يينا نيوز العربية : عبد العالي نجاح.
هيام علي بدر فنانة سورية من مدينة اللاذقية، اختارت أسلوبا فنيا جديدا في مجال الفنون التشكيلية، والمتمثل في لوحات إبداعية بحجر الصافون كتجربة فنية فريدة ومتفردة في الساحة التشكيلية في الوطن العربي. نشأت هيام علي بدر في وسط فني بإمتياز، حيث كان والدها مولعا بالفن والخط العربي، كما أبدع شقيقها لوحات فنية بحجر الصافون، مما حدا بهيام علي بدر إلى الافتتان بحجر الصافون كخامة أساسية في المتن التشكيلي الذي أبدعته، بالرغم من انها بكالوريوس لغة عربية. وتتميز التيمات التشكيلية التي تشتغل عليها هيام علي بدر بكونها تيمات كونية تخاطب الإنسان والطبيعة والكون من خلال نظام معياري يتأسس على القيم الأخلاقية الإنسانية كالحب والسعادة والأمن والاستقرار والسلام.
وتجري يينا نيوز حوارا فنيا مع هيام علي بدر قصد تسليط الضوء على مشوارها الفني.
بداية، من هي هيام علي بدر؟
هيام علي بدر فنانة تشكيلية تعمل على بعث روح الحياة في الحجر الجامد، وتجسد قوة الفكرة في هذا الشيء الخامد. أكتب صرخة الحياة بأحجار الصافون، وبما تيسر من وحي ورؤية. ابنة اللاذقية ولدي إخوة وأخوات. وعلى شاطئ الحكاية كُتِبت ماء، وأحتمي الآن بظل ممارسة الحكي بالحجارة.
كيف ولجت الفنانة التشكيلية هيام علي بدر عالم الفنون التشكيلية؟
رائحة البحر تناشدني، وماؤه يحملني بزرقته إلى لون حجارته، فألفِتُني وجها لوجه مع حجر الصافون. أنتمي إلى عائلة فنيّة، حيث شقيقي نزار علي بدر كان أول من عانق إشراقات هذا الفن عبر أحجاره. ومن إبداعات شقيقي وماء البحر ولدت حكاية تشكيل الحجر.
هل يمكن أن تحدثنا هيام علي بدر عن مسارها الفني؟
بدأت هذا الفن في عمر متأخرة، والذي وجدت فيه ضالتي. إحساس غريب ينتابني حين ألفي مشاعري الدفينة في أعمالي الفنية بتعبير بصري صادق وأمين. وقسمات الروح ترتسم داخل فضاء اللوحة الفنية، من خلال الملامح والأوجه المختلفة للذات، هموماتها وأبطالها وحيواتها. أكرس حياتي للحجر والبحر، بحر يبوح بأسراره في هيئة حجر.
ماهي المواضيع التي تعالجينها في أعمالك الفنية؟
إبداعاتي الفنية تناشد الحياة كلية، وأنها أعمال فنية إنسانية تروي بصريا هموم الناس وآمالهم، إحباطاتهم وإرادتهم، فقرهم وحاجتهم، قوتهم وضعفهم. إنها محاكاة الحياة عبر أحجار الصافون.
تحيل الأعمال الفنية لهيام علي بدر على العالم الطفولي ببراءته وألوانه الزاهية. كيف تفسرين ذلك؟
في الطفولة تكمن الحقيقة، والخلفية التي تشكل مرجعية الوجود. ولا يملك الفنان القدرة على التنصل من براءة البدايات، وتجاوز الحقيقة التي تقولها طفولته لاشعوريا وبدون وعي. أعمالي الفنية ترسم زخم الطفولة وصخب الحياة بشكل لاإرادي.
يتميز المنجز الفني لهيام علي بدر بالاشتغال على حجرة “الصافون” كخامة أساسية في أعمالك الإبداعية. ما هي الأسباب التي دفعتك إلى هذا الخيار؟
يتطلب بداية فهم أوجه الاختلاف بين الرسم التشكيلي وتشكيل الصافون، حيث أن كل فن من هذه الفنون يقوم على خصائص أساسية معينة، والتي تضفي دلالة روحية خاصة على العمل الفني. أنجز أعمالي الابداعية كفنّانة صافون، وأشتغل على الحجر كمادة أساسية، حيث تشكيل الحجر يخضع لطرائق فنية معينة وتيمات تشكيلية مميزة وأزمنة وأمكنة إبداعية خاصة. التشكيل بالحجر حياة فنية أخرى غير الرسم.
هل يمكن أن تشرحي لنا أكثر هذا الأسلوب الفني الجديد؟
يقوم هذا الأسلوب الفني على خامة الحجر، والذي يستمد دلالته في إطار علائقي بالأحجار الأخرى داخل فضاء اللوحة، بالإضافة إلى مسألة الظل والنور في حركة الأحجار بين الارتفاع والانخفاض وكذا مسائل الطول والعرض والارتفاع في الحجر، والدلالات الرمزية للألوان على الأحجار. ويدخل تلاحم وتكاثف هذه العناصر الإبداعية في إطار بناء تيمة تشكيلية بصرية في لوحة حجرية، مما يبرز الجانب الاستطيقي لحجر الصافون وجماليته في الفعل التشكيلي.
كما تتميز الأعمال الفنية لهيام علي بدر بعدم استخدام المعايير الكلاسيكية للرسم في لوحاتها الفنية. لماذا أيضا هذا الخيار؟
مادام الفن الذي أشتغل عليه حالة حداثية جديدة غير مسبوقة، فإن طبيعته بالضرورة لا تلتزم بالمعايير الكلاسيكية، بل تبحث عن الجديد في طبائع المدارس الحديثة، هذا كل ما في الأمر.
هل يمكن أن تحدثنا هيام علي بدر عن واقع الفنون التشكيلية بصفة عامة، وعن واقع الفنانات التشكيليات بصفة خاصة في الوطن العربي؟
مع الأسف الشديد، علاقاتي الفنية مع المبدعات التشكيليات في الوطن العربي جد محدودة، وبالتالي غياب صلة قوية تربطني بالتشكيليات العربيات.
كلمة أخيرة لقراء وكالة الأحداث الدولية للأنباء…
شكرا لكم على هذه الالتفاتة الطيبة، والنافذة المشرعة على قراء وكالة الأحداث الدولية من بلجيكا. شكرا لكم من القلب.