الباحث العلامة عفيف البهنسي مع أمل محاسن.
أصالة الجامع الأ موي في دراسات الدكتور البهنسي
أمل محاسن
قدم الدكتور عفيف البهنسي دراسات موسعة في العمارة الإسلامية في الوطن العربي, وقام بإصدار كتاب ضخم عن الجامع الأموي الكبير بدمشق ترجم إلى الفرنسية والإنكليزية.
وفي هذا الكتاب يحقق الدكتور البهنسي في هوية الجامع ويثبت أصالته المعمارية في نطاق بحث علمي ونقد مرفق ببعض الآراء والفرضيات التي قدمها بعض العلماء.
أنشئ معبد جوبتير في دمشق في عهد الأسرة السورية التي حكمت روما وعلى رأسها سبتيموس سيفيروس وابنه كاراكالا, ولعل المعبد أنجز في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي على الطريقة السورية, كما هو الأمر في معبد بل في تدمر ومعبد زوث في حصن سليمان. وكان المعبد مؤلفاً من الهيكل NAOS ويحوي تمثال جوبتير وخزنة الرب وهذا البناء مستطيل يتجه من الشرق إلى الغرب أبعاده 30×60 م ويحيط الهيكل التيمنوس وهو حرم محاط بجدران أبعاده 156×96 م وله أربعة أبواب متقابلة.
ويحيط هذا الحرم البيريبول وأبعاده 380×310 م تقريباً محاط بجدران وتحوي من الداخل محلات تجارية تشكل سوقاً ثم أضيف لجزء منه من الخارج سوق آخر.
في عهد الإمبراطور تيودوس عام 379 م استعمل الهيكل كنيسة رغم تهدمه جزئياً وكذلك الجدران والأعمدة المحيطة للحرمين. وكان ذلك إثر زلزال عام 602 م.
يؤكد كريزويل في كتابه المرجعي هذا الواقع ويؤكد أن بناء الحرم كان إسلامياً ولم يكن كنيسة كما افترض دوسو.
بعد الفتح الإسلامي صلى خالد بن الوليد والصحابة والمسلمين في ركن متهدم من المعبد يقع في الجنوب الشرقي من التيمينوس. ولقد شاهد الرحالة أركولف بعد ثلاثين سنة من تاريخ الفتح مصلى المسلمين بعيداً عن الهيكل وقد أصبح كنيسة ».
ويرى كريزويل أنه ليس من مصدر تاريخي أو أثري يعارض هذا الرأي ولم يتحدث أي مؤرخ عن كنيسة كبيرة مشابهة للحرم الإسلامي القائم حالياً في هذا الموقع.
معبد جوبيتر يماثل في عمارته معبد زوث حصن سليمان ويؤكد العالم الألماني كلينغل التشابه القوي بين هذا المعبد الواضح المعالم وبين معبد جوبيتر. ويبدو هذا المعبد (كما في الصورة) هيكلاً محاطاً بأسوار التيمينوس ذات الأبواب الأربعة, دون أن تتضمن أبراجاً في زواياها الأربعة أو أروقة مقامة داخل الأسوار.
: لقد بنى الوليد الحرم كله والقبّة والأروقة المحيطة بالصحن وأنشأ الصوامع الأربعة, واستعمل لذلك حجارة وأعمدة الهيكل والبيريبول, ولم يبقَ من آثار جدران المعبد إلا قسم في الجهة القبلية مع البوابة التي أصبحت مكاناً للمحراب.
وأضاف المشاهد (الصالات) الأربعة على مستوى الصوامع, وأفرغ الصحن من آثار الهيكل, وكسى الجدران بالرخام والفسيفساء.
وكانت الصوامع الخالية من المنارة إلا من شرافات تحيط ممر المؤذن أساساً في بناء المآذن في القيروان وقرطبة وغيرها هذه المساجد الأولى التي استعملت في عمارتها أنقاض منشآت سابقة.
• يقوم المخطط على تقسيم المسجد إلى بيت الصلاة وإلى فناء مفتوح، لقد استبقى الوليد الجزء السفلي من جدار القبلة وأعاد الجدران الخارجية والأبواب ، وأنشأ حرم المسجد مسقوفاً مع القبة، وأنشأ أروقة تحيط صحن الجامع وأقام في أركان الجامع الأربعة صومعة ضخمة.