أكد سينمائيون وكتاب مغاربة وعرب أنه رغم ما طرأ من تطور على السينما العربية، تبقى صورة المرأة فيها نمطية تعكس الأفكار السائدة عنها في هذه المجتمعات حيث يراها البعض جنسا ضعيفا مغلوبا على أمره أو شريرة خائنة مثيرة للشهوة بل ويجب قتلها أحيانا حفاظا على الشرف.
وتحدث المخرج المصري مجدي أحمد علي عن السينما في بلاده، وقال، خلال ندوة عقدها مهرجان فيلم المرأة في مدينة سلا المغربية بعنوان “المرأة في السينما المغاربية والعربية.. رهان الحق والجمال”، إن أول منتجة ومخرجة في السينما العربية هي المصرية عزيزة أمير، التي قدمت أفلاما بدعم من بنك مصر، وهو ما يشير إلى دلالة بالغة الأهمية وهي اهتمام رائد الاقتصاد المصري طلعت حرب بأن السينما صناعة مهمة.
وأضاف علي: “منذ ظهور السينما المصرية توالى ظهور السينمائيات مثل آسيا داغر التي أنتجت فيلم (الناصر صلاح الدين)، وعندما تطورت الصناعة زاد عدد العاملات في صناعة السينما في مجالات المونتاج والإخراج، حتى أصبح هناك مديرة تصوير مهمة هي نانسي عبدالفتاح، ومنذ بداية السينما المصرية لم يكن مطروحا قضية نساء ورجال، وربما التمييز كان في الموضوعات التي تطرحها الأفلام ولكن ليس في العملية المرتبطة بصناعة السينما نفسها”.
وقالت المخرجة الأردنية رانيا حداد: “إذا ناقشنا صورة المرأة في السينما الأردنية سنجد أننا لسنا بصدد صناعة سينما في الأردن، ولكن يمكن أن نقول صورة المرأة في الأفلام الأردنية، فالأردن قدم أول فيلم سينمائي سنة 1957، وكان بجهود فردية لمجموعة من الشباب، والفيلم الثاني كان سنة 1964، والدولة في الستينيات من القرن الماضي جهزت بنية سينمائية جيدة، حتى وصلنا إلى ثورة الديجيتال في السينما”.
وأشارت “حداد” إلى أنه بعد عام 2007 أصبحت الدولة تساهم في إنتاج أفلام أردنية، وأصبح هناك صندوق دعم مخصصة للأفلام، وأن صورة المرأة في بعض الأفلام كانت هامشية جدا، وأحيانا نمطية، وفي أفلام أخرى كان هناك تطور إيجابي وزادت الأفلام التي تتناول موضوعات خاصة بالمرأة.
وقالت الممثلة والمخرجة الفلسطينية علا الطبري: “متابعو الوضع الفلسطيني سيجدون أن المرأة موجودة بشكل كبير في الحياة اليومية، لكن في السينما مازلنا نحاول أن نقدم صورة حقيقية للمرأة، وفي السينما الفلسطينية حاليا شباب يقدمون أفلاما لكن ليس عندنا صناعة سينما بالمعنى المعروف، ولدينا عدد كبير من المخرجات، وأنا أحيانا أرفض العمل في بعض الأفلام لأنها تقدم المرأة في صورة غير جيدة”.
من جهته اعتبر المخرج المغربي سعد الشرايبي: “دحض الصورة النمطية للمرأة في السينما المغربية والعربية لا يُمنح، بل يجب أن يكون حقا مكتسبا”.
وأكدت الناقدة والباحثة التونسية إنصاف أوهيبة أن هناك أعمالا قدمت عن تواجد المرأة في السينما، منها فيلم قدمته المخرجة ماريان خوري عن تواجد المرأة في السينما المصرية، وهي السينما الرائدة في المنطقة العربية، وأشارت إلى أن الفيلم يكشف أن المرأة كانت موجودة في كل جوانب الفيلم السينمائي سواء كمخرجة أو كمنتجة.
وتابعت إنصاف أوهيبة: “يجب تشجيع الأفلام التي تناقش قضايا المرأة، حتى تخرج من نطاق الجمعيات النسائية، فالأفلام التسجيلية الخاصة بموضوعات تتعلق بالمرأة لا نراها إلا في الجمعيات النسائية، وهذا في حد ذاته إقصاء لأن هذه الأفلام يجب أن يشاهدها الجمهور العربي كله”.