فيلسوف التشكيل وأمير اللوحة الفنان السوري#عبد الرحمن_مهنا Abdulrahaman Mhanna..
أشغل من وكّر نَمّل وأرتب من خلية نَحّل..
بقلم المصور: فريد ظفور
- ياقامة الفن في أوجها..قمر في لهيب التشكيل تألق ..حلمك يخضر في باحة صدر الربيع..حلمك لاينتهي بإنتهاء اللوحات..حلمك إنتفض في أعمالك أنجم الأقحوان..أه ياصديقي ..قد دججتك الجراح الثقافية وجف إخضرارك تحت سماء دخان المدينة المحترقة..وشوه حلم الياسمين فيك ليصبح سراب..لكنك غسلت الحلم فكنت إنتشار الرياح الإبداعية اللواقح..وقيثارة من عشب الربيع الأت ..فماذا تقول فوانيس عشقك للفن وماذا تقول فراشات إبداعك عند إختراق الشرانق قبل العبور نحو الحياة الجديدة..فتعالوا رحبوا معنا بالفنان التشكيلي والناقد والفيلسوف عبد الرحمن مهنا..
- النهر الوحيد الذي نلقى بأنفسنا فيه دون أن نخشى الغرق إنه نهر المحبة..نهر الفن..وحتى لو كنا لا نعرف أبسط قواعد السباحة أو ألف باء الخروج من بحار العشق التشكيلي..والغرق هو الأجمل والأعظم بعد الخالق..لأنه منتهى الأمل ومنتهى السعادة..والفن عند الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا..هو الهواء الذي تتنفسه روحه منذ نعومة أظفاره..به كبر وعليه ترعرع كما أن جمال الطبيعة والحارات الحلبية و الحارات الشامية التي شب فيها منحته إحساساً وحّدة ورهافة وصرامة..فقد رافقه العشق للمرأة وللمدينة وللطبيعة وللإنسان..وجمع أرشيفاً غنياً وثميناً ..لكن الظروف قلبت موازين حياته جميعاً.. فلقد إخترق أرشيفه وأعماله الفنية لصوص الظلام.. إختراقاً وإحتراقاً مأساوياً إنتهى بأعماله ومخزونه الثقافي والفني وعصارة جهده وعرقه ..التي ذهبت كلها أدراج الرياح في لمحة بصر..على يَدّ أعداء الحضارة والفن والثقافة..ولكنها لم تفقده الأمل بأن الغد الآتي أفضل..وأصبح يجترع الأمل ليكون عكازته في العمل..فقد إنتهت هذه الجلبة وذاك الكابوس الذي أحرق الأخضر واليابس وإختلط فيه الحابل بالنابل..ورغم ذلك إنتفض الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا ..كما المارد وخرج من بين الرماد و الركام ليكتب لنا سفراً جديداً وأبجدية فنية عزفها لنا بأجمل الألحان اللونية..ستكون مدرسة يقرأ لوحاتها عشاف الفن التشكيلي في سورية وخارجها..وسيكون محط أنظار الباحثين وقبلة للمحبين المنصفين بأن أعماله مدرسة ملحمية فنية..
- لعل مهمة الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا..فيلسوف الفن أو معلم الجمال هي تحويل المعرفة التجريبية التي يمتلكها الفنان أو المبدع إلى معرفة نظرية..فقد ينطق التشكيلي أو الفنان بالصور أو الكادر أو اللوحة..أو يكون عالماً بها لا شعورياً أثناء مرحلة الإبداع ولكنه لايستطيع أن يصف لنا كيف تمت ولادتها..ولا بأي نحو لإستقامت على عودها حتى خرجت في شكل عمل فني متكامل..وبعض علماء الجمال من يرى بأن الفن هو القدرة على توليد الجمال أو المهارة في إستحداث متعة الجمال..فليس بين النشاط البشري ما هو أسرع في التطور وأمضى في الحركة وأبعد عن الثبات والجمود من النشاط الفني على إختلاف أشكاله التطبيقية أو التعبيرية..بيد أن مهمة الفنان بأن يكثف تجربته في كلمة أو نغمة أو لوحة أو يختصر لك البحر في قطرة أو يرمز للغابة بشجرة..أما العلم الإستطيقي أو علم الجمال فهو القادر أن ينقل لنا المعرفة الباطنية أو الكامنة في صميم النشاط الفني إلى دائرة الوعي أو الشعور..أي يعلمنا الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا ..بأن علم الجمال هو بمثابة العلم النظري من العلم التطبيقي المقابل له..ويرى بعض علماء الجمال بأن الفن هو القدرة على توليد الجمال أو المهارة في إستحداث متعة الجمال..وهكذا يغدو الفن بشكل عام هو كل فعل تلقائي يؤازره النجاح ويحالفه الحظ والتوفيق بشرط أن يتجاوز البدن لكي يمتد إلى العالم فيجعل منه منبهاً أكثر توافقاً مع النفس البشرية..