المتألقة #هيام _علي _بدر ..
ابنة جبل صافون ..إبداعها ينطق الحجارة..بأبجدية الجمال والمحبة والسلام..
– بقلم المصور : فريد ظفور..
– من أين يبدأ حديث الفن في قفص الإبداع..من عبور الضوء في حقل النرجس والياسمين الشامي..ومن إضطلاع المهر بالأخصاب..أم من فنها الملون في خصر الجبل الأقرع..مطرٌ لمجدها ..هادئة كالبحر ..مبتسمة كقنديل الملاك..لا تقذف الحجارة..لا ترمي إلى العصفور قبلتها الفنية من الشباك..في الشعر متسع ليومك ..فابتدئي ..من أي قافلة مبدعة محاربة ..ومن أي المطالع ..من أيما إمرأة تلم الشعر في عينيها الملونتين..والحجر رقصها بالعصا في أي عرس فني..فالشعر الفني قنبلة تشق القلب بالوجع الكبير..فأي أغنية ستحتمل إشتعالك في إنطفائك..فأي القصائد البصرية سوف تجمع كل فرح وحزن في وعائك الإبداعي..أي المراكب سوف تحتمل إتحادك الحمامة..وأي حنجرة ستنشد أغنية الحياة ومطلع الزيتون فينا..من دعاءك..أنت القصائد والحجارة واللغات الأوغاريتية فكل الأرض تنضح من إنائك المعرفي الفني..وستظل في الدنيا تغني..في كل أرض لها بيارق لهفة..وحداء لحن..تسقي شجيرات الحياة بماء أشواقها .وسواها يجني..هي أول العشاق رغم مشاغلها..تصحو على وقع النوارس والعنادل ..تحتمي بقلاع لأوردتها وحصنها..وهي آخر العشاق وليست تعد من سقط المتاع الفني كآخرين..وليست منقوشة مثلهن..هي ابنة جبل القوافي تحتفي كل الدنى بجمال فنها ..فهي أكثر العشاق إبحاراً بلا سفن….
- عاملان عظيمان من عوامل التحضر والحضارة ولمعان الفكر والوعي والإبداع..البحر والحجر..فيحثما وجدا ..كان لأبنائهما ما يعطيانه من تلك العوامل المميزة..هنا يبحر بنا الحديث عن البحر وعن جبل صافون..وعن الفنانة هيام علي بدر ..التي تخلت عن عمل المواضيع واللوحات التقليدية المألوفة في الساحة الفنية السورية والعربية…وإتجهت إلى التجريد..وإلى الأشكال الفنية العصرية..والعلاقات اللونية والشكلية المعبرة والتكوينات الفنية المبتكرة..والتي تقدمها عبر حجارة صافون بتناغم لوني منسجم بين العناصر التي تشكل اللوحة ..والتي تهتم بتأليف لوحة الحجارة الفنية وتناسقها أكثر من إهتمامها بالمحاكات والتقليد..وتضيف إضافات شخصية جعلتها مميزة ولها بصمتها وخصوصيها وشاعريتها والتي أغنت تجربتها بالأشكال الجميلة المعبرة عن سنوات الحرب التي عاشتها سورية ..مقدمة رؤية فنية شخصية أصيلة..جاءت من معين فني خصيب ومن سلالة فنية وثقافية عايشته في منزلها وبين أسرتها .ولا سيما والدها الخطاط والفنان التشكيلي وكذلك شقيقة مبتكر أخد الخطوط ..علاوة عن الفنان العالمي المبدع جبل صافون الفنان نزار علي بدر..الذي تتلمذت على يديه وشربت لبن فن الحجارة من معينه ..لذلك إكتشفت الفنانة هيام علي بدر أهمية الصيغ الجمالية والفنية المجردة في تشكيل اللوحة من الحجارة الملونة والصغيرة والكبيرة..وأيضاً أهمية إعادة تأليف اللوحة على أساس توزيعها لمسافات مكانية ضوئية بصرية ملونة غنية بتدرجاتها وبالقيم الفنية والتعابير الإنسانية.. والتوزيع المتناسق للون والشكل ضمن نظام لوني والعلاقات بين الأشكال الهندسية والعضوية والملمسية التي إنسجمت وتألفت في العمل الفني المنجز..فلقد إنتقلت الفنانة هيام علي بدر ..إلى التجريد بعد أن إستنفذت كافة الأشكال الفنية التقليدية..وبعد دراسة تحليلية والتعمق في عناصرها وأساليبها .وقد أعطت اللغة البصرية اللونية التي تتوافق مع موضوعاتها وقد برزت في البداية الخطوات الممهدة لهذه الخطوة في مرحلة التعرف على فن الحجارة من شقيقها الفنان نزار علي بدر..