حوار خاص مع البروفيسور عز الدين ابراهيمي: “بإمكان بلادنا الوصول للمناعة الجماعية بتظافر كافة الجهود”استضفنا في جريدة الشمال عز الدين ابراهيمي مدير مختبر بيوتكنولوجيا بالرباط ، باعتباره قامة علمية وطنية أولا ، وباعتباره ثانيا وجها مشرقا لعطاءات مدينة ( القصر الكبير) أعطت ولا زالت أسماء في شتى مجالات الفكر والمعرفة.هل من تقييم للوضعية الوبائية المرتبطة بكوفيد 19 بالمغربأشكركم في البداية على مبادرتكم لإجراء هذا الحوار بمدينة ذات مكانة خاصة بالنسبة لي لنشأتي بها ، ولتواجدي داخل مقر جمعية تهتم بالإعاقة حيث يحظى هذا المجال باهتمامي وعطفي ..وفي تقديري كل حديث عن الوضعية الوبائية لكوفيد 19 بالمغرب يجب أن يستحضر عدد الأفراد في وضعية حرجة داخل المستشفيات ومراكز الاستشفاء ، وكذلك عدد الوفيات ، ولقد تبين والحمد لله خلال الأسابيع القليلة أن الأرقام مستقرة أو شبه مستقرة ، وهو ما يدعو إلى التفاؤل ، لكن مع توخي الحذر ، فكلنا نتذكر قبيل عيد الاضحى كيف كانت المعطيات ممتازة لكن تغير الوضع بعد ذلك لأن الفيروس له دينامية خاصة ، وعموما أفضل أن نبقى حذرين ولو أن الوضعية شبه مستقرة ما دام الفيروس قابل للتكاثر لكن لنكن مطمئنين ونحن ننخرط في عملية التلقيح ونحترم الإجراءات الاحترازية من تباعد وغير ذلك ، وإذا ما انتهينا من ذلك أمكننا الخروج من الأزمة قريبا بحول الله.كيف ترون ما قامت به الدولة في محاربة كوفيد 19؟أفضل أن أجيب كمواطن أكثر من كوني خبير ، لقد تجولت واستمعت إلى ارتسامات الشارع فالكل يقدر ويثمن ما قمنا به جميعا.إن تواجد المغرب ضمن الدول العشر الأولى التي انخرطت بإيجابية في عملية التلقيح مدعاة للافتخار، لقد كان من أولويات الدولة حماية الأشخاص في وضعية هشاشة صحية وأعني من تعدى سنهم 60 سنة ، وحاملي الأمراض المزمنة… واذا ما تمكننا من مباشرة هذه الفئة سيخف الضغط على المنظومة الصحية من طرف الراغبين في التطبيب والعلاج.لقد استفاد أكثر من 4.264.761 من الجرعة الأولى ، وأكثر من 2.516.742 من الجرعة الثانية ، وبعد أسابيع قليلة قد نتجاوز ذلك بكثير والحمد لله .وتبقى الشريحة الأقل من ستين سنة – وهي في الغالب لا تحمل أعراضا حرجة – والتي من المرتقب أن يتم الاهتمام بها ، وبعد ذلك يمكننا الحديث عن المناعة الجماعية حتى يتمكن المغرب الخروج من هذه الأزمة ضمن الدول الأولى بحول الله.وماذا عن دور القطاع الخاص؟اعتمد المغرب على مقاربة استباقية تشاركية، لأنه مهما كانت كلفة العلاج فإن حياة المواطن تبقى الأغلى وهو الشعار الذي رفعه وأكد عليه مرارا صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله .إن المقاربة التشاركية مهمة وأساسية في شتى القطاعات وذلك بإشراك القطاعين العام والخاص، وفي اعتقادي لا تضارب بين القطاعين ما دمنا في مرحلة أزمة تستدعي تضافر كل الجهود وتوحيد جميع الطاقات وتسطير استراتيجية وطنية واضحة ما دمنا في معركة واحدة فلا يعقل أن نستغني على نصف ” جنودنا “؟؟.لماذا لجأ المغرب الى تنويع مصادر اللقاح ،وفي ماذا يفيد ذلك المنظومة الصحية؟ ؟وجب التذكير في البداية أن مجال اللقاح يعرف مضاربات كثيرة جدا وما يقع بالاتحاد الأوروبي مثال على ذلك بحيث اعتبره نوعا من ” البلطجة” بعدما أعلنت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أن جميع اللقاحات المصنعة في أوروبا ستبقى داخل القارة !! حتى وإن كانت هناك اتفاقيات تجارية مع دول خارج القارة .لقد عمدت الدولة المغربية إلى المرونة في التعامل مع مصادر اللقاح اعتمادا على استيفاء المعايير والشروط الصحية من نجاعة وأمان وجودة التصنيع، فأين ما توفرت هذه الشروط في لقاح ما تمكننا من جلبه ، والحمد لله المغرب وافق على 4 تراخيص لشركات : سينوكورام استرازينيكا المصنع في الهند وكوريا الجنوبية ، سبوتنيك ونحن بذلك لم نضع كل البيض داخل سلة واحدة ، بالإضافة إلى موافقة المغرب على حصة منظمة الصحة العالمية ( مليون وخمسمائة جرعة ), فعموما اينما كانت إمكانية الاستفادة من جرعة واحدة تنقد حياة مغربي أو مغربية نذهب إليها ، لذلك عمدنا إلى تنويع مصادر اللقاح من السوق الدولية أملا في الوصول للمناعة الجماعية التي تتطلب ملايين الجرعات.