الفنانة سحر الزارعي .. تقدم (( بوح السَحَر .. المشاهير .. ليسوا فنانين بالضرورة !..)) – فناني العالم العربي..ينقسمون لقسمين من حيث القيمة الجوهرية .. فنانون حقيقيون ..و فنانون يطلبون الشهرة ولا شئ سواها ..

* سحر الزارعيحسبما أرى فإن فناني العالم العربي، وأعني بذلك المشاهير منهم في مجالات الفن المختلفة، ينقسمون لقسمين من حيث القيمة الجوهرية، القسم الأول منهم فنانون حقيقيون، أغلبهم أحببناهم منذ سنين طويلة، شغفنا بشخصياتهم وأدائهم وبعض أدوارهم الشهيرة وعباراتها التي ترافقنا حتى الآن ! ماقدّموه لنا أسعدنا من صميم قلوبنا وترك لنا ذكرياتٍ غاية في الجمال.هذا النوع من الفنانين يهتم كثيراً بما يقدّمه لجمهوره، تجده انتقائياً في أعماله، يعتني أيّما عناية بنوعية نتاجه الفني ويدرس جيداً القيمة التي تصل للمتلقي من خلاله. المنتمون لهذا النوع من الفنانين لا يكثرون الظهور في وسائل الإعلام، لأنهم لا يغيّرون أقوالهم كثيراً ولا يحبّذون القيل والقال وانتقاد الفنانين الآخرين ولا المقارنة معهم، ولا الحديث المسهب عن جديد الأعمال لأنها بالنسبة لهم من الأسرار الخطيرة التي يجب ألا تُذاع ! كي تصل للجمهور بكامل رونقها، لكنهم عندما يحلّون ضيوفاً على لقاءٍ صحفي، تتكشّف الأبعاد الثقافية الثمينة لديهم وحجم الوعي والنضج ومدى إدراك أهمية وخطورة تأثيرهم على الجمهور.عندما تلتقي بأحدهم شخصياً تشعر بهيبةٍ ورهبة، تشعر بزخم القيمة الفنية الإبداعية يحاصرك ويجبرك على التلعثم والارتباك، وقبل هذا كله “الاحترام”. بعد أن نتعرّف عن قرب على هذا النوع من الشخصيات غالباً ما يتضاعف حبنا لهم وتعلّقنا بهم ومتابعتنا لجديدهم، ذلك أنهم موهوبون في جعل كل من يعرفهم يحبّهم، كما أن الشهرة تزيدهم تواضعاً وقرباً من قلوب الناس.أما النوع الثاني فانتماؤهم للفن لا يضيف له شيئاً ! بل على العكس فهو يسيء إلى سمعته، ويشوّه منظره. هؤلاء يطلبون الشهرة ولا شئ سواها، ووجدوا في الفن ضالتهم، تشعر في العديد من الأحيان أن عقولهم فارغة لا وعي فيها ولا ثقافة ولا حتى الحد الأدنى من فهم أساسيات العمل الفني ! بعد أن يذوقوا طعم الشهرة تجدهم يعتلون منصات التكبّر والخيلاء والغرور على الجمهور المهتم بهم ! أعمالهم ليست فنية من الأساس لا رسالة لها ولا هدف سوى الانتشار. يملؤون وسائل الإعلام ضجيجاً ساذجاً بالحديث عن بعضهم البعض بكل سوء ! في لقاءاتهم مع الجمهور لا يعنيهم سوى مظهرهم الخارجي وإطلالتهم المفتعلة، عندما تلتقي بهم تشعر أنهم مجرد هياكل فارغة لا طعم لها ولا لون، وأن بعض إخوتك الصغار لديهم موهبة فنية أكبر !

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* كاتبة ومصوّرة إماراتية