وهذه المقدمة التي كانت ضرورية لهذا الإتجاه الجديد من الفن وبذلك نستطيع القول بأن النتيجة طبيعية وتتلاقى مع ما سبقها من خطوات وقد أعطت الألوان المتناغمة للحجارة وقدمت الأشكال الحيوية الطبيعية والتي قدمتها في أعمالها في المناظر والوجوه والموضوعات الإنسانية وغيرها من المواضيع..وقد إستفادت من كل خبراتها الماضية من الأشكال والحجارة والحصى والألوان التي تألفت والتي جمعتها بين ماهو مخزون ومع ماهو مكتشف ومكتسب ..وهكذا عادت إلى عنصري اللوحة الأساسيبين لتقدم التكوينات التي أصبحت لها قدراتها على تقديم الحجارة من الطبيعة عن طريق التجريد ومفاهيمه..وبذلك قادها البحث والتنقيب المتعمق في التجريد والطبيعة على شاطيء البحر المتوسط في اللاذقية إلى إكتشاف العديد من الحلول الممكنة للوحة فنية حجرية ملونة متناغمة لها جذورها في الطبيعة والواقع..ولها تشكيلاتها الحديثة التي تحررت من قيد المحاكاة للمرئيات إلى عالم التأليف الحر المبدع الذي ساعدها على إغناء تجربتها الفنية الحجرية وهكذا إكتشفت أن من الممكن للفنان أن يعتمد على العلاقات المموسقه وحدها المستقاة من أصوات النوارس وأمواج البحر..لتقديمها لوحة فنية مميزة..وكان للتجريد أهميته البالغة في الوصول إلى لوحة هي شكل وتكوين ولون..وهي تعتبر بحق تجربة هامة..من أجل التناغم الموسيقي للألوان والتفاعل بين الحجارة واللون بأطيافه وبتدرجاته الأحادية..
- لوحات المتألقة هيام علي بدر ..حملت في جوانبها نكهة الشرق وسحره..وتحمل في أعماقها عوالم مختلفة عن عالمنا ..لقد أرادت أن تحقق في فنها معادلة تتمثل في المأساة الداخلية التي تشعر بها والمأساة الخارجية في حياة الفقراء وبخاصة الأطفال والمهجرين..ولو أن الحزن الذي في أعماقها.. لو قدر له أن يخرج إلى الضوء لأظلم هذا العالم..فقد تمثلت لوحاتها بأنها تحولاً جوهرياً في المضمون والإسلوب التعبيري والتجريدي..فلقد أصبح للحركة الفنية التشكيلية والنحتية الأنثوية تاريخ له رواده..الذين قدموا للإنسانية أعمالاً جيدة ساهمت في تعميق أسس الفن التشكيلي وبلورة هويته السورية والعربية..وتعتبر الفنانة هيام علي بدر .. علامة هامة في تاريخ الحضارة الفنية الحجرية الأنثوية السورية..فقد كان إسلوبها في العمل مدرسة إستفاد منها العديد من الفنانات فهي معلمة في الألوان والحجارة والحصى والنسب والمؤثرات البصرية والتكوينات الحجرية في حدود سامية من مفاهيم علم الجمال..وقد عرضت أعمالها في الكثير من المعارض وعبر الشبكة العنكبوتية ومن خلال مواقع التواصل الإجتماعية كالفيس بوك وأنستغرام والواتس آب وغيرها..ولذلك تعرف على أعمالها جمهور واسع عربي وأجنبي من عشاق الفن ومن النقاد والصحفيين..وكانت بحق وجه حضاري سوري أوغاريتي مشرق..فقد كانت لغة التكوين والتشكيل ولغة التصوير أحب الصيغ التقنية التشكيلية إلى قلبها لأنها تعطيها فرصة أكبر للتعبير عن مشاعرها الإنسانية وأحاسيسها تجاه نفسها وتجاه محيطها الذي تعيش فيه..فهي تعشق اللون وتعيش وتتعامل معه ومع حجارته المنتقاة بحب وعشق كبير وكأنها تتعامل مع الموسيقى ..فتقدم لنا إنسجام لونياً أو هارموني حجري..عميق الفكر غني الألوان ببصمة أنثوية خاصة..فهي بحق لها بصمة فنية ستصبح مدرسة كاملة في فن الحجارة والتربية والتعليم والثقافة عند الأجيال القادمة..ولوحاتها وتكويناتها الفنية تعبر بلوحاتها نحو إيجاد صيغة لفن عربي معاصر يلتزم التراث والفلكلور والعادات والتقاليد ومعاناة الفقراء والأطفال ..بحيث وظفت الحجارة والحصاة بلغة بصري إبداعية جديدة ..عميقة بمفاهيمة الفكرية والتكنيكية والتكوينية التشكيلية..فهي تخلق تكوينات جمالية لامتناهية من الحجارة وتعكس فيه روحا معاصرة للفن..
