طبعاً هذا المفهوم هو نتاج لفهم وتطبيق مبدأ عمق الميدان
ويعرف بالانكليزية ( Depth of Field ( DOF
ولهذا سأقوم بشرحه أولاً ثم ننتقل إلى علاقته بالعزل .
عمق الميدان بالتعريف هو المسافة بين النقطة الأقرب و النقطة الأبعد عن الكاميرا للجسم المراد تصويره ضمن مشهد
بحيث يكون أوضح ما يمكن و ضمن نطاق التركيز .
في الصورة التالية نجد أن المنطقة بين الخطين هي منطقة التركيز فقط أي أن الجسم المصوّر في هذه المنطقة أوضح ما يمكن
وخارج هذين الخطين تصبح الصورة غير حادة وغير واضحة المعالم تماماً
فإذا فرضنا وجود ثلاث أجسام مختلفة البعد عن الكاميرا كما في الصورة التالية نرى الفرق الناتج عن اختلاف عمق الميدان
ويتعلق عمق الميدان بثلاث معايير تتحكم به و تحدد خصائصه
المعيار الأول :
فتحة العدسة Aperture
فكلما زادت فتحة العدسة ( أي قل الرقم الدال عليها) كلما نقص عمق الميدان أي تصبح منطقة التركيز أضيق …
وعلى العكس من ذلك كلما صغرت فتحة العدسة ( أي زاد الرقم الدال عليها) كلما زاد عمق الميدان أي تصبح المنطقة الواقعة ضمن التركيز واسعة.
وفي المثالين التاليين نوضح تأثير فتحة العدسة على عمق الميدان مع تثبيت باقي الإعدادات
المعيار الثاني :
البعد البؤري للعدسة Focal Length ..
كلما زاد البعد البؤري للعدسة كلما قل عمق الميدان والعكس صحيح .. كلما قل البعد البؤري للعدسة كلما زاد عمق الميدان
وفي الأمثلة التالية نبين تأثير البعد البؤري (الزووم) على عمق الميدان مع تثبيت باقي الإعدادات
المعيار الثالث :
المسافة بين الكاميرا و الجسم المراد تصويره ..
كلما اقتربت الكاميرا من الجسم كلما قل عمق الميدان .. والعكس صحيح
كلما ابتعدت الكاميرا عن الجسم كلما زاد عمق الميدان
وفي الأمثلة التالية نلاحظ هذا التأثير مع ثبات باقي الإعدادات
ومما سبق نستنتج أن عمق الميدان (Depth of Field) هو بالتحديد حدود المنطقة المراد عزلها في إطار الصورة
لأن هذه المنطقة تكون ذات تركيز واضح بينما باقي أجزاء الصورة نجدها مغشّاة (أي ذات غشاوة) Blur .
كما نلاحظ الفرق بين الصورة الأولى والثانية من ناحية عزل الدمية عن الخلفية المشتّتة للنظر و المزعجة نوعاً ما
وهذا الفرق ينتج باستعمال التقنيات السابقة التي تعلمناها سوياً
والمثال التالي أيضاً يوضح كيف أن الصورة الأولى فيها التركيز على كل المرطبانات
بينما في الصورة الثانية نلاحظ التركيز فقط على المرطبان الثاني أما الباقي ففيها غباش وخارج التركيز
ومنه نستنتج فائدة هذه التقنية في جذب عين الناظر للعنصر المطلوب عن طريق التركيز عليه و جعل باقي الصورة ذات غباش متدرج.
وتجدر الإشارة هنا بعد تطبيق ما سبق إلى أنه للحصول على أفضل عزل للجسم عن الخلفية فيجب أن تكون المسافة بين الجسم و الخلفية المحيطة به كبيرة نسبياً ..
أي كلما زاد الفراغ بين الجسم و الخلفية كلما كان العزل أفضل.
إذاً يتلخص ما سبق في أن العزل هو عبارة عن تقنية تنتج بتطبيق أحد المعايير الثلاث السابقة أو كلاها مجتمعة
وليس كما يعتقد الكثيرين و خصوصاً في منطقة الخليج العربي بأن العزل يرتبط فقط بالعدسة 50mm 1.8 or 1.4
الرجاء تصحيح هذا المفهوم الخاطئ للعزل ولا نأخذ المعلومة بشكل عشوائي من باقي الأشخاص ممن يقول خذ هذه العدسة لأنها خاصة بالعزل ..
هذا الكلام خاطئ تماماً و دعونا نفهم التقنية قبل شراء العدسات لنعلم ما يناسبنا منها.
المعلومة الخاطئة الثانية عن هذه العدسة هي أني أسمع الكثيرين يدعونها بعدسة البورتريه .. وهذا الكلام غير دقيق
عدسة الـ 50mm هي عدسة تجعل الكاميرا تشاهد من خلالها كما تشاهد العين البشرية الأشياء من حولها من ناحية المقياس الحجمي للأشياء وهذا هو الوصف المناسب لها .. ويكتفى بتسميتها عدسة برايم
طبعاً أنا لا أنفي أنها تصلح للبورتريه ولكن أردت توضيح أنها ليست خاصة بالبورتريه فقط.
أرجو أن أكون قد وفقت في توصيل الفائدة للجميع وفي حال كان في كلامي ما يخالف رأي البعض فليتفضل وليشارك برأيه معنا .. شاكراً لكم حسن الاستماع .
السلام عليكم
مشكور وبارك الله فيك
شرح ممتع وشافي وكافي ووافي