لقد كان هناك حديث عن الاستفادة من لقاح في جرعة واحدة وأعني اللقاح الأمريكي جونسون لكن الولايات الأمريكية المتحدة تحتكر ذلك وهذا أمر طبيعي ما دامت قد أنفقت عليه أموال دافعي الضرائب من أجل التصنيع والتطوير ورغم ذلك دخلنا مع الأمريكيين في نقاش معهم ، وعامة نحن عازمون بحول الله على جلب اللقاحات المستوفية لشروط الامان والجودة حتى وإن اختلفت كلفة اللوجستيك لكل لقاح …مضاعفات اللقاح بالنسبة للملقحين ؟؟أؤكد في البداية بأن أي لقاح يصحبه مرفق لمخطط الأخطار تتم دراسته بدقة من طرف لجنة العلمية بجانب مديرية اليقظة الدوائية والتي من مهامها على طول السنة مراقبة الأعراض الجانبية للأدوية .تقوم المديرية المذكورة بالتوصل بتقارير والنظر إليها ، وإثر ذلك يؤخذ القرار المناسب.بعيدا عن أي قرار سياسي.لقد تم الحديث عن التخثر داخل بعض الدول الأوربية وتبين بعد ذلك أنه لا توجد علاقة سببية بين أخذ استرازينيكا و42 حالة ظهرت عليها الأعراض بأوروبا من 17مليون ملقح بأوروبا.لقد أكد خبراء منظمة الصحة العالمية والوكالة الأوربية للأدوية أنه لا يوجد أي سبب معين لإيقاف هذا اللقاحوأذكر فقط بأن لقاح استرازينيكا تبلغ كلفته 2 دولارات مع تخزين في ثلاجة عادية بينما اللقاح فايزر تبلغ كلفته 35 دولارا في درجة حرارة ناقص 80 وهو ما يعني أن القرارات تؤخذ باستحضار معطيات بعيدة عن المجال العلمي …وعموما اعتبر كافة القرارات كانت صائبة في استقلالية تامة عن القرارات السياسية.وهل من انعكاسات لشهر رمضان على سير عملية التلقيح ؟كلنا نرنو إلى الخروج من هذه الأزمة والعودة للحياة الطبيعية خاصة في شهر رمضان الأكرم ….. وارتباطا بعمل اللجنة العلمية فهي تأخذ قراراتها بناء على وجود سبب أو أسباب قد تؤدي إلى تغيير المقاربات والاستراتيجيات المتخذة من الجانب العلمي .وأضيف أن توصيات اللجنة العلمية إلى جانب توصيات متعددة تمس الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها ، يتم استخصارها وبشكل جماعي وبطريقة شفافة عند اتخاذ أي قرار رسمي.وجب التنبيه إلى أن شهر رمضان أو أي موسم ديني آخر يعرف حركية إضافية للمواطنين ، كما أن نهاية شهر أبريل القادم ستعرف عالميا انتشارا سريعا للسلالة البريطانية من الوباء ثم أن عملية التلقيح على الصعيد الوطني لم تكتمل بعد …وبناء على المعطيات المذكورة سنتخذ القرار المناسب.ونؤكد أنه من حقنا أن نطمح للخروج من هذه الأزمة مع الصيف المقبل والدخول في تنافسية كبيرة وهامة ، ف 900 مليون دولار تنتظر الاستثمار في الدول التي ستكون سباقة للخروج من الأزمة الوبائية ومن حقنا كمغاربة أن نطمح للاستفادة من ذلك .ويمكننا أن نستفيد من الوضع على الصعيد السياحي بالاستفادة من ثقة السياح بعد الخروج من الأزمة ،، إلى جانب خمسة ملايين من مغاربة العالم الذين سيكون باستطاعتهم زيارة الوطن ..وبحول الله سيتم اتخاذ القرارات المناسبة تزامنا مع حلول شهر رمضان الكريم .الاستفادة من الخبرات المغربية بالخارجإن المغرب محتاج لجميع كفاءاته سواء كانت محلية أو خارج التراب الوطني، شريطة توفير الإمكانات المناسبة للجميع خاصة اللوجستيك المرتبط بالعمل ، والدولة منكبة على إعداد قانون للتعليم العالي يسمح بالاستفادة من جميع الخبرات والكفاءات الموجودة بالخارج.لقد بذلت الكفاءات المحلية عملا مثمرا فكان باستطاعة المغاربة صنع الكمامات ، وأجهزة التنفس الاصطناعي ، وإنجاز بحوث علمية مختصة ، ومن المنتظر بحول الله أن يسمح القانون الجديد بمرونة تساعد على تشجيع وتطوير البحث العلمي بعيدا عن الطرق الكلاسيكية …إن المغرب يحتاج للجميع شريطة أن تعترف الدولة بأن البحث العلمي أولوية ، وتوفر مرونة أكثر حتى نستطيع الدخول للتنافسية ، وعموما قد حققنا مكاسب على مستوى عال من الجودةكلمة أخيرةأفتخر بانتمائي لهذه المدينة التي ترعرعت فيها ، كما أفتخر بانتمائي لموطني بقرية الزواقين الجميلة ( اقليم وزان ) حيث ولدت. واني ممتن للمدرسة العمومية بالشيء الكثير، ولهذه المدينة التي أعطت اسماء في شتى مجالات المعرفة …حاوره محمد كماشين تصفّح المقالات تعرفوا ما هي عادات الأكل والشرب في التراث الشعبي الحمصي ..- تأليق:خالد عواد الأحمد. تعرفوا على #جامع_ ذي الكلاع_ الحميري .- كتابة : محمد غازي حسين آغا.- – تصوير:أبو حذيفة الجلبجي .