أصبحت دبي أول مدينة في الشرق الأوسط تستضيف معرض “إكسبو” الدولي، بعدما فازت بتنظيمه في دورة «2020» في ختام دورات التصويت التي شارك فيها مندوبو المكتب الدولي للمعارض باجتماع عقد في باريس.
وتفوقت دبي في التصويت على ساو باولو البرازيلية ويكاترينبرغ الروسية وإزمير التركية، إذ حصلت على تأييد 117 من أصوات أعضاء المكتب الذين لهم حق التصويت البالغ عددهم 164 في جولة إعادة نهائية أمام يكاترينبرغ.
ماهو معرض «إكسبو»؟
تقام معارض «إكسبو الدولية» كل خمس سنوات، وتستمر لفترة أقصاها ستة أشهر، تستقطب خلالها ملايين الزوار، لاستكشاف الأجنحة والفعاليات الثقافية التي ينظمها مئات المشاركين، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والشركات.
ويعد معرض «إكسبو الدولي» أحد أكبر الفعاليات العالمية غير التجارية من حيث التأثير الاقتصادي والثقافي بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية.
قصة ميلاد «إكسبو»:
انطلقت الدورة الأولى من معرض «إكسبو» في لندن عام 1851 تحت عنوان «المعرض العظيم لمنتجات الصناعة من دول العالم» كأحد الفعاليات المتميزة التي ترمي إلى تعزيز العلاقات الدولية، والاحتفاء بالتنوع الثقافي، وتقدير الإبداعات التكنولوجية، وشهد المعرض آنذاك حضور ستة ملايين شخص، واستخدمت إيراداته في تمويل بناء متحف “فيكتوريا وألبرت”.
فيما أقيمت الدورة العالمية الأولى لـ«معرض إكسبو الدولي» في الولايات المتحدة الأميركية عام 1876، وعرض من خلاله أول جهاز هاتف، وأول آلة كاتبة تجارية، وأعلن عن إطلاق طماطم “هاينز”.
الإرث التاريخي لـ«إكسبو»:
يعد «برج إيفل» الشهير من أبرز عناصر الإرث التاريخي للمعرض، إذ شُيِّد ليكون بمثابة مدخل إلى «إكسبو 1889» الذي استضافته العاصمة الفرنسية باريس.
ونظمت باريس مرة أخرى «إكسبو 1900»، وكانت هذه الدورة طفرة في عالم المعارض، إذ شهدت حضور أكثر من 50 مليون شخص، وعرض من خلالها ابتكارات عدة منها السلالم الكهربائية، ومحركات الديزل، وعجلات الملاهي العملاقة، والأفلام الناطقة. كما اشتهر المعرض أيضاً بإطلاق الدورة الثانية للألعاب الأولمبية.
واحتضنت مدينة سانت لويس الأميركية «معرض إكسبو الدولي 1904»، والذي تميز بعرض أكواز المثلجات الصالحة للأكل، والتي كانت تُقدم حتى ذلك الحين باستخدام العبوات المعدنية أو الورقية.
فيما احتفل «معرض إكسبو الدولي 1915» في سان فرانسيسكو بافتتاح قناة بنما، وأتاح للمدينة فرصة التعافي من آثار الزلزال المدمّر الذي ضربها عام 1906.
واشتهر «معرض إكسبو الدولي 1958» في بلجيكا بنصب «الأتوميوم» الضخم المصنوع من الكريستال الصلب، والذي يعتبر في وقتنا الحالي أحد أهم معالم مدينة بروكسيل.
وكان «معرض إكسبو الدولي 1970» في مدينة أوساكا اليابانية نافذة لعرض النماذج الأولى للهواتف النقالة، غير أن محور الاهتمام الأبرز في تلك الدورة تمثل في عرض صخرة قمرية كبيرة في جناح الولايات المتحدة الأميركية أحضرها رواد فضاء مركبة «أبولو 12» إلى الأرض عام 1969.
وتناول «معرض إكسبو الدولي 1986» في مدينة فانكوفر الكندية موضوع النقل والمواصلات مسلطاً الضوء على نظام القطار الكهربائي، والقطار المعلّق، وقوارب الجندول، والتاكسي المائي.
وتم استخدام أسلاك اتصال بطول يقارب 2000 كيلومتر خلال بناء موقع «معرض إكسبو الدولي» في مدينة برزبن الأسترالية عام 1988، والذي استقطب نحو 16 مليون زائر.
الدورة الأخيرة.. والدورة القادمة من «إكسبو»:
واستضافت مدينة شنغهاي الصينية الدورة الأخيرة في عام 2010 تحت شعار «مدينة أفضل حياة أفضل» وزاره نحو 72 مليون شخص. وستحتضن مدينة ميلانو الإيطالية الدورة القادمة عام 2015 تحت عنوان «تغذية الكوكب، طاقة الحياة».
إكسبو 2020
إكسبو 2020 | |
---|---|
|
|
الاسم | إكسبو 2020 |
النوع | ” تواصل العقول وصنع المستقبل” |
المكان | دبي |
البلد | الإمارات العربية المتحدة |
تاريخ التأسيس | 2020 |
الموقع الرسمي | إكسبو 2020 |
إكسبو 2020 دبي ، بالإنجليزية (Expo 2020 Dubai)، هو معرض من معارض إكسبو الدولي، ستستضيفه إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الفترة من 20 أكتوبر 2020 إلى 10 إبريل 2021. وكان المكتب الدولي للمعارض، خلال انعقاد جمعيته العامة في باريس يوم 27 نوفمبر 2013، أعلن مدينة دبي فائزا بحق استضافة إكسبو 2020.
استضافة الحدث
تقام معارض اكسبو الدولية كل خمس سنوات وتستمر لفترة أقصاها 6 أشهر حيث تستقطب ملايين الزوار. على مدى تاريخ تنظيم معارض اكسبو الدولية لم يتم استضافتها من قبل في منطقة الشرق الأوسط و أفريقيا و جنوب شرق آسيا.
تحظى دولة الإمارات العربية المتحدة بالقدرات اللوجستية الكافية لاستضافة هذا الحدث الدولي, حيث يمكن لثلثي سكان العالم الوصول إلى دبي خلال مدة لا تتجاوز 8 ساعات بالطائرة مع العلم أن الإمارة استضافت نحو 9 ملايين زائر خلال العام الماضي وحده. كما سيتجاوز عدد الغرف الفندقية 80 ألف غرفة ستكون جاهزة لتقديم أفضل سبل الراحة للنزلاء خلال فترة انعقاد المعرض، ناهيك عما تتيحه الإمارة من إمكانية التواصل منقطعة النظير، والخدمات اللوجستية رفيعة المستوى، والبنية التحتية ذات الطراز العالمي, والتي تعد في مجملها الأساس الراسخ الذي يرتكز عليه ملف الاستضافة.[1]
التصويت
تفوقت دبي في التصويت على ساو باولو البرازيلية ويكاترينبرغ الروسية وإزمير التركية، إذ حصلت على تأييد 116 من أصوات أعضاء المكتب الذين لهم حق التصويت البالغ عددهم 164 في جولة إعادة نهائية أمام يكاترينبرغ.
شعار إكسبو دبي 2020
اختارت دولة الإمارات العربية المتحدة شعار ” تواصل العقول .. وصنع المستقبل” عنوانا لحملة استضافة “معرض اكسبو الدولي 2020” في دبي.[2]
مفهوم المعرض
تتمتع دبي بتاريخ حافلة في مجال التواصل والأفكار الرائدة الجديدة، وهو ما ستكرسه من خلال معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي، والذي تشير التوقعات إلى استقطابه نحو 25 مليون زائر يتوافد 70% منهم من خارج الدولة، مما يجعله الحدث الأكثر عالميةً في تاريخ معارض “إكسبو”.[3]
يشكل المعرض منصة استثنائية تتيح للمجتمع العالمي التعاون معاً لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة للمواضيع الفرعية الثلاثة التي تم تحديدها كعوامل رئيسة للتنمية العالمية:[4]
- الاستدامة
مصادر دائمة للطاقة والمياه: في عالم اليوم الذي تتسارع فيه خطى النمو، تتزايد أهمية الابتكارات المميزة في مجال إنتاج وتزويد واستهلاك مصادر الطاقة والمياه النظيفة.[5]
وتتلخص الأهداف الرئيسية للدول المتقدمة والنامية في تحسين فرص الحصول على هذه المصادر الطبيعية الثمينة عبر اتباع أساليب الترشيد المسؤولة والإدارة السليمة والفاعلة، فضلاً عن اعتماد ثقافة الاستدامة.
- التنقل
أنظمة جديدة للنقل والخدمات اللوجستية: تعتبر أنظمة النقل والخدمات اللوجستية المتطورة شريان الحياة الذي يربط الناس والسلع والخدمات في جميع أنحاء العالم؛ وهي تتمتع بتأثير كبير على المدن، وأنماط السفرـ وأساليب شحن السلع، ومدى فعالية إيصال المساعدات الإنسانية.[6]
وفي الوقت الذي تواصل فيه الأسواق العالمية مسيرة نموها وتفاعلها، تبدو الحاجة ملحة إلى مصادر جديدة للابتكار بغية إيجاد حلول أكثر تكاملاً.
