ما هي قصة نجاح كنتاكي ؟
ليس تمجيداً لدجاج كنتاكي .. ولكن احتراماً لنجاح صاحبها، سنورد قصة نجاح كنتاكي في هذه المقالة.
ولد هارلند دافيد ساندرز، مؤسس مطاعم كنتاكي في سبتمبر 1890م في بلدة هنريفيل التابعة لولاية إنديانا الأمريكية وعاش يتيماً حيث فارق والده الذي كان يعمل في مناجم الفحم الحياة وهو لا يزال في السادسة من عمره.
هارلند من أسرة فقيرة تعاني من تدني المستوى المعيشي، فبعد وفاة والده اضطرت والدته للعمل حتى توفر له ولأخيه وأخته الأصغر منه سناً متطلبات الحياة، وفي أثناء غياب والدته تعلم هارلند الطهي مستند إلى نصائح والدته، ومن بين ما تعلمه الدجاج المقلي بالزيت.
عمل في الزراعة وهو في سن العاشرة مقابل دولارين في الشهر، وعمل أعمالاً مختلفة، وخدم في الجندية في كوبا لمدة 6 أشهر، كما عمل في فرق الإطفاء .. فلم يترك عملاً إلا وعمله ..
ورغم الظروف القاسية التي أحاطت به إلا أنّه أكمل دراسته الجامعية وتخصص في قسم المحاماة وطور من نفسه حتى حصل على شهادة الدكتوراه في القانون. وبعد إكمال دراسته عمل محاميًا في إحدى الشركات، ثم اشترى محطة لخدمة السيارات في ولاية كنتاكي.
عندما بلغ هارلند من العمر 36 عاماً، أسس أول مطعم للدجاج المقلي في ولاية كنتاكي، وقد أتته الفكر من صديقه الذي كان يتذمر من سوء الطبخ بالمطاعم في ولاية كنتاكي، فلمعت فكرة تأسيس المطعم في رأسه وخصص غرفة في المحطة الذي كان يعمل فيها لتصبح مطعما، وقد أشتهر المطعم خلال أشهر قليلة جداً.. من هنا بدأت قصة نجاح كنتاكي.
بعد هذا النجاح أغلق هنارلند المحطة وحولها إلى مطعم باسمكافي ساندرز، أكتشف طريقة لقلي الدجاج دون الحاجة إلى زيت الطبخ. وبسبب النجاح الذي حققه والشهرة الواسعة، قرر حاكم ولاية كنتاكي شراء المطعم منه مقابل 150 ألف دولار، وقد كان ذلك عام 1953م لكنه رفض ذلك. وبعد هذا العرض بسنوات قليله أضطر هارلند لبيع المطعم بنصف المبلغ وذلك لإنّ التخطيط للمدينة جعله خارج الخط السريع مما قلل عدد الزبائن.
خيبة أمل أصيب بها هارلند، لكنها لم تكن حجرة في طريق النجاح، فقصة نجاح كنتاكي أكملت مسيرتها ولم يستسلم، فقام بإعداد خلطة سرية وعمل على بيعها على المطاعم في الولايات المختلفة لكنه لم يستطع سوى إقناع 5 مطاعم بشراء خلطته السرية. خيبة أمل أخرى يصاب بها، لكن اليأس لم يتسلل إليه بعد.. فقد استطاع تأسيس 200 مطعم فيما بعد والمعروفة بسلسلة مطاعم كنتاكي. لكن قبل ذلك وفي العام 1940م إخترع هارلند الخلطة السرية والتي تتكون من 11 نوعاً من التوابل ولاتزال غامضة حتى يومنا هذا. بعد ذلك تحول الطريق الذي يقع عليه المطعم إلى طريق فرعي كما ذكرنا سابقًا, وأصبح المطعم هامشياً لا يكاد أحد يلتفت إليه فقرر هارلند بيع الخلطة السرية بنظام التوكيل التجاري أو “الفرانشايز” وحصل على أرباح هائلة. في العام 1964 انقطعت العلاقة بين الشركة ومؤسسها حين قام ببيعها مقابل 2 مليون دولار .
قصة نجاح كنتاكي لا تزال تردد حتى اليوم فيما لا تزال تعمل في أكثر من 90 دولة.