عبد الله الفيصل بن عبد العزيز آل سعود (1922 – 2007)[1]. هو الأمير والشاعر والابن البكر للملك فيصل بن عبد العزيز، ووالدته هي الأميرة سلطانة بنت أحمد بن محمد السديري.
بدأ العمل الحكومي رسمياً في أواخر الأربعينات الميلادية من القرن الماضي، عندما عيّنه الملك عبد العزيز وكيلاً لنائبه في الحجاز، حيث كان ينوب عنه في إدارة مجلس الوكلاء، وكان حريصاً على مشاركة والده في اهتمامه بمكة المكرمة ومشروعات الحرمين الشريفين، وفي عام 1950، تم تعيينه وزيراً للداخلية والتي جمع معها وزارة الصحة، تفرّغ بعدها للداخلية، وفيما بعد للأعمال الحرة والقراءة والاطلاع، رافق والده الملك فيصل في العديد من المؤتمرات، ومنها مؤتمر إنشاء الأمم المتحدة عام 1945 في الولايات المتحدة. وفي المجال الشعري برع الأمير عبد الله الفيصل في نظم القصيدة، واعتُبر واحداً من فرسانها. تم تكريم الأمير في العديد من المحافل السعودية والإقليمية والدولية.
كان للأمير دور بارز في النهوض بالحركة الرياضية في السعودية بدءاً من عام 1952، والذي شهد إقامة أول دوري رسمي منظم لكرة القدم في المملكة، على كأسه في المنطقة الغربية، وساهم في عام 1954 بتأسيس الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم للإشراف على تنظيم المباريات تحت مسمى اللجنة العليا لاتحاد كرة القدم، وفي العام الذي تلاه، أنشأ صندوق للاعبين، وبفضل جهوده في عام 1955 تم اعتماد بلاده رسمياً كعضو أساسي في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، وتم قبول المملكة عضواً رسمياً عام 1956. كما عمل على اعتماد ثلاث بطولات لكرة القدم السعودية، أبرزها كأس الملك وكأس ولي العهد.[2]
التحق عبد الله الفيصل بإحدى المدارس الابتدائية في مكة المكرمة، وكان التعليم آنذاك في طوره الأول، فحصل على الشهادة الابتدائية التي كانت من أعلى الشهادات آنذاك في المملكة، ولكنه لم يكتف بشهادته المتواضعة فانكب على التحصيل والمطالعة، وكان ميله إلى الشعر واضحاً، وكان يقرأ في الأدب والتاريخ والسياسة، ولكن الشعر كان أحب الفنون إلى نفسه، وقد قرأ للعديد من الشعراء من امثال طرفة بن العبد والنابغة الذبياني وامرؤ القيس وعنترة وعمر بن أبي ربيعة والمتنبي وإبراهيم ناجي وأحمد شوقي وعلي محمود طه وبدوي الجبل وعمر أبو ريشة. يجهل الكثيرون أن الأمير الشاعر قد كتب الشعر الشعبي، فهو الذي ولد وعاش في بلاد الجزيرة، في محيط كبير أكثر شعرائه ينظمون الشعر الشعبي الدارج، وقد كان رائعاً ومتميزاً في هذا الجانب. كما حصل عالدكتوراه الفخرية من جامعة رالي بولاية كارولاينا الجنوبية بالولايات المتحدة عام 2001 ميلادي – [3]
أعماله
تولى في عهد جده الملك عبد العزيز آل سعود المناصب التالية:
- مساعد نائب الملك (والده الأمير فيصل) على الحجاز.
- وزير الصحة
- وزير الداخلية.
بعد ذلك تفرغ لأعمالة الخاصة (التجارية) منذ عهد والده حيث أسس مجموعة الفيصلية التي تعمل في عدة مجالات. وهو أيضا شاعر كبير من شعراء الأغنية العربية (الفصحى والنبطي) حيث تغنى بقصائده العديد من نجوم الغناء العربي والشعبي مثل:
وغيرهم من نجوم الغناء العربي.