وبالرغم من قدرة الفن على توليد الجمال وأن الإحساس بالجمال وكذلك الإحساس باللذة والمتعة هما شيئان مصاحبان لعملية التذوق وعملية الإبداع على السواء فإنهما ليسا شرطاً لوجوده أو تحققه..وهناك مذهب اللذة في الفن..فمثلاً الألوان في اللوحة والوزن في القصيدة إستعمالهما أشبه مايكون بالخميرة..أو أنزيم التفاعل..فالخميرة في ذاتها عديمة القيمة ورائحتها كريهة المذاق ولكنها تضفي على الشراب والطعام الذي تمتزج فيه روحاً وحيوية..وبذلك يبرز دور الشكل والمضمون..والناقد أمام قيمتين للعمل الفني لاقيمة واحدة .واحدة ترجع للشكل والأخرى للمضمون فيرى أتباع المضمون بأن الفن هو العنصر الصوري المجرد وأما أتباع الصورة فالفن عندهم هو العنصر المجرد من المضمون..فإذا سلمنا بأن الفن حدس عند البعض فالحقيقة هي أن المضمون والصورة يجب أن يميزا في الفن ..لكن لا يمكن أن يوصف كل منهما على إنفراد بأنه فني لأن النسبة القائمة بينهما هي وحدها الفنية العيانية..أي أن الشعور هو الشعور المصور وأن الصورة هي الصورة المشعور بها..والعاطفة أو الحالة النفسية ليست مضموناً خاصاً وإنما هي الكون كله منظوراً إليه من ناحية الحدس ..فلا يمكن تصور مضمون مهما يكن شأنه خارجاً عن الصورة الحدسية وما الفكر والعقل والتخطيط والتجربة والإرادة إلا وسائل خادمة للفن ولكنها ليست بذاتها فناً..
- يقول جبران خليل جبران إذا وجدت عبداً نائماً سأوقظه لأحدثه عن الحرية..وأنا أقول لو رأيت شاباً مبدعاً سأدله وأرشده إلى طريق التميز والإبداع عبر تجارب الفنانين المميزين..فقد أذعنت تواضعاً وخجلاً من تأخير الكتابة عن الفنان التشكيلي السوري عبد الرحمن مهنا ..بالرغم مما عنده وما لديه من خبرة ودراسات نقدية وأعمال فنية سابقة ولاحقة تغني وتفي بالغرض لتقديمه بأبهى صورة يستحقها..لذلك عاودت أدراجي لجمع أوراقي وبعض ما تناثر وأضيف إليها بعض الجديد ليتلائم مع روح وفلسفة الفنان..فلربما تنفع الناشئين والمحترفين في عالم التشكيل ..لأنه ما من موضوع يمكن أن يوقظ إهتمال شبابنا وشاباتنا ويحرك تفكيرهم ويجتذب مشاعرهم مثل الشعر والفن..
- لعل ما كتبناه هو البلسم الشافي لتحقيق لبنة من لبنات المستقبل المشرق للأجيال من الشباب..ليكون لهم نموذجاً وقدوة لفهم وتفكير ودراية أعماله وتجربته الفنية التشكيلية البصرية..وأن يجعلوا من عادة زيارة المعارض والمطالعة ومتابعة أعمال كبار الفناني على مواقع التواصل الإجتماعي عبر الشبكة العنكبوتية ليكون خبزهم اليومي..ولتتكون لديهم تلك العادة السامية في المطالعة والبحث مدى الحياة..وهكذا إستحق التشكيلي عبد الرحمن مهنا..لقب فيلسوف التشكيل وأمير اللوحة ..والحق يقال بأنه أشغل من وكّر نَمّل وأرتب من خلية نَحّل..ومن هنا وجب تقديم الشكر والإحترام لتجربته الفنية الرائدة والتي نافت عن 55 عاماً من العطاء والتضحية المادية والمعنوية لخدمة الفن التشكيلي وعشاقه في سورية والوطن العربي والعالم.. وحريٌ بالمؤسسات والقائمين على الثقافية تقديم المساعدة المادية والمعنوية و تكريم الفنان عبد الرحمن مهنا ..لتجربته الفريدة والمميزة في عالم الفن..
- المصور: فريد ظفور.
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** تقريظ وتعليق من الفنان التشكيلي السوري عبد الرحمن مهنا :
عندما تجد من يقرأُ اللون والتشكيل بإحساس وفلسفة الحياة و بمشاعر ثقافة اللقطة الضوئية
التي تقبض على اللحظات الهاربة من عقال الزمن
تكون قد وضعت يدك على توهج الحب في القلب بفرحه وأحزانه ؛ وأدركت أن للحياة معناها
وقصة كفاحها في كشف أسرارها وكنوزها … لتفتح آفاق فن يكون منارة لغد أفضل ترسم
طريق دهشة سعادة … لأجيال تعرف معنى العدالة والحب والسلام .
