حقيقة الأمر بالنظر الى القوى وقدرة وأستطاعة الدولة وتعريفها و أسسها وكيف أنها مدارس بين فكر القوى الشرقية التي تهدمت وانهارت بما يعرف بفترة البروسترويكا وبنشأة نظريات أقتصادية جديدة وتمدد الرأسمالية والأمبرالية وأنتهاء الفكر الأشتراكي والفكر الشيوعي وكيف لكل ما سبق من حلفاء يرفضون الأخر وفكره ويوصم بالعدو السياسي أو بالرجعية والتخلف وكانت حقبة من الحروب الفعلية والحروب الباردة والعناد الفكري وأنتهت المرحلة بمفاهيم أوجزها بأن قوة الدولة وأستطاعتها لها محاور وهي محور أقتصادي و سياسي (خارجي وداخلي) و الهدف الأستراتيجي والأرادة الوطنية والقدرة العسكرية والقدرة المعنوية والمحور الأشمل والأعم الكتلة الحرجة والحيوية للدولة متمثلة في الأرض كموقع ومساحة وطبوغرافيا والسكان كنسق أيجابى ومتعاون قادر على الأندماج مع أرادة وأستطاعة الدولة.
و قد أخذت الدول على تعميق محاور القوة وتنميتها وزيادة قدرتها على الفعل فأصبحت أدارة الثروات وتجييش الجيوش وكافة أنواع القوى متاحة لدولة من أجل تحقيق الأهداف والمصالح بمبدأ ثابت أنا أو نحن في مواجهة العدو وكان العدو دائما أية دولة أو دول أخرى غير نحن وعندما أتسع الخيال العلمي كانت أفلام هوليود تحتاط من فرضية قاطني الفضاء الخارجي وكانت مجموعة أفلام حرب الفضاء وكان الوضع القياسي أذا تساوت قوتان فينضم البعض لقوة على حساب الأخرى وعلى توقعات أو أختلاف موازين القوى كانت تسير مصالح الدول وأذا أنفردت قوة بقيادة العالم فأخذت سطوتها غايتها وتجمع الضعفاء وظهرت لفترة ما يسمى مجموعة عدم الأنحياز والحياة تسير ودائما وأبدا هناك عدو مادي ولم يفطن أحد أبدا ولو على أستحياء أن نصبح جميعا في خندق واحد تجاه عدو واحد علينا جميعا أن نتوحد ضد هذا العدو و نهزمه و يتمثل هنا بالمرض الناتج عن الأصابة بفيروس كورونا والذي حل بالعالم والدول أصبحت تتبادل المرتبة الأولى بالأصابة به فبدأ بالأنتشار وكثرت الأصابات بالصين وأنتشرت عالميا وأصاب الفيروس كافة الدول العظمى بل وظهر في أمريكا وتعددت الأصابات وفاقت وتخطت الصين والعالم حرفيا يرتجف لأنه لأول مرة في المفهوم العلمي جاهل تجاه المرض ولا يملك من محاور القوى بمفهوم المواجهة ما يمكنه من هزيمة الفيروس فالعالم أصبح أرنب السباق الذي أستفاق متأخرا محاولا أن يعوض ما فاته لأننا جميعا أنصرفنا عن ما خلقنا الله من أجله ألا وهو عبادته ورفع أسمه فنجد صحة البشرية وسلامتها في الكتب السماوية جمعاء وبالطبع رضا الخالق في تعاليم دينه وألتزامنا بها جميعا و استعدادا من علوم الطب النفسي نجدها أيضا تتمثل في أحترام الأخر والعيش معا في تعاون والقوي يساعد الضعيف والصغير يحترم الكبير وكل المعاني (النفس أنسانية) و كأنه أصبح أمر لنا ألهي بأعادة التفكير وتغيير عاداتنا وزيادة في التوحد والتعاون وتبادل المنفعة من أجل مواجهة عدو واحد هو المرض والوباء.
وعن محاور قوى دولة فنجدها مغايرة من دولة لأخرى ومتساوية في النهاية بين الجميع أذا تساوت القدرة الأقتصادية و حال وجود قانون وعدل الله وفقط أصبح الفرق هنا في ما يسمى عسكريا بمصطلح الجبهة الداخلية والذي كان يرتكز في الأساس على قدرة الدولة على تعزيز المجهود المدني لدعم المجهود القومي فهو الأساس الذي بني عليه المفهوم والذي يرتكز على تماسك وصمود المجتمع المدني أمام التهديدات التي تواجهها الدولة إضافة إلى مجهود المجتمع في دعم قدرات الدولة بهدف تحقيق الهدف الأستراتيجي و النصر على الأعداء وتأمين المقدرات الحيوية للدولة.
وهو مصطلح ليس جامدا بل متغيرا لمواجهة الخطر بطريقة تشكله و أصبحت الجبهة الداخلية هى محور النصر لأنها الكتلة الحرجة والتى تشمل الأرض والسكان حيث تشكل الأرض بما تتضمنه من موقع وتضاريس ومناخ وما تنعم به الطبيعة من موارد وكذا الشعب الذى يعيش على تلك الأرض حيث إن العامل البشرى يشكل العامل الرئيسى فى نمو هذه الدولة ومدى تطورها لأن التناغم الحياتي اليومي مع توجهات الدولة كتعاون مجتمعي من أجل تحقيق الهدف القومي.
نحن الأن في مصر يجب دائما أن نكون يد واحدة وجبهتنا الداخلية موحدة صامدة و قوية واثقة من أجراءات الدولة في مواجهة الفيروس (COVID-19) سبب المرض الوبائي الذي يجتاح العالم كورونا…..
بقلمي من #مجلةعشناوشفنا