لهُ دواوين مطبوعة وهي:
- (وحي الحرمان) صدر عام 1953م/1373هـ (قصائد فصحى) الطبعة الأولى
- (حديث قلب) صدر عام 1980م/1400هـ (قصائد فصحى) ترجم إلى الإنجليزية والفرنسية والروسية
- (مشاعري) صدر عام 1985م/1405هـ (قصائد شعبية نبطية)
وله أيضاً ديوان وحي الحروف، وديوان خريف العمر. كان شغوفا بكل أمسيات الشعر الموسمية وكان صالونه – – عامرا بالجلسات الشعرية والأدبية وكان مضيافا لعمالقة الفن والشعر. كان يحب أم كلثوم لما يحوي صوتها من شجن. كما كان مغرم بعبد الحليم حافظ. وقد أهداهما عدة قصائد قامو بغنائها ونجحت نجاحا منقطع النظير [4])
دراسات عن شعره
اهتم بالكتابة عن شعر الأمير عبد الله الفيصل الكثير من الباحثين والنقاد سواء أكانت كتابات في صحف ودوريات سيارة أو دراسات متخصصة في رسائل جامعية، ولعل أبرز من كتبوا عنه الدكتور طه حسين، والدكتور أحمد كمال ذكي، والدكتور حسن الهويمل والدكتور سعد ظلام والدكتور صابر عبد الدايم.
أما أبرز الرسائل الجامعية التي اهتمت بشعره فهي:
- رسالة الماجستير للباحثة منيرة العجلان وكانت بعنوان (عبد الله الفيصل حياته وشعره) وكانت في جامعة السوربون
- رسالة الدكتوراة للباحث الشاعرعزت محمود علي الدين وكانت بعنوان (ظاهرة الاغتراب في شعر إبراهيم ناجي وعبد الله الفيصل ـ عرض وتفسير وموازنة) وكانت في كلية اللغة العربية بـجامعة الأزهر في القاهرة
- رسالة ماجستير للباحثة حورية العتيبي، وكانت في كلية الآداب للبنات في الدمام.
كما قام المنشد الشيخ مشاري العفاسي بأخذ قصيدة (إلى الله) ولحنها وأنشدها وخرجت ضمن ألبوم ذكريات 2008
الاثر الرياضي في السعودية والعالم العربي
عمل عبدالله الفيصل على تأسيس الرياضة السعودية عامه والأهلي خاصه، فكان من الذين ساندو الرياضة السعودية في أوائل ولادتها ويعد داعم رئيسي للنادي الاهلي السعودي وداعمه الأول وهو أحب الاندية اليه كما ذكر في أحد اللقاءات التلفزيونية، أيضا لا ننسى دعمه للنادي الاهلي المصري في التنازل عن نصيبه في عدة شركات لصالح النادي لينشئ لـ النادي الاهلي قاعة حديثة مغطاه وسميت بوابة دخولها باسم الأمير الراحل تكريماً له.
تبنى الاهتمام بالأهلي السعودي بعد استقالته من وزارة الداخلية عام 1960 ولا ننسى دوره الاجتماعي للنهوض بكرة القدم السعودية. فقد كان يتجول بسيارته في أحياء مدينة جدة و مكةالمكرمة لمشاهدة كرة القدم بالحواري وتشجيع المواهب بها ولا يبخل بالصرف عليها وتبني الفرق تبنياً أدبياً (مادياً)، ويعتبر الأمير هو مؤسس الرياضة السعودية.
ومن أبرز ماقام به حينما تم إيقاف مباريات كرة القدم في المملكة العربية السعودية بسبب مباراة بين الناديين الأهلي و الإتحاد وسميت بمباراة كسر العظم لمدة سنه كامله قام بإعادة الرياضة إلى توهجها القديم.[5]
زوجاته
- الأميرة الجوهرة بنت خالد بن محمد بن عبد الرحمن آل سعود (متوفيه) والدة (خالد ومحمد وعبد الرحمن وطلال وسلطان وتركي وبندر)
- الأميرة نورة بنت عساف العساف والدة سعود -مطلقة- (متوفية)[6] . عن عمر يناهز ( 80 ) عاماً. وصلي عليها بعد صلاة عصر يوم الخميس الموافق 19/6/1433هـ في جامع الإمام تركي بن عبدالله بمدينة الرياض.
- الأميرة سلوى بنت سعيد بن مسفر العدوي القحطاني والدة سلطانه و فيصل.
أبناؤه
وفاته
صدر بيان من الديوان الملكي السعودي معلناً وفاته في مدينة جدة بتاريخ 21 ربيع الثاني 1428 هـ الموافق 8 مايو 2007م. عن عمر يناهز 84 عاما إثر مرض عانى منه.ولقد تمت الصلاة عليه صلاة العشاء في المسجد الحرام بمكة المكرمة ثم نقل جثمانه إلى مقبرة العدل حيث دفن هناك.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