Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
ماذا أنجزتَ في حياتك ؟ الصورة تُجيب بعمق
جَلَسَ الجدُّ مع حفيده يرتشفان القهوة، بينما كان الحفيد الشاب يعرض لجدِّهِ بعض الصور خلال حصوله على جائزةٍ مرموقة في الأداء المهنيّ بسبب إنجازاته المميزة في عمله. تأمَّل الجد الصور مُستعرضاً شريط حياته الطويل، ثم قال لحفيده: في زماننا كان التصوير أصعب، من حيث الكُلفة والدقة والمجهود والوقت، وأيضاً من ناحية تخزين الصور والاحتفاظ بها بحالةٍ جيدة، في زمانكم الصور أكثر تدفُّقاً وسهولةً وديناميكيةً من جميع النواحي.
سَكَتَ الجَدُّ لبرهةٍ فقال حفيده: بالتأكيد لديكَ ما تقوله بعد هذه المقارنة يا جدّي ! أجاب الجدُّ بالموافقة بحركةٍ من يده، ثم ارتشفَ رشفةً من القهوة واستجمع تركيزه ثم قال: إياك أن تستخفّ أبداً بـ”طاقة تدفّق الصور” هذه الطاقة عظيمة عندما تُنظَّم وتُدار بالشكل الصحيح. فمثلاً وضع جميع الصور الخاصة بالتكريم والفوز والاحتفال بإنجازاتك المهنية التي لَعِبَ فيها عقلكَ وشخصيتكَ دور البطولة، سيمنحكَ شعوراً مُكثَّفاً بالثقة والإشباع الذاتيّ المرتبطان بالنجاح ! ذاكرتكَ لن تستطيع تنسيق جميع الصور ! بينما ألبومٌ واحد قادرٌ على ذلك.
لَمَعَت عينا الحفيد الشاب وهَرَعَ فوراً لتنظيم ألبومين حسب مفهوم جَدِّه ! ثم عاد وابتسامته تُشرقُ على وجهه قائلاً: أنتَ على حقٍ ياجدّي ! لقد كانت “طاقة تدفّق الصور” ضائعةً وسط فوضى آلاف الصور المبعثرة ! مشاعري متوهّجة وسعيدة وأشعر بأن هذه الألبومات سيرتي الذاتية الحقيقية، سيرتي الشخصية الخاصة جداً .. والتي لن يفهمها أو يُقدِّرها أحدٌ غيري .. أعتقد أن التدفُّقَ اليوميّ لصوري سيأخذُ منحىً آخر تماماً، لكن .. ماذا عنك يا جديّ؟
أجاب الجد: لديّ ألبوماتي وتدفّقاتي، التي استنبطُ منها أني فعلتُ تقريباً كل شيءٍ أردته في الحياة، إنه شعورٌ رائع، رغم أنها أفقرُ من “حجم تدفُّقكَ” بكثير.
فلاش
استشعر الكنز الذي بحوزتك .. أعد استثمار رصيدك البصريّ
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae