نزهة في حدائق الفنان المبدع #حازم_ يحيى Hazim Yahya..
محارب ساموراي اللون الأحادي..
بقلم المصور : فريد ظفور
فنان مبدع يطويه الذهول..في وحشة الليل الثقافي المضمخ بالعدم..هسهسات الديافراجم تسيل..كالحمى على وجه الصور..فتشدها الريح اللونية الأحادية بإرتخاء نحو الجنوب..تتسلق أعماله وتفترس الصفحات ..من باهت الضوء الخافت..ويكاد صوت الصمت يطوي ما تناثر من أنين ضوئي..يصرخ كأنه وجه لغيمة معرفية تكوينية بصرية..قد بعثرتها مثل بيت العنكبوت..كف الرياح والتغيير..أي حظ رمانا ..أغنيات الفرح والأمل تتأجج داخل حروفه وصوره..وشراع من أقحوان..القلب أطبق فوقه الظلام والأفق ينزف هوله..ويضيق درب المصورين..سائس الفن يبحث في عرينا عن دثار..ويلم من الدمع والحدقات النضار..والفجر طوف ينثر الضوء السعيد..كخميلة الدفلى كغاب الزيزفون..نفرش الحارات الدمشقية بالياسمين الشامي لنرحب بضيفنا العراقي الفنان حازم يحيى..
- تاريخ الفوتوغرافيا هو ممارسة ثقافية ذات خصوصية لإرتباطها بالجماعة الإنسانية..والرغبة في معرفتنا للماضي ..هي طبيعة بشرية تكاد ترتقي لمستوى الغريزة ..وفقدان الذاكرة الفردية والجماعية يحتاج للرعاية ..وإذا نسيت الجماعة ماضيها تصبح في أضعف حالاتها وتنعدم ثقتها بنفسها ويغشاها شعور بالدونية تجاه الآخر وتسلك طريق المنهزم بلا معركة..وأما الفنان والإنسان الذي يعرف نفسه ..فيتصرف تجاه الآخر على نحو من الثقة بالنفس والتي تميز سلوك من يعرف لأن المعرفة هي السبيل إلى العمل..والجماعات تحرص على تعليم أبنائها تاريخ الأجداد والرواد..ولعل الوعي بالذات أو الوعي بالتاريخ يمثل الرافد المهم الذي يصب في نهر المعرفة البصرية ..فكل عمل يمارسه المصور يولد في الذهن أولاً..وإشاعة الوعي بالتاريخ ليس حكراً أو مقصوراً على المؤرخين ودراساتهم الأكاديمية ولكن يمكن تحقيقة من خلال المجلات الثقافية والأعمال الدرامية والقنوات على اليوتيوب وعبر منصة زوم التعليمية وأيضاً في السينما والتلفزيون والمحطات الفضائية..ونحن معشر المصورين حقاً بحاجة إلى قراءة عربية لتاريخ التصوير..ففي الفترة الأخيرة إرتفعت أصوات عدة تنبه إلى أزمة التصوير والصراع بين الأبيض والأسود وبين الملون ..ومن ثم ثورة التصوير الرقمي الديجيتال..كما إرتفعت أصوات أخرى تعلن عن مشاريع طموحة وأساليب جادة وشخصية فوتوغرافية إبداعية توازي العالمية..وهي جميعاً مبادرات خيرة..وتعكس إحساساً بوجود مأزق حقيقي تعانيه الفوتوغرافيا العربية..إزاء الإنفجار المعرفي وثورة المعلوماتية وعصر الأنترنت والفضاء الرقمي في عالمنا الواسع..ويوجد الكثير من المفارقات بين منطقية المطلب وغرابة تحقيقه..وقبل أن نمضي في سبر بعض الأغوار ومحاولة إستشراف أفق لها..لابد من الإعتراف بأننا جميعاً أسرى التصوير الرقمي وأحلنا أدواتنا القديمة من كاميرات ومعدات اللون الأحادي والملون إلى التقاعد ..وأصبحت على الرفوف تنتظر مزيداً من الغبار والإهمال..وإن تبادل التأثير والتأثر بين مواقع التواصل الإجتماعية وسهولة وسرعة إنتشار الأخبار والصور الثابتة والمتحركة.. أعطانا مزيداً من الإتكالية والتساهل في الحصول على الأدوات والصور عبر أجهزة الموبايل الذكية والكاميرات الإحترافية الرقمية..ولكن ثمة مشكلة تواجهنا جميعاً وهي طريقة التخزين المتاحة عبر الهاردات أو الذواكر أو السي دي أو الفلاشات..وما شاكلها..