تشكيل بجمال الطبيعة
أبدع الفنانان ماريا شيبيليفا وألكسندر تيونكين لوحات مفعمة بالطبيعة نابضة بالحياة، تبعث على الطمأنينة والسلام الداخلي لكن ألوانها متوهجة وشرسة، وكأنهما يحاولان مداعبة الزهور والأشجار بريشة حانية. وتحتضن قاعة N2N في أبوظبي المعرض الذي يحمل عنوان «تمتع بجمال الطبيعة» حتى 15 أبريل الجاري. وتجسد أعمال الفنانين شغفهما بالحياة التي يجدانها ممتعة حتى في أصغر تفصيلاتها، وعمدا إلى نقل هذه القيمة المعنوية الكبرى بخفة ودقة وبتكنيك عال على قماش اللوحات، ويتفق كلاهما في الفكرة وجوهر الإحساس وعملا على تجسيدها كل حسب أسلوبه وطريقته الخاصة. تمنح لوحات ماريا شيبيليفا وألكسندر تيونكين بهجة لونية بألوان الشمس الممزوجة بالطبيعة، وتستعيد ذكرى تساقط الثلوج النادر الحدوث على جزيرة القرم، وتتفتح براعم زهور الربيع في لوحاتهما في مشهدية بصرية ممتعة. وتظهر في الأعمال مياه البحر الزرقاء وتلتمع على سطحها زهور وأوراق الخريف الذهبية الممزوجة بالأصفر والبرتقالي، بينما يتطاير في طرف اللوحة الحمام الرمادي ما يمنحها حركة وحيوية. كما يصور الفنانان المنازل القديمة الشاعرية ذات الجدران المتصدعة والنوافذ المحطمة والأسقف البالية، ويرسمان الجمال الفريد للبوابات ذات الأشكال الهندسية تجاورها الأشجار المتفرعة في الساحات والأزقة. وتتميز الأعمال بسهولة توصل الجمهور إلى مفهومها الحقيقي، ما يمكنهم من الكشف عن الانفعال الخفي للفنانين، فضلاً عن التمتع بجمال طبيعة جزيرة القرم. وترسم شيبيليفا الطبيعة بما فيها من حيوانات ونباتات إلى جانب الطبيعة الصامتة، وزوايا القرم في المنازل والأشجار، لتنبض اللوحات بالدفء والشعور بالانتماء. كما تتعامل الفنانة مع الحيوانات بطريقة خاصة وتظهرهم باعتبارهم مشاركين في المشهد، وليسوا فقط عناصر محايدة ومتناثرة، كما تطغى الألوان الترابية على أعمالها، مانحة شعوراً بالسلام والطمأنينة. ولكن تيونكين يركز على تفاصيل الطبيعة، ويتتبع جمالها المتغير حسب الظروف الجوية المختلفة، ويظهر السماء السحرية والبحر الشرس بلون مظلم قاتم، ما يدل على الطقس العاصف ويتعامل أيضاً مع السفن القديمة والحطام والمنازل القديمة والنوافذ المحطمة ويظهرها بتفرد مدهش. وتطغى على لوحات الفنان ألوان الأزرق والأخضر والفيروزي والرمادي البنفسجي بدرجات متفاوتة، ناشراً إلهامه في كل ركن من أركان جزيرة القرم بما تحويه من طبيعة ساحرة.