وهذا مافعله الفنان الضوئي المتميز في إبداعه طيف الضوء
وقراءته في فلسفة اللون والتشكيل .. المبدع فريد ظفور .
التحية لك صديقي .. وفاؤك للفن والوطن يُحترم …
شكراً صديقي ,, أنت مبدع في قراءة الفن ,, تحيتي وتقديري..- 29-5-2020م..الساعة –
ـــــــــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الفنان التشكيلي عبد الرحمن مهنا ــــــــــــــــــــ
-
مارست التصوير وفن الغرافيك من خلال تجاربي الخاصة منذ عام 1965 .
1967 الجائزة الأولى للمعرض الرابع لمراكز الفنون التشكيلية في سورية 1962 .
1968 براءة تقدير من وزارة الثقافة السورية
1968 ثناء تقدير من الاتحاد الوطني لطلبة سورية .
1976 هجرت دراسة التاريخ والتحقت بكلية الفنون الجميلة جامعة دمشق .
عضو في اتحاد التشكيليين العرب عضو مؤسس في نادي التصوير الضوئي عضو في اتحاد الفنانين التشكيلييين السوريين عضو في اتحاد الصحفيين العرب .
أجريت تجربة فنية على فن الطفل في ريف دمشق وأقمت معرضاً للأطفال في صالة المركز الثقافي الروسي بدمشق شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الفنية داخل القطر السوري وخارجه منها :
ملتقى الأمل العالمي في حلب 1998 رسمت من خلاله ثلاث لوحات جدارية اقتنيت لصالح القصر الجمهوري في مدينة حلب
ملتقى الشجرة العالمي 2003 حيث أشرفت لمدة شهر على ملتقى الرسم بطرطوس في غابة النبي متى مع مجموعة من فناني العالم برعاية وزارة الزراعة
وشاركت في ملتقى الرسم والنحت ( سيمبوزيوم إهدن ) لبنان 2003 حيث رسمت خمس لوحات جدارية بوقت قياسي
عملت مدرساً لمادة الفنون الجميلة في كليات وثانويات ومعاهد دمشق وحلب كانت لي مشاركة دائمة في مهرجان أيام خان الحرير بحلب من عام 2002 ولغاية 2005
أعمالي الفنية ورسومي الصحفية منشورة في أغلب الصحف والمجلات السورية والعربية
ومارست كتابة النقد الفني منذ عام 1974 في العديد من الصحف والمجلات السورية والعربية
وقد تناولت أعمالي الفنية في النقد والتحليل عدد من الفضائيات المحلية والعربية بالإضافة إلى المجلات والدوريالت العربية والأجنبية
أقيم حالياً في دمشق ومتفرغ للعمل الفني
أعمالي الفنية موزعة في العديد من دول العالم وشاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل القطر وخارجه منذ عام 1967
وقد أقمت أكثر من ثلاثين معرضاً شخصياً في العديد من صالات العرض في سورية وخارجها بالإضافة إلى معارض مشتركة مع العديد من الفنانين العرب السوريين والأجانب
حزت على العديد من شهادات التقدير منها عام 1992 شكر وتقدير من منظمة الهلال الأحمر السوري وعام 1993 – 1994 شكر وتقدير من المؤتمر العالمي لحقوق الإنسان وبمناسبة الإحتفال باليوم العالمي لحقوق الإنسان وإقامة معرض فني في فيينا وفي العاصمة التونسية ( قاعة ابن خلدون ) بهذه المناسبة .
عام 2000 رسالة شكر من مدير معهد سيربانتيس بدمشق لويس خابيير رويث وفي عام 2001 شهادة تقدير من شبكة المنظمات العربية غير الحكومية للتنمية ومن تجمع الهيئات الأهلية التطوعية في لبنان بمناسبة المعرض الفني ي قصر الأوسكوا بيروت .
2001 شهادة تقدير من مركز معروف سعد الثقافي صيدا لبنان شهادة تقدير من الرابطة الثقافية طرابلس لبنان بمناسبة معرض تحية للمقاومة 2001 -2002- 2003-2004
شهادات تقدير من القيادة العامة للجيش والقوات المسحلة في سورية بمناسبة المعارض التي أقيمت في ذكرى حرب تشرين .
شهادة تقدير من محافظ مدينة الرقة بمناسبة تحية للشاعر عبد الوهاب البياتي
وشهادة تقدير أخرى بمناسبة المعرض السنوي في متحف طه الطه من محافظ مدينة الرقة
شهادة تقدير من اتحاد الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في سورية بمناسبة معرض تحية للفنان الراحل مصطفى الحلاج .
في عام 2003 شهادة تقدير من وزارة الزراعة بمناسبة إشرافي على ملتقى طرطوس العالمي للفن التشكيلي والنحت ( غابة النبي متى )
شهادة التقدير من مؤسسة تشرين للصحافة والنشر بمناسبة معرض تحية للصحفي الراحل سعيد مطر وشهادات تقدير من عام 2002 إلى 2005 من إدارة مهرجان أيام خان الحرير بحلب .