والتي هي عرضة للتلف السريع ولفقدان جهد وتعب المصورين لسنوات ..وربما لحظات ولقطات لن تتكرر..بينما نلاحظ بأن الفيلم العادية والملون أكثر ديمومة والحفاظ عليه يستمر وقت أكثر وأطول..ولعل الفنان حازم يحيى..مقاتل الساموراي العنيد الذي يضع نفسه في الخدمة ..أقصد خدمة الفوتوغرافيا وعشاقها الكثر ..فهو أكثر تحيزاً للتصوير باللون الأحادي أقصد التدرج الرمادي بين اللونين الأبيض و الأسود..وهذا ما نلاحظة عبر عروضه وتقديمه للأعمال الخاصة به ولأعمال عشاق الفن الضوئي..فنراه يجيد فن العوم والتنقيب عن كنوز اللون الأحادي وعن تقديم أعمال مصوريه المبدعين..ويدرك بأن الحفاظ على هوية ونقاء الصورة الأحادية لا يعني تحنيطها وإغلاق أبوابها أمام الجديد من الصور الملونة والتي يجيد العزف المنفرد عليها بألوانها الطيفية السبعة بإقتدار وحرفية عالية..والتعصب لمذهب أو مدرسة أو صنف من الأعمال الفوتوغرافية..سيكون عسيراً ومهجوراً ويصرف المصورين عنها إلى الأيسر والأوضح.. وهناك جهود سابقة للرواد في كل دولة عربية وأجنبية لا بد من توظيفها في أي مشروع كبير حتى لا نبدأ من الصفر..والإستثمار في عالم الأنترنت والثورة الرقمية لا بد للمصورين من الدخول فيه وتطويره للحاق بركب الحضارة وبثورة المعلومات المتسارعة في العالم..وإستجابة لمتطلبات مجتمع المعرفة البصرية ..إذا لم نسارع بأن نكون فاعلين فيه فلن يكون لنا مكان لائق تحت شمس هذا العالم..لأن لدينا الكثير ونستطيع إنجاز الكثير..المهم أن نتابع ما بدأنا به وبمرونه وبسرعة حرص على الدقة والمصداقية بنقل الحقيقة..
- لقد بدا لزمن غير قصير وكأن الظلام سرمدي لن يأتي من بعده نهار والضباب أزلي ..ما من سبيل إلى إنقشاعه ..في زمن حاضر وربما غابر ..جرت على أرض العراق الحبيب أحداث لشدة هولها وعظيم خطرها ..لم يشهد لها مثيل بالتاريخ من عذابات وفراق وشتات وتشريد وتجويع وخطف وقتل وتيه في الزمان والمكان..عقب كم هائل من الدمار والدماء والنكال..وحين أوشك اليأس أن يعم وكاد أن يخبو الرجاء ومضت في آفاقنا بروق خاظفة..سرعان ماتحولت إلى ضياء غامر أنار الطريق المعرفية الفوتوغرافية..وبدد اليأس وأحيا الرجاء ..فكانت أعمال مجموعة من المصورين باعثاً على إستئناف المسيرة الضوئية التي توجت في نهاية المطاف..بالكثير من الإسهامات المعرفية الضوئية العراقية و العربية والعالمية كما هو منتدى الفوتوغراف عند الفنانين رحيم سيلاوي وعبد الرضا عناد..وعند الجمعيه العراقيه للتصوير بفروعها بكل المحافظات العراقية..وأيضاً مساهمات الأستاذ الناقد أنور الدرويش ..وغيره..ومؤتمر الأسود والأبيض الذي كان عرابه الفنان محمود الجزائري..ومساهمات إتحاد المصورين العرب برئاسة الأستاذ أديب العاني ومساعدة الأساتذة كريم صاحب وعبد الرسول الجابري وصلاح حيدر والذي هو صاحب صحيفة عرب فوتو المتخصصة بفن التصوير..وغيرهم كوكبة من المبدعين الهواة والمحترفين ..علاوة عن مساهمات وإبداعات المصورين العراقيين في بلاد الغربة..وكان الفنان حازم يحيى يقوم بدوره مع بقية الزملاء والزميلات العراقيين الذين عادوا إلى حضن أمهم الرؤوم ليحققوا حلماً راود آباءكم على مدى اعماركم..ولكنكم بدأتم من جديد تزيلون الأنقاض والضغائن والأحقاد وتشيدون البنيان الثقافي الفوتوغرافي وتبدلون السراج الخافت بنور الكهرباء المعرفية التي ستدير الآله وتزرع الأرض الضوئية لخير المصورين الهواة والمحترفين عشاق الفوتوغرافيا..
