“محمود النقار”.. رسم الخطَّ الكوفي بأربعين شكلاً
ديبه الشعار
الثلاثاء 01 تشرين الأول 2019
يُتمهُ، وظروفُ حياتِه الصعبة لم تمنعه من تنميةِ موهبته في الرسم بالخطّ الكوفي، واحترافِ أربعين طريقةً فيه، وتطعيم هذا الخطّ بالخشب والنحاس حتى أصبح المتفرد به، وزاد عليه تأليف كتاب “معجزة القرآن في منازل الشمس والقمر”، مع لوحات مبهرة تحاكي قصة العمل.
تكبير الصورة
مدوّنةُ وطن “eSyria” التقت فنان الأرابيسك “محمود النقار” بتاريخ 28 آب 2019 ليحدثنا عن بداية عمله قائلاً: «منذ كنت في المدرسة كان يستهويني الرسم بالألوان الزيتية، ومنذ تعلمي الخطّ الكوفي صرت أبتدع أشكالاً في رسمه ولا سيّما أنّه يعتمد على التربيع، حتى أصبحت أكتبه بأربعين طريقة، والورقة المخططة إلى مربعات خاصة بتصميم الأزياء سهلت علي هذه الكتابة، وفي عام 1998 بدأت بفنّ الأرابيسك، وبدأت العمل في هذا المجال منذ ذلك الوقت وحتى الآن».
وعن مراحل العمل قال: «أولاً أختار الكلمات فأكتبها على الورقة المخططة لمربعات عدة، وعند التنفيذ يتمّ اختيار حجم الخطوط وزخرفتها، وأحضر الخشب المناسب من نوع “السويد” الممتاز، وأحوله إلى قضبان حسب الخطّ المحضر على الورق، ومن ثمّ تلصق الأحرف مباشرة على الخشب الجاف بمادة الغراء، وتكون خلفية اللوحة من الخشب المعاكس، بعد الانتهاء تطلى بمادتي السلر واللكر لنحافظ
تكبير الصورة
معجزة القرآن في منازل الشمس والقمر
على رونقها جيداً. والأدوات المساعدة لإنجاز هذا العمل هي أدوات النجارة، وقد تستغرق اللوحة عدة أشهر، وهو مكلف وباهظ، لذلك فالتسويق ضمن القطر قليل جداً».
وعن مشاركاته ونشاطاته أضاف: «شاركت في مهرجان “طرطوس” عام 1989، وعام 1990، وفي مهرجان المحبة والسلام عدة مرات بين أعوام 1990، 1991، 1992، وشاركت في معرض “الإبداع” في “دمشق” عامين متتاليين 1999، و2000، وقد أتيحت لي فرصة المشاركة بمعرض في “إسبانيا” عن طريق وزارة السياحة عام 2004 ولكن لم أستطع الذهاب لضعف الإمكانات المادية».
وعن لوحة أدهشت الجمهور وحيرت المهتمين بفنّ الأرابيسك يتابع قائلاً: «اسم اللوحة “معجزة القرآن في منازل الشمس والقمر”، وقد شاركت بهذه اللوحة في معرض “الإبداع” في “دمشق”، وتتضمن شكل القمر على مدار الشهر، إضافةً إلى أشكال الأشهر الفلكية كما هي في السماء، كنت أراقبها ووضعتها في اللوحة، وعند مشاركتي طلب مني شرحها،
تكبير الصورة
لوحة أرابيسك للفنان محمود النقار
فكلف ذلك تأليف كتاب من مئتي صفحة، ومن أهمها علاقة منازل الشمس والقمر في تأثيرها على الطبيعة والإنسان، وجدول يحدد بداية الشهر الهجري، وتتضمن اللوحة أشكال القمر الـ 28 مدار الشهر؛ منذ أول ظهوره حتى نهاية الشهر، فالشهر الهجري ثلاثون يوماً يليه 29، وهكذا فأوّل يومٍ لا يظهر القمر، لأنّه محتجب بالشمس، وكذلك آخر يوم أيضاً، ويمرُّ القمر كلّ يوم بمنزلة أما الشمس، فتمرّ في المنزلة 13 يوماً، فعدد المنازل 28 تضرب بـ13 الناتج هو عدد أيام السنة الميلادية».
الخطاط “عدنان الشيخ عثمان” يحدثنا عن لوحات الفنان “محمود” قائلاً: «كتب الفنان لوحاته بالخطّ الكوفي بعدة أشكال، وبدقة في مفاصل الحروف، وهو متمكن من أدواته ومهنته، وتنفيذه الدقيق للأعمال وببراعة.
فنّ الأرابيسك من كنوز بلادنا ويمارسه قلّة من المخلصين قد توارثوها لا شكّ (كابراً عن كابر)، وتعلموها وتعلموا مفرداتها، وهي
تكبير الصورة
لوحة أخرى
من الفنون النادرة في بلادنا، ولا بدّ أنّ شعار الفنان “محمود” السرعة والإتقان لا يتفقان، والذي يحتاج إلى صبر “أيوب” في التنفيذ ودقة متناهية نراها في أعماله وحرفية عالية وذوق خلاب في الإخراج النهائي».
يذكر أنّ الفنان “محمود النقار” من مواليد “اللاذقية” عام 1960، حاصل على شهادة ثانوية عامة – الفرع العلمي.