- وندلف أخيراً للوصول إلى المحطة الأخيرة من خلال الإستعراض السريع لبعض جوانب مسيرة وأعمال الفنانة هيام علي بدر ..بحيث أصبح لفن الحجارة مكانة عالمية جعلت له قيمة فنية من خلال إنتشاره في شتى أصقاع المعمورة..وأضحت أعمالها تفاحة حجرية تداعب حلم الحرية والطفولة..وحري بنا كاإعلاميين وصحفيين ونقاد وكل المهتمين بالشأن الثقافي البصري بأن نسلط الضوء ونكرم هيام علي بدر ..فنانة الحجر إبنة جبل صافون الأبية التي رسمت بأبجدية الحجارة عوالم من الجمال سيبقى منارة فخر وإعتزاز للأجيال القادمة..وسيظل لابنة جبل صافون ..إبداعها الذي ينطق الحجارة..بأبجدية الجمال والمحبة والسلام..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنانة هيام علي بدر ــــــــــــــــــــ
أتقدم باالشكر والامتنان للصديق الشاعر ابو فادي اشريفه بمناسبة إهدائه هذه القصيدة المستوحاة من أعمالي الفنية
الحجر يتحدث إن صاغته يداك
يرفرف كعصفور
يحمل احلامنا
لنهبط بسلام
على مرافئ راحتيك
تخلقين روحا تعانق أرواحنا
وتزهو طربا
حين تعانقنا عيناك
الحجر غدا روحا
ينطق ما تنطق به شفتاك
يا من تكلل الجمال بتاجها
وسرقت الشمس من ظفائرك
أنوارها لتنام على كتفيك
تبحث عن سجادة صلاة
طقوسها انت ونجديك
ففينوس انت
وعشتار انت
وانت هال قهوة
مسكنها رفيف شفتيك
يا أنثى أبدع الرب برسمها
وانبت الربيع بممشى قدميك
فدرر البحر بمحارك
وأمواجه تتراقص فوق ساعديك
فتفنني واتقني وابدعي
جمال روحي يبحث عن رضاك
بدر تكنى بحسنك
والجمال ما خلق لسواك
فخريفي يبدو ربيعا بطلتك
وربيعك ازليا بحسنك مولاتي
٣٠/١٠/٢٠١٩
شاعر الياسمين
متابعة ·
شكرا للعراق الشقيق. شكرا مجلة الآداب والفنون والقائمين عليها .
الشكر الأكبر للصديق العزيز الأستاذ علي جابر ( علي البنفسج )
سيدة الحجر .. الفنانة هيام علي بدر .
تقرير علي جابر البنفسج.
فنانة إستثنائية ترسم وجوه السعادة على الحجر وتمنحه الحياة وتحيله
من جماد ساكن إلى روح ناطقة وكأنها تبث فيه روح معجزة وتجعل منه كائن يلامس الحياة ويجذب له كل من يشاهده . نعم انها فنانة حجر الصافون البحري التي إستطاعت أن تطوع وتروض هذا الحجر الأصم وتنطقه عبر لوحاتها وأعمالها الفنية التي تكاد تتفرد بها وهي تصف الحجرات جنب بعضها بطريقة وإمكانية تعجزية لتصنع منها حياة متحركة وشخوص تستشعر من خلالها مراحل الحرب والحب والسلام والجمال التي مرت ببلدها سوريا .
والحديث عن الفنانة هيام قد لاتكفيها هذه السطور ولاتمنحها أحقيتها ببعض الكلمات فهي احد عمالقة هذا الفن ورائدة من رواده إلى جانب أخيها صاحب المنجز الأول والأشهر على الصعيد العالمي وهو الفنان النحات نزار علي بدر .
ولاشك ان ضيفتنا أخذت وتعلمت وتتلمذت على يد المبدع نزار البدر .
ومن هذا المنبر ومن خلال مجلتنا ندعو الجهات المعنية والمختصة بصرورة دعم وتوفير ابسط سبل الابداع لهذا الفن الراقي .
كمان ندعو وزارة الثقافة العراقية والسيد وزير الثقافة بضرورة فتح المجال لهذا الفن ودعمه هنا بالعراق من خلال إشراك رواده ومبدعيه بالمشاركة بالمعارض والمهرجانات العراقية ليكون لدينا نواة للمستقبل .
تحية وتقدير لهذه الفنانة التي أبدعت ومازالت تبدع وهي تجمع الحجر من وديان ومنابع الحجر البعيدة عن سكنا لكنها تصر على إنها صاحبة رسالة ويجب أن توصل رسالتها لابعد مايكون من العالم .
متابعة ·
أفرح عندما تكون أعمالي ملهمة للشعراء
الشاعر الفرنسي الكبير Pirer Marsel Montmory ألف شكر تتويجك عملي بقصيدتك الرائعة .
· بالقرب من اللاذقية، محافظة اللاذقيةتم تعديله
متابعة ·
أنا مش كافر بس المرض كافر
أنا مش كافر بس الفقر كافر والذل كافر
أنا مش كافر لكن شو بعملِك إذا اجتمعوا فيي كل الإشيا الكافرين……
………….. ويستمر الفساد ………….
من أعمالي بحجارة صافون