- لم تكن أعمال الفنان حازم يحيى..ذات اللون الأحادي بتدرجاته الرمادية بين اللونين الأبيض والأسود.. فاللوحات والأعمال لاتتجاور ساكنة على صفحته بالفيس بوك أو ساكنة على الجدران في صالات العرض..بل تتحاور فيما بينها تختصر مسافات الفراغ التي تفصلها والبراويز والإطارات التي تحدها..لتكون معاً وحدة جدلية فلسفية أحادية اللون أو سباعية الألوان الطيفية..وكأنها شريط من اللون والحركة يدور على إمتداد جدران قاعات العرض أو عبر صفحات التواصل الإجتماعي عبر فضاء الأنترنت..فعدسة الفنان حازم يحيى تعتمد على مفردات الواقع وتستمد تفاصيلها من واقع الحياة مهما بالغت أو شطت..وعدسته ليست حيادية تماماً فهو يحولها إلى وجهة نظر خاصة به ويلتقط من مفردات الحياة اليومية ما يبدو عابراً وغريباً ليحول إنتباه المتلقي لفنه أو المشاهد إليه..لذلك فهو يبدع في إلتقاط ملامح الحزن الإنساني والشرود والقهر ولحظات الإنتظار الطويلة..ويضيف لأعماله الأحادية لمسة من الغنائية والسخرية..والفنان حازم يحيى فنان آسر لأنه يحول التلقائية التي تتبدى في أعماله الفوتوغرافية إلى نوع من التوظيف الفني العميق..وقد إنعكست حصيلة تجاربه الفنية وهذه الرؤى البسيطة في فكرها والمركبة في الأعمال التي أنتجها الفنان بالصور..ليصحبنا في رحلة نستكشف فيها ذلك العالم الإبداعي عنده والمكون من مفردات اللون والتدرج الأحادي واللوني الطيفي..
- تضحك في موج دجلة أعمال الفنان حازم يحيى..إنها حلم السنابل الفوتوغرافية لهواة التصوير..فتصنع في الربيع وتحلق في الزمان والمكان..تتوضأ بالعشق الفني البصري..ويشرب قلبه القينة السومرية ليصلي في كربلاء..ليفيض الصباح الفوتوغرافي فراتاً ويفيض النخيل التراثي عراقاً ..وندلف أخيراً للقول بأن الفنان المبدع حازم يحيى..فنان فوتوغرافي متحيز إلى اللون الأحادي..وعاشق للأسود والأبيض ومؤيد ومتابع وذواق وصياد لمن يرسم الضوء باللونين الأبيض والأسود وبتدجاتهما الرمادية..فهو بحق مقاتل الساموراي الأول عن حياض الفن الأحادي اللون..بالرغم من تمكنه أيضاً من قيادة دفة سفية الألوان الطيفية السبعة..فهو يمتلك سعة ومعرفة ثقافية وفنية ونظرة ثاقبة وعيون نسر لإصطياد طرائده الفنية وتقديمها لعشاق الفن على طبق من ذهب معرفي..وهكذا لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة تقديراً وإحتراماً لأعمال وكتابات وجهود الفنان حازم يحيى في تكوين وتشكيل الجمعية العراقية للتصوير مع لفيف من الزملاء الآخرين الذين لهم اليد البيضاء في إقامة الصرح الحضاري الفوتوغرافي العراقي..وهكذا كنا في نزهة بصرية معرفية ضوئية تشكيلية في حدائق الفنان المبدع حازم يحيى ..الذي يستحق بجدارة لقب محارب ساموراي اللون الأحادي..والذي ستظل أعماله منارة هداية لعشاق وطلبة العلم من هواة ومحترفين في شتى أصقاع المعمورة..