- الفرص
سبل جديدة لتحقيق النمو الاقتصادي: في أعقاب الأزمة المالية العالمية ومع انضمام المزيد من الدول الناشئة إلى الاقتصاد العالمي، تبدو الحاجة ملحةً إلى نماذج عالمية جديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والاستقرار المالي. سيشكل معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي منصة مميزة لتكريس نماذج جديدة لتدفق المقدرات المالية والفكرية الكفيلة بتعزيز روح ريادة الأعمال والابتكار. كما سيركز على اكتشاف سبل الترابط وتحديد الشراكات المحتملة مما يؤدي في نهاية المطاف إلى إنتاج إرث من الابتكارات الجديدة.
موقع المعرض
سيقام “معرض إكسبو دبي الدولي 2020” على مساحة 438 هكتار في “مركز دبي التجاري – جبل علي” في الطرف الجنوبي الغربي لإمارة دبي.[7]
يتميز مكان المعرض بموقعه الاستراتيجي على مسافة واحدة بين مدينتي أبوظبي ودبي، وقربه من مطار آل مكتوم الدولي الجديد، وميناء جبل علي الذي يعد ثالث أكثر الموانئ نشاطاً في العالم. كما يتمتع موقع المعرض بمزايا لوجستية واضحة بالنسبة للعارضين الذين سيقومون بجلب المواد وبناء الأجنحة، أو بالنسبة للزوار من حيث سهولة معرفة الموقع والوصول إليه.
تم اختيار وتصميم موقع معرض «إكسبو دبي الدولي 2020» ليضمن أكبر فائدة عملية ممكنة للزوار والمشاركين في الحدث. وسيقام المعرض في «دبي العالمية» (Dubai World Central)، وهي منطقة حرة تقع في قلب أحدث مراكز الأعمال في دبي. ويبعد الموقع مسافة متساوية من أكبر مطارين في الإمارات العربية المتحدة، وبالقرب من ميناء جبل علي، ما يساهم بشكل كبير في سهولة الوصول والعمليات. وسيقوم المعرض الدولي للمرة الأولى منذ قيامه بترجمة شعاراته وقيمه إلى واقع ملموس، ما يساهم في إحياء الرسالة التثقيفية لمعرض «إكسبو». وتعد «قاعات ومختبرات الإبتكار»، بالإضافة إلى «الوصل بلازا»، من أبرز المعالم التي طورها «إكسبو دبي الدولي 2020» في هذا المجال. وسيضمن الشكل الدائري لخريطة الموقع والتوزيع المنسق لقاعات وأجنحة العرض حول مركز الموقع، والذي تم تصميمه بوحي من شكل السوق التراثي العربي، رؤية جلية لجميع قاعات العرض. ويحتل مفهوم الإستدامة صدارة الأولويات، حيث وضعت أهداف طموحة لتطبيقاته،تشمل توليد 50 بالمئة من الطاقة التي يحتاجها المعرض في الموقع نفسه ومن مصادر قابلة للتجديد وبطريقة لا ينتج عنها أية انبعاثات للكربون.[8]
كتاب “تواصل العقول وصنع المستقبل”
من وحي الملف الإماراتي لاستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي، تنظم بعض الأصوات الأكثر الهاما في العالم من كتاب وقادة فكر ومبدعين، لتقديم مقالات ومقابلات محفزة للتفكير تهدف إلى استكشاف ومناقشة بعض أهم القضايا والأكثرها الحاحا في عالمنا اليوم والمرتبطة بمواضيع الملف الإماراتي الرئيسية الثلاث وهي الاستدامة والتنقل والفرص.[9]
وقد صدر الكتاب بمبادرة ودعم من الملف الإماراتي لاستضافة معرض “إكسبو الدولي 2020” في دبي، حيث يرى هذا الكتاب كيف ان العلماء وقادة المجتمع وحملة جائزة نوبل والرؤساء التنفيذيين ورؤساء الدول السابقين والرواد يتشاركون الرؤية التي من شأنها أن تساعد في تشكيل العالم وأجيال المستقبل في السنوات القادمة.
كما تم اصدار نسخ صوتية لمقالات مختارة من هذا الكتاب لتكن أحد المحتويات الأساسية لنظام المعلومات والاتصالات والترفيه الجوي.
معرض للذاكرة
تسبق استضافة هذا الحدث احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة باليوبيل الذهبي في عام 2021. ورغم أن نصف قرن هي فترة غير طويلة في حياة الإنسان, غير أن هذه الفترة كانت كفيلة بجعل الإمارات واحدة من أكثر دول العالم شباباً إلى جانب كونها من البلدان الفتية سكانياً، إذ أن أكثر من 50% من سكانها ما زالوا دون سن العشرين.