عادات الاكل والشرب في التراث الحمصيتُعد تقاليد الأكل والمطبخ في #حمص كما في غيرها من المدن السورية من أصدق التقاليد الشعبية عراقة وأصالة وهي تعبر أفضل تعبيرعن حركة الناس والمجتمعفالناحية الغذائية هي إحدى دعائم البيت السعيد وبخاصة لدى الطبقات الشعبية من هذا المجتمع ومن هنا ساد التعبير العامي ” إذا بدك تملكيه بالأكل دلّليه” وهو يشابه المثل الفصيح الذي يقول” أقرب طريق إلى قلب الرجل معدته ” والمجتمع الحمصي غني بالمعتقدات الاجتماعية والممارسات اليومية الخاصة بالأكل وتقاليده وعاداته.بيناتنا خبز وملح :يتمثل الموروث الشعبي الخاص بالأكل في المجتمع الحمصي من خلال الأمثال والحكم الشعبية والمعتقدات والألفاظ وأدوات الإستخدام اليومي الخاصة بالطعام ومن ذلك ما يسمى ” الممالحة” التي يصر عليها المضيف دائماً عندما يكون لديه ضيف ولعل إصرار الحمصيين على الممالحة يعود إلى اعتقادهم بان ” الإنسان الذي تمالحه ويمالحك أي يأكل من بيتك أو تأكل من بيته فإنك تأمن غدره وخيانته وكذلك هو، وهم يقولون في هذه المناسبة ” بيناتنا خبز وملح ” أي أن هذه الممالحة أصبحت بمثابة عهد شرف قطعه كلٌ منهما على نفسه تجاه الآخر بأن لا يخونه أو يغدر به، ومن يخون هذا العهد أو ينكث به فيغدر بصاحبه يقال عنه ” خاين الخبز والملح ” وهي أسوأ صفة يمكن أن تطلق على إنسان أياً كان.ومن معتقدات الناس تشاؤمهم إذا رأوا شخصاً يضرب آخر بمغرفة الطعام لأن ذلك باعتقادهم يؤدي بالشخص المضروب إلى أن يظل جائعاً لا يشبع أبداً، وإذا اعترت الإنسان غصة أثناء تناول الطعام فإنهم يفسرون ذلك بأن هذا الإنسان كان يريد أن يتكلم أو يقول شيئاً ويعبرون عن ذلك بقولهم ” أبصر شو كان بدو يحكي” ويقال ” اتغدى واتمدى واتعشى واتمشى ” وهذه الفكرة لا تخلو من الصواب كما تشير الدراسات الطبية الحديثة.كثرة الطباخين حرقت الطبخة!من الأمثال الشعبية المتعلقة بالطعام قولهم ” لا تحط خبزك بجيب غيرك وتاكلوا بالمنية ” ” الضيف المتعشي ثقلتوا عالأرض ” خبزاتو بلا أدام وبيعزم الجيران”ويُقال أيضا ” دبساتو مراق ” أي أن حالته المادية ضعيفة ” أكل الرجال على قد فعالها” ” متل واحد عم ياكل بنومو” ” طعمي التم بتستحي العين ” ” اللقمي اللي بتمو مانا إلو” كناية عن الإيثار وتفضيل الغيرعلى النفس ” ” لاقيلي ولا تطعميني ”“أكلة وانحسبت عليك كُولْ وبحلق عينيك ” ” دخانك عمانا وأكلك ما إجانا” ” إذا كثرو الطباخين احترقت الطبخة ” ” شو ما طبخت العمشى جوزها بيتعشى ”ومن العادات المرتبطة بالأكل في #حمص كما في غيرها من المدن الإسلامية إضفاء صفة الاحترام والتقدير على الخبز الذي لا يُستغنى عنه لدى الكثيرين مهما كان نوع الطعام الذي يتناولونه، ويحرص الناس على ألا يدوسوا أية قطعة خبز مهما صغرت، وإذا ما وجد أحدهم قطعة من الخبز مرمية على الأرض فإنه يتناولها بكل خشوع واحترام ويقبلها ويضعها على جبينه ثم يودعها جانباً بحيث لا تتعرض لأن تداس بالأقدام لأن الخبز نعمة من الله.إشباع العين قبل الفم!تختلف عادات الطعام في حمص من حارة لحارة وحتى من بيت لبيت ولكن هنالك عادات مشتركة تجتمع عليها الفئات أو المدن.. منها ما هو مشترك بين الناس كلهم.. كغسل الأيدي قبل وبعد الطعام والبسملة قبل تناوله والحمد لله بعده امتثالاً لحديث رسول الله الذي روته السيدة عائشة رضي الله عنها ” إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ” رواه أبو داوودومن آداب الطعام في حمص كما في كل المجتمع #السوري عدم الحديث واللقمة في الفم.. وعدم فتح الفم أثناء المضغ..ولا تقتصر هذه العادات على البيت فهي في العمل أيضاً..حيث كان طعام صاحب الدكان يأتيه ظهراً في (سفرطاس أو مطبقية) وهي عدة علب معدنية توضع فوق بعضها البعض ويُسكب فيها جزء من طعام أهل البيت يُرسل إلى صاحب البيت الذي يكون في متجره أو دكانه وقت تجهيز الطعام، يأتي بها صبي المتجر أو أحد عماله، وتقاليد الطعام في #حمص مثلاً أساسها إشباع العين قبل الفم ولذلك ساد المثل الشعبي (فلان عينو شبعانة).كناية عن التعفف وعدم مد يد الحاجة، ويقال عن صاحب الحاجة الذي لا يتعفف عن السؤال ” عينو فارغة “،وهكذا نرى أن الموروث الشفوي للطعام وآدابه في #حمص غني بالتفاصيل الفسيفسائية الطريفة التي تعكس فلسفة أهل المدينة وكيفية تأقلمهم مع حركة الحياة و صيرورة المجتمع، ولكن هذا الموروث لم يحظ للأسف بالقدر الكافي من الاهتمام رغم ما لهذا الجانب من أهمية في دراسة علم البشر وآلية تفكيرهم ومعتقداتهم وممارساتهم اليومية.*كتاب عادات ومعتقدات من حمص خالد عواد الأحمد#قصة_حمصhttps://facebook.com/homscitystory تصفّح المقالات بالصور..نقدم لكم حكاية #خميس_ الحلاوة_ في حمص -المؤلف: مصطفى الصوفي . لقاء مع البروفيسور المغربي #عز الدين_ إبراهيمي.. “بإمكان بلادنا الوصول للمناعة الجماعية بتظافر كافة الجهود”.- حاوره: محمد كماشين.