مرت خمس سنوات و لم اصور صورة واحدة…
خمس سنوات لامني فيها كثيرون و عاب علي فيها أكثر أني لم أقدم عملا فنيا واحدا بينما أنشر عن الفوتوغراف و اتكلم فيه و انقد و اترجم و يسألني حتى المقربون لم تستمر فأجيب ببساطة …
لأني أحب التصوير و احب المصورين
خمس سنوات لم يسألني إلا القلة، لم توقفت…
توقفت لأني ككثير من الشباب فقدت عملي في سنوات الحرب وانا معيل لأسرة و حشرت في أضيق الزوايا كغيري، عملت في أعمال لم اكن أتخيل يوما أني قادر على تحمل شظفها و مرها، عشت ألما و اكتئابا و لم يعلم أحد ما قاسيت ، خمس سنوات رأيت فيها كل ما جنيته يذهب أدراج الرياح.
نعم لم أعد أصور لأني بكل بساطة بعت كل عدساتي و كاميراتي التي جمعتها قطعة قطعة كي اسدد فواتيري و أضع طعاما على طاولة إفطار بناتي، أجل بعت حلمي قطعة قطعة لأطعم من هم قطعة مني و حتى الآن لم أصور و لا أظنني بعد قادرا أن أصور فأنا ككل أب أفاضل بين أن أبتاع قطعة أبني فيها حلمي و بين قسط مدرسي أؤمن فيه مستقبل ابنتي و حياتهما … أفاضل بين ان أفرح نفسي و بين أن أسدد ديني لمن وقف بجانبي يوم محنتي و ما تزال المحن مستمرة و مازلت أفاضل على حساب حلمي…
لماذا أتعب نفسي و أجاهد في سبيل فن لا أمتلك من أدواته حتى ابسطها …
لأني بكل بساطة احب التصوير و المصورين فإن كنت لا أستطيع عيش حلمي فلم لا أساعد من يستطيع عيش حلمه، إن كنت لا أملك أدوات فني فأنا أملك ما تيسر لي من معارفه وعندما أنشر ما أعرف بين المصورين أعيش حلمي فيهم و في نجاحهم فكل صورة تنجح تجعل قلبي يفرح.
لم يعد يعنيني سؤال الناس و لم تعد تعنيني كلماتهم و لومهم فلن يؤلمني شيء بعد اللذي مر.
إنما أتمنى أن أكون جزءا حقيقيا من تحقيق حلم كل مصور بما أستطيع تقديمه من خبرة و علم حزتهما على تواضعهما، راض به لأنه ينبع من أعماق قلبي الى من أحب.