..
– فنانو التصوير الضوئي في سورية : 1920-1980م ..- بواسطة : سعد بشير فنصة ..
• العماد أول مصطفى طلاس
تولد الرستن 1932
يمكن أن تكون هذه المرة الأولى التي يندرج فيها اسم العماد “مصطفى طلاس” وزير الدفاع الأسبق بين فناني التصوير الضوئي في بحث فني، ولما لا وقد انتخب رئيساً فخرياً ودائماً لنادي فن التصوير الضوئي عند تأسيسه، فهو صديق الفنانين- متى أتيح له الوقت لذلك- وبرغم مشاغله المتعددة والمهام الجسام التي كانت ملقاة على كاهله، فبالإضافة إلى الشعر الأصيل الذي يقرضه ويقترضه في مطبوعاته، كانت آلة التصوير من أحب أطياف اهتماماته الفنية، وبالرغم من قيمتها الواسعة في العلوم والمعارف العسكرية والاستطلاع، فإنها كانت بين يديه شديدة الرهافة الفنية، وهو لم يقدم نفسه في أي معرض فني، فردي أو جماعي- لأسباب معلومة- ولكن أرشيفه الفني وتذوقه الجمالي كان بين طيفين محيبين عرفا عنه، الأول كان الأزهار والورود البرية التي أصدرها بعدسته بين دفتي مجلد ضخم تختصر شعريته الخاصة في التعاطي مع هذا الموضوع الطبيعي تسجيلاً وتوثيقاً نادراً، والثاني جميلات النساء ومشاهيرهن الذين التقى بهن في مناسبات اجتماعية بدءاً من جورجينا رزق ولا انتهاء بمارسيل حرو ملكات جمال لبنان السابقات مروراً بجين مانسون وغيرهن من أجمل نساء العالم، وأخمن أن لديه أرشيفاً إذا تم عرضه يوماً ما سيكون مدهشاً بفرادته وحساسيته ورقة صوره، والتي رحل بعضهن وأمسى بعضهن الآخر جدات عجوزات، وبعيداً عن النفاق الاجتماعي والتملق للشخصيات الرسمية والذي لا أتقنه- فهو متقاعد الآن- يمتلك العماد مصطفى طلاس أنفس وأفخر أنواع آلات التصوير في العالم بدأ من “الهزلبلاد” بسلسلتها الفريدة، (وهي الطراز التي كانت بيد أرمسترونغ عندما صور من القمر أولى الصور الخلاقة لكرتنا الأرضية عام 1969) ولا انتهاء بالألمانيتي الصنع “لايكا” و”لينهوف” وغيرهما الكثير، ومع ذلك فهو لا يؤمن أساساً إلا بعينه عندما يغبطه المصورون الآخرون بقولهم بأنه يمتلك أفخر آلات التصوير وعدساتهما في العالم قاطبة، والواقع أن العماد طلاس قام بدراسات خاصة ومعمقة ومتأنية لفن التصوير ولاحق معارف وصور أساطين هذا الفن وتعلم منهم، وعدّ “روينسون” و”ايرسون” و”واتسون” و”آنسيل آدمز” و “هاميلتون” من عباقرة فن التصوير في العالم وبأنهم لا يقلون قيمة وفنية عن عباقرة الإبداع بالريشة.