصول على أفضل جودة ممكنة للصورة. ومع تحديد وضع القياس على Evaluative-Matrix ستتمكن الكاميرا من قراءة الإضاءة القادمة من المشهد الذي ترغب في تصويره بشكل كامل لتعمل على تحديد وحساب أفضل درجة تعرض للضوء ممكنة.
مع استخدام مثل هذه الإعدادات واحتمالية استخدام الفلاتر والمرشحات، قد تصل سرعة الشاتر الأوتوماتيكية إلى حد بطيء بعض الشيء، وفي حالة وصولها إلى أقل من 1/125 ثانية قم بتثبيت الكاميرا على حامل ثلاثي واستخدم زر شاتر بعيد المدى سواء كان لاسلكي أو سلكي، حتى لا تلمس الكاميرا عند التقاط الصورة وتتفادي أي اهتزاز ممكن قد يؤدي لتشويش الصورة في النهاية.
زيادة الحدة
تعتمد زيادة الحدة والوضوح في المشهد بأكمله بالإضافة إلى عمق الميدان أيضًا على فتحة المستشعر الضيقة من ناحية وعلى تقنية التركيز الصحيحة من ناحية أخرى. فحتي مع فتحة مستشعر ضيقة مثل f/16، فإن التركيز الخاطئ قد يؤدي في النهاية لخروج مقدمة الصورة وخلفيتها عن نطاق التركيز.
أفضل الطرق للتركيز الصحيح عند تصوير المناظر الطبيعية هو تحويل الكاميرا والعدسة إلى وضع التركيز اليدوي، ثم تحريك حلقة التركيز اليدوي في العدسة حتى الوصول إلى درجة التركيز المطلوبة. وفي هذه الحالة يفضل التركيز على النقطة التي تمثل ثُلُث المسافة إلى أفق الصورة في الخلفية.
بمجرد التركيز على هذه النقطة قم بالاستعانة بنافذة Viewfinder أو بشاشة Live View وقم بتحريك حلقة التركيز ببطء مرة أخرى حتى تصل إلى أقصى درجة من الحدة للنقطة التي قمت بالتركيز عليها، قم حينها بالتقاط صورة. قم بعدها بالنظر إلى شاشة الكاميرا وقم بالتقريب داخل الصورة وتأكد من أنها قد وصلت إلى الحدة المناسبة من مقدمتها إلى خلفيتها، وإن لم تكن قد وصلت إلى درجة الحدة المناسبة قم بالتعديل على التركيز كما حدث في المرحلة والأولى، وهكذا حتى تصل إلى درجة التركيز التي تمكنك من الحصول على صورة كاملة الحدة في كافة طبقاتها.
كيف يمكنك القضاء على تشويش الصورة الناجم عن الاستخدام الخاطئ للكاميرا الاحترافية
استقطاب الضوء
فلاتر الاستقطاب Polarising Filters هي أحد أكثر ملحقات التصوير من حيث تعددية الاستخدام والفائدة. فهي لا تستخدم فقط في تعميق لون السماء الزرقاء، إزالة التوهج الشديد في بعض نقاط الصورة، تقليل الانعكاسات وزيادة تشبع اللون، بل يمكن أيضًا استخدامها مثل فلاتر تحييد الكثافة Neutral-Density بشكل محدود، حيث يمكنها أن تقلل من الضوء الداخل إلى مستشعر العدسة بدرجة أو درجتين.
كسب مزيد من الوقت مع فلاتر تحييد الكثافة
يعمل هذا النوع من الفلاتر على تقليل كمية الضوء الداخلة إلى العدسة، وهو ما يعني أنه من الممكن الوصول إلى سرعة شاتر أقل سرعة من المعتاد دون الخوف من دخول كمية غير مرغوب فيها من الضوء إلى العدسة. وهكذا يمكن تحقيق بعض التأثيرات الممتعة في تصوير المناظر الطبيعية مثل تمويه المياه والسحب على سبيل المثال. وتتوفر فلاتر تحييد الكثافة بدرجات مختلفة من كثافات حجب الضوء تبدأ من درجة واحدة وتصل حتى 15 درجة من الحجب في بعضها.
التقاط تفاصيل السماء
تعمل فلاتر تحييد الكثافة التدريجية ND Grads على تقليل نسبة الضوء الداخل إلى العدسة من أعلى إطار الصورة، ثم تقليل هذا الحجب حتى يتوقف كليًا عند أسفل الصورة، وباستخدام هذه الفلاتر بشكل عكسي رأسًا على عقب، يمكن الوصول إلى تأثير يمكنك من التقاط أقصى تفاصيل ممكنة من السماء في أعلى إطار الصورة مع تقليل سطوع العناصر الموجودة في أسفل إطار الصورة.
رغم تطور تطبيقات تحرير الصور … هذه الفلاتر لا يزال لا غنى عنها للمصور
انتظار الساعة الزرقاء
لا يعني غروب الشمس أنه قد آن الأوان للعودة إلى منزلك وتفويت أحد أفضل اللحظات لالتقاط صور استثنائية الروعة. وأهم هذه اللحظات ما يُعرف باسم الساعة الزرقاء Blue Hour وهي مدة من الوقت – ليست ساعة بالضرورة – تأتي في أعقاب غروب الشمس وانتهاء الساعة الذهبية، في هذا الوقت تبدأ موجات الضوء الزرقاء والبنفسجية في الوصول إلى الأرض، لتنتج ظلال باردة قليلة على العناصر في أسفل الصورة مع بعض نقاط التوهج الحمراء والبرتقالية في أعلاها.
في ضوء النصائح السابق ذكرها ستتمكن من معرفة المبادئ الأساسية التي ستمكنك من بدء رحلة احتراف تصوير المناظر الطبيعية، وانطلاقًا من هذه المبادئ قم بإطلاق عنان إبداعاتك مع التجربة باستمرار لتصل إلى المستوى الذي ترغب فيه. وفي مقال لاحق سنعمل على استعراض بعض نصائح تصوير المناظر الطبيعية الأخرى المتعلقة بكيفية تأسيس المشاهد واستغلال روح الطبيعة في التقاط صور استثنائية بشكل مثير ورائع.