Zaki Yafi
١٧ يناير 2021م ·
بَيتٌ مِنَ الشِّعرِ أذهَلنيْ بٍروعٌتِهِ تَوسّـدَ القَلبَ مُذْ أنْ خَطَّهُ القَلَمُ
أضْحىٰ شِعاريْ وَحَفَّـزَني لأُكرِمَهُ عِشْرينَ بيْتاً لها مِنْ مِثلهِ حِكَمُ
لا تشْكُ للنّٰاسِ .. جُـرْحاً أنتَ صَاحِبُهُ لا يُؤلِمُ الجُرْحُ …إلاّ مَنْ بِهِ ألَمُ
شَكْواكَ للنّٰاسِ مَنْقَصَةٌ.. ومَنْ مِنَ النّٰاسِ صَاحٍ ما بهِ سَقَمُ
فَالهمُ كالسَّيلِ والأمْراضُ زاخِرَةٌ حُمْرُ الدَّلائِلِ مَهْمَا أَهْلُهَا كَتَموا
فَإنْ شَكَوْتَ ..لِمَنْ طَابَ الزَّمَانُ لهُ عَيْنَاكَ تَغليْ .. وَمَنْ تَشْكو لهُ صَنَمُ
وإذا شَكَوْتَ لِمَنْ شَكْواكَ ..تُسْعِدُهُ أضَفْتَ جُـرْحاً لِجُرْحِكَ.. اسْمُهُ النَدَمُ
هلْ المُواساةُ يوماً ..حَـرَّرَتْ وطنَــاً أَمِ التَّعازي بَديلٌ.. إنْ هوىٰ العَلمُ
مَنْ يَندُبُ الحَظَّ ..يُطفِئُ عيْنَ هِمَّته لا عينَ للحظِّ .. إنْ لمْ تُبْصرِ الهِممُ
كَمْ خَابَ ظنّيَ .. بِمَنْ أهدَيْتُهُ ثِقتي فَأجْبَرَتنيْ ..على هِجرانِهُ التُهَمُ
كَمْ صِرتُ جِسْراً.. لِمَنْ أحْبَبْتَهُ فَمَشَىٰ على ضُلوعِي .. وَكَمْ زَلَّتْ بِهِ قَدَمُ
فَدَاسَ قَلْبي.. وكَانَ القَلبُ مَنْزِلَهُ فَما وفَائي لِخِلٍ ..مَالَهُ قِيَمُ
لا اليَأسُ ثَوبي ..ولا الأحْزَانُ تَكْسِرُنيْ جُـ.ـرْحيْ عَنيدٌ.. بِلَسْعِ النّٰارِ يَلتَئِمُ
اشْرَبْ دُموعَكَ واجْرَعْ مُـرّها عَسَلاً يَغزو الشُموعَ حَريْقٌ وهيَ تَبْتَسِمُ
والجِمْ هُمومَكَ واسْرِجْ ظَهْرَهَا فَرساً وانهضْ كَسَيْفٍ إذا الأنْصَالُ تَلْتَحِمُ
عَدَالةُ الأرضِ مُذْ خُلقتْ مُزيَّفةٌ والعَدْلُ في الأرضِ.. لا عَدْلٌ ولا ذِمَمُ
والخَيْرُ .. حَمَلٌ وديعٌ طَيِّبٌ قَلِقٌ والشرُ.. ذِئبٌ خَبيثٌ ماكرٌ نَهِمُ
كلُ السكاكين صوبَ الشاة .. راكضةٌ لتطمئنَ الذئبَ أنَّ الشملَ ملتئمُ
كن ذا دهاءٍ وكن لصّاً بغيرِ يدٍ .. ترى الملذاتِ ..تَحْتَ يَدَيْكَ تَزْدَحِمُ
المَالُ والجاهُ …تِمْثَالانِ مِنْ ذَهبٍ لهما تُصَلّي.. بِكُلِ لُغاتِها الأممُ
والأقوياءُ ..طواغيتٌ فراعِنةٌٌ وأكثرُ الناسِ تحتَ عروشِهمْ ..خَدَمُ
شكواكَ شكواي .. يا مَنْ تكتوي ألمَاً ما سالَ دمعٌ على الخدَّينِ .. سالَ دمُ
ومنْ سِوى اللهِ ..نأوي تحتَ سِدْرَتِهِ ونَستغيثُ بهِ ..عَوناً ونعتَصِمُ
كُنْ فيلسوفاً ترى أنَّ الجميعَ هُنا يَتَقاتَلونَ على عَدَمٍ وهُمْ عَدمُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