لم يتردد المصور الهندي راغوبير سينغ في الإشارة بصراحة إلى المصورين الذين ألهموا أعماله الفوتوغرافية. وتأثر أسلوب تصويره لتفاصيل الحياة اليومية في الهند بحسب قوله، بمصورين مثل روبيرت فرانك، وويليام غيدني، وهينري كارتيير بريسون.
وبحسب أستاذة تاريخ الفن في جامعة ساسكس البريطانية، بارتا ميتر، اتقن سينغ دمج خلفية الصورة بمقدمتها بطريقة رائعة، و”لطالما حاول النأي بنفسه عن الأسلوب الرسمي الذي يميز التصوير الفوتوغرافي الغربي.”
ورغم إقامته في مدن مختلفة مثل هونغ كونغ ولندن وباريس ونيويورك، ركّزت صوره على الهند حصرياً، حيث التقط صوراً لشوارع كلكتا، وغابات كيرلا، بطريقة أنيقة ومليئة بالتفاعل.
لكن، سرعان ما تحوّل اهتمام سينغ لنشر الكتب، منذ العام 1974، عندما نشر “Ganga: Sacred River of India.” وخلال الـ 25 عاماً التي تلت، نشر أكثر من 12 تشكيلة من الصور التي التقطها في شتى أرجاء الهند.
ووُلد سينغ لأسرة غنية في ولاية راجستان شمال غربي الهند، وبدأ عمله في مجال التصوير في ستينيات القرن الماضي. ونُشرت أعماله في مجلات مهمة مثل “ناشيونال جيوغرافيك” و”لايف،” وصحيفة “نيويورك تايمز.”
وبالنسبة لسينغ، فإن التصوير باستخدام الألوان ليس خياراً فنياً فقط، بل كان عنصراً أساسياً في عرض الحياة في بلاده. وفي مقابلة مع مجلة “Time” في العام 1999، ذكر سينغ أن “رؤية الهند بالأبيض والأسود هو كعدم رؤيتها.”
وتعرض حالياً تشكيلة من أعمال سينغ في متحف “ميت بروير” في مدينة نيويورك الأمريكية، والتي تعكس رؤية نابضة بالحياة عن الهند.
لكن، ما يميّز سينغ عن مُلهميه هو الألوان في الصور الفوتوغرافية التي يلتقطها، بعكس صور المصورين المشهورين من العصر الحديث، باللونين بالأبيض والأسود. كما أن سينغ هو من أوائل المصورين الذين استخدموا التصوير الفوتوغرافي الملّون في سبعينيات القرن الماضي.