**
المصور : فريد ظفور
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان حازم يحيى ـــــــــــــــــــــــــ
Hazim Yahya
حازم يحيى
كانت بداياتي الفنية في الفن التشكيلي في مرحلة ألأبتدائة والمتوسطة في الرسم خلال المنهج التدرسي العام ووجدت في نفسي كما وجده مدرسوا مادة الرسم ..
الموهببة التي يجب صقلها بالتمربن المستمر و بتوجيهات المدرسين وخصوصاً في مرحلة المتوسطة والثانوية .وشاركت في اعمال المعارض السنوية وبيعت قسم منها للزائرين المتذوقين .
بدأت ولوج عالم الفوتوغراف والذي اعتبره جزء مهم من الفن التشكيلي بعد انهاء دراستي للهندسة الكهربائية في المانيا الغربية حين ذاك كطالب بعثة .
تعرفت على الجمعية العراقية للتصوير المركز العام عن طريق المصور المرحوم ناظم سهيم الذي كان قد شاهد بعض اعمالي التصويرية واقترح عليّ ان اذهب بها للجمعية لاطلع الهيئة ألأدارية ورئيسها المرحوم سامي النصراوي وألأخوة ألآخرين من اعضاء الهيئة ألأدارية و ذلك في عام 1986 وتم انتسابي للجمعية مباشرة بطلب من رئيسها وبدون رسم انتساب بعد ان شاهد رئيس الجمعية بعض الصور التي كنت احملها واوعز ان تكون احداها صورة غلاف لمجلة المصور العربي التي تصدر عن الجمعية ..
ثم بعد ذلك تم ترشيحي من قبل المرحوم سامي النصراوي لأنتخابات اعضاء الهيئة ألأدارية القادمة ( الدورة ألجديدة ) وعمل على تكثيف الدعاية ألأنتخابية لى بين السادة المصورين اعضاء الهيئة العامة وبعد الفوز بعضوية ألهيئة ألأدارية تم انتخابي من قبل السادة الفائزين لعضوية ألهيئة ألأدارية الى موقع امين سر الجمعية لدورة انتخابية امدها اربع سنوات …
تشرفت بهذا العمل الذي اتاح لي ان اكون بالقرب من المصورين الهواة والمحترفين . واستمريت بالعطاء ألأداري وأ الفني….
صورت كثيرا من الصور الفنية في مدينتي الموصل مهد الحضارات والفنون والعلوم وألأداب ووثقت كثيرا من ألأماكن التاريخية والسياحية فيها وفي شمال العراق والمهن والحرف الشعبية التي منها اندثر ومنها على وشك ألأندثار…كما صورت كثيرا من المناطق في وسط وجنوب العراق صور فنية وصورسياحية وتراثية من خلال ايفاداتي الوظيفية الى تلك المدن تخص عملي الهندسي …
كما صورت الكثير من خلال ايفاداتي الى الدول ألأوربية وألأسيوية وألأفريقية وألعربية وشاركت في جميع فعاليات الجمعية الفنية والثقافية وألأجتماعية ..
شاركت في جميع المعارض السنوية التي اقامتها الجمعية وحصلت على جوائز ذهبية وفضية و شهادات تقديرية والمشاركة في معارض دولية وحصولي على جازة فضية ودبلوم من منظمة الصحفيين الدولية …
كما اقمت ثلاثة معارض شخصية في الغراق. قمت بالقاء محاضرات في فن التصوير الفوتوغرافي في الدورات التي اقامتها الجمعية ……
كان وجودي بين المصورين يزيدني فخرا واعتزازا بأن اكون قربهم اتعلم من صغيرهم قبل كبيرهم هاوهم قبل محترفهم لهذا الفن النبيل …
انه عالم النرجسية وألأحلأم الجميلة والذوق السليم اضافة انها مهنة المتاعب للحصول على الصورة الفنية او الصحفية .