الياس هاو وكيف صنع آلة الخياطة :
نشأة الياس هاو :
ولد هاو في ماساتشوستس في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1819، درس وتعلم في وطنه، وكان منذ طفولته يحلم أن يكون ذو تأثير كبير في العالم. أمضى الياس هاو أولى سنواته في مزرعة أبيه يُساعده في أمور المزرعة والمطحنة في الصيف في الوقت الذي كان يدرس بقية السنة. في بداية عام 1835 التحق الياس هاو بجمعية مُصنعي آلات القطن في ماساتشوستس حيث بدأ يتعلم هناك أصول صنع الآلات، وكان يحب الياس الخياطة وكانت تجول في باله اختراع آلة للخياطة، وفي تلك الأثناء لم يكن يجني أكثر من 50 سنتاً فقط في اليوم، ولسوء حظه جاءت على البلاد أزمة اقتصادية جعلت منه عاطلاً عن العمل بسرعة.
اختراع آلة الخياطة :
التحق الياس هاو فيما بعد بالعمل عند آري ديفس، وهو صاحب محل آلات في كامبريدج، وازدادت حينها رغبته بصناعة آلة للخياطة وظل يفكر في أوقات فراغه في كيفية صناعة هذه الآلة، واستمر في التفكير والمحاولة قرابة الخمس سنوات، وفي النهاية استطاع أن يصنع نموذجاً أولياً لاختراعه وللأسف لم يتمكن من نشره بسبب وضعه المادي السيء، إلا أن صديقه جورج فيشر وقف إلى جانبه وساعده مادياً ومعنوياً لنشر وتسويق اختراعه، وهكذا حقق النجاح والثروة من هذا الاختراع الجديد.
تمكن فعلاً الياس هاو من نشر اختراعه وحصل بعد سنة على براءة اختراع باسمه، ولكن للأسف لم يحظى اختراعه باهتمام الحرفيين والعمال، واضطر الياس هاو إلى الالتحاق بشركة السكك الحديدية للعمل ليحصل على قوت يومه، ثم سافر إلى لندن وعمل مع وليام توماس كصانع مشدات بطن. من شدة حاجته إلى المال اضطر الياس هاو ان يبيع حقوق صنع آلة الخياطة إلى وليام توماس صاحب محل مشدات البطن وأعطاه بالمقابل 250 جنيها استرلينيًا، وبها عاد إلى موطنه أميركا حزيناً.
تقليد آلة الخياطة :
بعد أن عاد الياس هاو إلى موطنه وجد أن هنالك بعض الأشخاص قاموا بتقليد آلته وبيعها في السوق، فقام برفع دعوى قضائية ضد المقلدين عام 1854، وبالفعل ربح الدعوى بعد أن أثبت ملكيته للآلة بوجود براءة اختراعٍ باسمه، وهكذا جمع أكثر من 200 ألف دولار، واستطاع أن ينشأ شركة خاصة به، ويفتتح مصنعا لآلات الخياطة في عام 1963.
الحرب الأهلية :
التحق الياس هاو بالجيش في بداية الحرب الأهلية وظل يقاتل بكل بسالة، وامتاز بقدرته على تشجيع زملائه على الاستمرار وتواضعه الشديد. ظل الياس يقاتل في الحرب حتى تدهورت صحته، ولأنه لم يعد يستطع القتال في سبيل وطنه بعد، فإنه فضل التبرع بأمواله دعماً للحكومة في الحرب، فتلقى عدداً من الميداليات وأهمها الميدالية الذهبية عام 1867 وميدالية صليب فيلق الشرف.
هذه كانت قصة الشاب الطموح الذي أصر على تحقيق حلمه في اختراع آلة للخياطة وتصدى لجميع العقبات التي واجهته إنها قصة نجاح الياس هاو.