المصدر ويكيبيديا
ابتكر المصريون القدماء نظامًا للأعداد تساعدهم على تعاملاتهم اليومية، وكذلك كان نظام الضرائب يستلزم تواجد نظام للأعداد وللحساب، حيث كان الفلاحون يعطون جزءاً من محاصيلهم السنوية للقصر الملكي وأجزاءً أخرى للمعبد والكهنة. ولا ننسى التجارة المتداولة بين فراعنة مصر مع البلاد المحيطة . من تلك المعاملات التي بدأت منذ عهد الأسرة الأولى مع فلسطين وسورية ولبنان للحصول على الأخشاب، وكذلك مع العراق والنوبة . وامتدت في عهد الملكة حتشبسوت بل وقبلها أيضاً الحملات التجارية إلى بلاد بنت عند القرن الإفريقي على البحر الأحمر . وكثيرا ما كانت المقايضة تـُدفع بالذهب الذي كان المصريون ينقبون عنه في النوبة وفي سيناء.
كان تعلم الكتابة والحساب يـُزاول في المعابد . وكانت مهنة الكاتب مهنة مرموقة، وكانت لها درجات تـبدأ بالكاتب البسيط (شس) إلى رئيس كتبة وكان هذا يسمى أمير كتبة (أمير-شس)، وتعلو مراتب الكتاب إلى كاتب البلاط الملكي (شس-نسيط) وكانت أعلي مرتبة هي مرتبة أميـر كتبة البلاط الملكي (أمير-شس-نسيط) . وكان أمير كتبة البلاط الملكي في نفس الوقت مهندسا أو طبيبا أو كلاهما معا، وكان الآباء يشجعون أبناءهم علي التعليم واحتراف مهنة الكاتب، حيث أن الكاتب لا يقوم بالأعمال اليدوية أو الجسدية المرهقة التي يقوم بها العمال . بل كانت مهمة الكاتب حتى البسيط منهم مثلا تسجيل المحصول عندما يقوم الفلاحون بجني المحاصيل، وتسجيل عدد الأبقار والأغنام والثروة الحيوانية والطيور، وحساب النسبة المخصصة للقصر على أساس منسوب مياه النيل في ذلك العام.
ونظام الأعداد الذي ابتكره المصريون القدماء كان نظامًا عشريًا.
وكان المصريون القدماء يعتقدون أن الإله توت (Thoth) هو الذي علمهم الحساب والكتابة . وتجد صوره على الأخص في كتاب الموتى، حيث يُصوروه واقفا عند الميزان يوم الحساب في العالم ألآخر، بالقلم ولوح الكتابة في يديه، يدون أعمال الموتى، ويقدم الحساب إلى أوزوريس.
ومما هو جدير بالذكر أن الكاتب المصري القديم كان يمسك بقلم الكتابة بإصبعين اثنين ويكتب عادة من اليمين إلى اليسار، وكان يبدأ كتابة رسالته قائلا “أكتب إليك بإصبعي الإثنين” .