ماهي نقاط قوة التركيز في تأطير وتكوين الصورة المثالية؟
يعتقد بعض المصورين المبتدئين أن شراء أو إقنتاء معدات تصوير باهضة الثمن هو أهم شيء في عالم التصوير الفوتوغرافي، حيث يظن أن جودة الصورة هي التي تنال دوما العلامة الكاملة في جذب المشاهد، لكن الحقيقة أن جودة الكاميرا وحدها غير كافية لو كان المصور لا يجيد التعامل معها ومع أساسيات التصوير البديهية وبعض التقنيات والحيل التي من شأنها أن تكون العامل المؤثر في النتيجة النهائية للعمل الفوتوغرافي. من بين التقنيات المهمة التي يتوجب على أي مصور مبتدئ تعلمها، وعلى أي مصور هاوي تطبيقها بالشكل الصحيح قصد الحصول على نتائج فوتوغرافية مثالية وراقية هي نقاط قوة التركيز في الصورة.
ماهو المقصود بنقاط قوة التركيز هذه؟
هل تتذكر نقاط التقاطع التي تحدثنا عنها في قاعدة الأثلاث؟ نسيت ذلك؟ لابأس سوف أذكرك، عندما نحدثنا عن هذه القاعدة، قلنا أن المصور يجب أن يقوم بتقسم شاشة الكاميرا أو بالأحرى مشهد الصورة إلى تسعة مربعات من خلال خطين أفقيين متوازيان يتقاطعان مع خطين عموديان متوازيان أيضا، نقاط التقاطع التي تشكلها هذه الخطوط هي ما يطلق عليها نقاط قوة التركيز في الصورة وهي أربعة.
هذه التقنية تدخل أيضا في ما يسمى بتأطير أو تكوين الصورة، حيث أنه جعل الهدف أو العنصر المهم بالنسبة للمصور في مشهد الصورة في إحدى هذه النقاط يزيد من جمالية الصورة ويقرب المُشاهد أكثر من الموضوع والرسالة الأساسية التي يود المصور التعبير عنها.
ملاحظة مهمة: نقاط التركيز في قاعدة الأثلاث تستخدم في تأطير وتكوين الصورة فقط وهي تختلف عن نقاط التركيز الخاصة بالكاميرا التي يتم الإعتماد عليها قصد التركيز على الهدف.
هل نقاط قوة التركيز لها نفس نسبة الأهمية؟
نقاط قوة التركيز في الصورة ليست لها نفس نسبة الأهمية، حيث أنه أجمع عدد كبير من المصورين على منح نسبة قوة معينة لكل نقطة من نقاط التركيز الأربعة (أنظر الصورة المرفقة)، وهي على الشكل التالي:
- نقطة التركيز اليسري العليا نسبتها 41%.
- نقطة التركيز اليسرى السفلى نسبتها 25%.
- نقطة التركيز اليمنى العليا نسبتها 20%.
- نقطة التركيز اليمنى السفلى نسبتها 14%.
ماذا تعني هذه النسب الخاصة بكل نقطة؟
بكل بساطة عندما تريد تصوير مشهد معين وتود أن تركز على عنصر ما من عناصر مشهد الصورة عليك أن تقوم بوضعه في إحدى نقاط قوة التركيز السابقة حسب نسبتها التي تعني أولويتها أثناء التأطير أو تكوين الصورة. مثلا لو كنت تصور صورة بورتريه لشخص ما عليك أن تقوم بوضعه أولا في نقطة التركيز اليسرى العليا، إن تعذر عليك ذلك تضعه في نقطة التركيز اليسرى السفلى وهكذا، حتى تصل في الأخير لتضعه في نقطة التركيز اليمنى السفلى التي لها أقل نسبة من الأولوية في التكوين.
الهدف الرئيسي في هذه الصورة هو الشجرة لذلك تم وضعها في النقطة اليسرى العليا |
هل يجب التقيد بهذه النسب دوما؟
في الواقع هذه النسب هي حصلية دراسة لأذواق نسبة كبيرة من الناس، ومن الأفضل التقيد بها للحصول على تكوين مثالي في صورك، لكن كما تعلم التصوير الفوتوغرافي لا يعترف بقاعدة معينة أو يتقيد بنوع خاص من الأفكار والتقنيات بل هو عالم مفتوح أمامك لإثبات ذاتك وقدرتك على الإبداع والتفنن في التكوين الذي تراه مناسب لجذب أكبر عدد من المشاهدين.
متى يجب الإعتماد على نقاط قوة التركيز؟
غالبا ما يتم الإعتماد في تطبيق هذه التقنية في تصوير الطبيعية و تصوير البورتريه، حيث أن هذين النوعين من أنواع التصوير الفوتوغرافي يتطلبان تكوين إحترافي في الصورة، هذا لا يعني أنه لا يمكن تطبيقها في أنواع التصوير الفوتوغرافي الأخرى، بالعكس كلما إستطعت أن تجلب المُشاهد ولفت إنتباهه للعناصر التي تريد إستخدامها للتعبر عن رسالتك في الصورة إلا وزادت جماليتها. يمكن إعتبار هذه التقنية كنوع تكميلي لطبيق قاعدة الأثلاث بالشكل الصحيح والمناسب.